"هيومن رايتس ووتش" و"البحرين للحقوق والديمقراطية": حكم سجن 13 معتقلاً في البحرين غير قانوني ويجب التحقيق بتعرُّضهم للتعذيب

مبنى وزارة العدل في العاصمة المنامة حيث توجد المحكمة الجنائية الأولى
مبنى وزارة العدل في العاصمة المنامة حيث توجد المحكمة الجنائية الأولى

2023-12-06 - 3:12 م

مرآة البحرين: أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"معهد البحرين للحقوق والديمقراطية"، اليوم الأربعاء 6 ديسمبر/كانون أول 2023، حكم المحكمة الجنائية الأولى في البحرين الصادر خلال سبتمبر/أيلول من العام نفسه، على 13 معتقلاً بالسَّجن "إثر محاكمة جماعية جائرة لـ 65 معتقلاً شابتها انتهاكات للإجراءات القانونية الواجبة وادّعاءات التعذيب"، وطالب المنظمة والمعهد بالتحقيق في شهادات المعتقلين عن التعذيب الذي تعرّضوا له.
 
وقالت المنظمة والمعهد، في بيان مشترك، إنّهما "حلّلا أكثر من 3 آلاف صفحة من وثائق المحكمة لتقييم ادّعاءات المتهمين بأنّهم تعرّضوا للتعذيب"، بعد اعتقالهم على خلفية احتجاجهم على وفاة المعتقل عباس مال الله يوم 6 أبريل/نيسان 2021 في سجن "َجوْ" المركزي بسبب الإهمال الطبي، والذي اعتقلته السلطات لمشاركته في الاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية خلال عام 2011، حيث أدانت المحكمة ذاتها المعتقلين الـ 13 بتهم "استخدام القوة ضد حراس السجن" و"تخريب ممتلكات السجن"، وبرّأت الـ 52 معتقلاً الآخرين.
 
وقال حسن علي الشويخ، أحد المعتقلين الـ 13، في شهادة مكتوبة بخط اليد قُدّمت إلى المحكمة، إنّ "السجناء في زنزانته "طلبوا من الشرطة التوقُّف عن ضرب النزلاء لأنّهم كانوا يطالبون بحقوقهم"، وأضاف أنّه والسجناء والآخرين "فوجئوا حينها بأنّ قوات مكافحة الشغب وصلت وفتحت باب زنزانتهم وألقت 5 قنابل صوتية داخل الزنزانة، ثم دخلت ورشّتهم برذاذ بالفلفل".
 
بدوره، وصف المعتقل سعيد عبدالامام سعيد هلال، وهو سجين اعتدى عليه حراس السجن، الضرب في مقابلة مع النيابة العامة يوم 25 أبريل/نيسان 2023، قائلاً إنّ "قوات الشرطة جاءت إلى الزنزانة وضربته بالهراوات فوق عينه اليسرى، فسقط على الأرض وفقد الوعي، وعندما استيقظ في عيادة السجن، أبلغوه بأنّ لديه كسراً في العظم فوق عينه اليسرى".
 
وتحدّث المعتقل سيد علوي الوداعي في شهادة مكتوبة بخط اليد قُدّمت إلى المحكمة يوم 25 يوليو/تموز 2023، عن "ضرب حراس السجن له وللسجناء الآخرين بشدّة بالعصي وسحبهم إياهم خارج الزنزانة، وإهانتهم وإهانة دينهم، وبصقهم على وجوههم، ووضع أحدهم حذاءه في فمه".
 
وقدّم أغلب السجناء المتهمين في المحاكمة تفاصيل عن الانتهاكات التي وقعت أثناء نقلهم يوم 17 أبريل/نيسان إلى مبنى رقم 15 في سجن "جوْ".
 
واستندت المنظمة والمعهد إلى تحقيق أجرته منظمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين"، أكد حرمان سلطات السجن المعتقل مال الله من الرعاية الصحية الكافية وتأخير منحه الرعاية الطبية، بعد أنْ فقد وعيه في زنزانته ليلة وفاته.  
 
وأكدت "هيومن رايتش ووتش" و"معهد البحرين للحقوق والديمقراطية" أنّ "المحاكمة شابتها انتهاكات للإجراءات القانونية الواجبة"، مشيرة إلى أنّه "خلال الجلستين الأُولَيَيْن وفي يوم صدور الحكم، لم يؤخَذ أي من السجناء الـ 62 المحتجزين في سجن "جَوْ" إلى المحكمة، بما ينتهك حق المتهمين في حضور جلسات الاستماع الخاصة بهم". وذكرت المنظمة والمعهد أنّ "المحكمة اعتمدت في حكمها النهائي فقط على المقابلات التي أجرتها النيابة العامة في عام 2021 ورفضت طلب محامي الدفاع استجواب حراس السجن الذين زُعم أنّهم اعتدوا على السجناء".
 
وطالبت المنظمة والمعهد محكمة الاستئناف البحرينية، التي ستستمع إلى الطعن في الحكم على المعتقلين الـ 13، يوم 10 ديسمبر/كانون أول 2023، بأنّ "تحقق بمصداقية في ادّعاءات المتهمين بأنّهم تعرّضوا للتعذيب، والتي لم تحقق فيها محكمة الدرجة الأولى بشكل مناسب".