الشيخ صنقور: لماذا يُسمح لـ "الأوقاف السنيّة" ببناء مساجد في مناطق لا يسكنها الإخوة السنة ويُمنع على "الجعفريَّة" مثل ذلك؟

الشيخ صنقور يلقي خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز
الشيخ صنقور يلقي خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز

2023-12-08 - 7:50 م

مرآة البحرين: أكد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز بغرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور، أنّ "العدو الصهيوني لو علِم أنّ للشجب والتنديدِ بجرائمه ما وراءه لَما تجرَّأ على ارتكاب هذه العظائم التي يَعجز البُلغاء عن توصيفها".

وذَكَر الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 8 ديسمبر/كانون أول 2023، أنّ "العدو الصهيوني ما زال يُمعِن في بغيه وعدوانه على الشعب الفلسطيني المظلوم ويرتكب على مدار الساعة أبشع الجرائمِ وأفظعها غير عابئ ولا مكترث بصيحات الإدانة والشجب والاستنكار، ذلك لأنَّه يُدرك عدم جدِّيتِها وأنّها للاستهلاك وذرِّ الرماد في العيون".

وأضاف الشيخ صنقور أنّ "العدو الصهيوني لو علِم أنّ لهذا الشجب والتنديد ما وراءه لَما تجرّأ على ارتكاب هذه العظائم التي يَعجز البُلغاء عن توصيفها، فلأنّه واثق أنّ القادرين على ردعه والأخذ على يده ممَن يُنتَظر منهم الانتصار لهذا الشعب المظلوم لن يتجاوز انتصارهم له بيانات الشجب، لذلك فهو ماضٍ في غيِّه بمنتهى القسوة والوحشيَّة غير متردِّد ولا متوجِّس".

ولفت الانتباه إلى أنّ "العدو الصهيوني لا يخشى منهم حصاراً كالحصار الذي يفرضه على أهل غزة قرابة العقدين من الزمن، ولا يخشى انقطاع إمدادات الطاقة كما قطع هو الماء والدواء والوقود عن أهل غزَّة، ولا يخشى عُزلة بل ولا جَفوة"، مستدركاً بالقول: "إذا كان يخشى مِن شيء فهو مِن نضال المقاومين وبأسهم واستبسالهم في الدفاع عن القدس الشريف والقضية الفلسطينية والذي يُخطط هو وداعموه لتصفيتها، فذلك وحده ما يخشاه ويحذر منه، وهو جدير بالحذر، فليحذرْ".

من ناحية أخرى، تطرّق الشيخ صنقور إلى "ظاهرة تزداد وتيرتها بمرور الوقت حتى أصبحت ملفتة لعامَّة الناس ومستفزِّة لهم" وهي أنّ "دائرة الأوقاف السنيّة الموقَّرة تعمد إلى بناء مساجد في القرى والمناطقِ التي لا يقطنها أحدٌ مِن غير المواطنين الشيعة وفي حالات متعدِّدة يتمُّ البناء لأكثر من مسجدين أو ثلاثة في منطقة واحدة رغم عدم وجود مَن يسكن من الإخوة السنَّة في تلك المنطقة".

وتابع قوله: "في الوقت ذاته لا نجد لدائرة الأوقاف الجعفريَّةِ الموقَّرة مبادرة إلى بناء مساجد في المناطق التي لا يقطنها المواطنون الشيعة ويحتجُّون بأنَّه لا مبرِّر لبناء مساجد في تلك المناطق لعدم وجود مَن يسكن فيها من الشيعة"، مضيفاً "هذه الحجَّة ينبغي أنْ تكون مانعة كذلك لدائرة الأوقاف السنيَّة من القيام ببناء مساجد في المناطق التي لا يقطنها المواطنون السنَّة".

وأردف قائلاً: "لو قيل إنّ المساجد لله فهذا صحيح فليأذنوا للمواطنين الشيعة أنْ يرفعوا الأذان من هذه المساجد، وليأذَنوا لهم بإقامة صلوات الجماعة فيها".

وأشار الشيخ صنقور إلى أنّ "الأمر لا يقف عند هذا الحد بل نجد أنّ دائرة الأوقاف الجعفرية لا تستحدث بناء مساجد حتى في القرى والمناطق التي يقطنها المواطنون الشيعة ولا يُؤذّن للأهالي بذلك"، مبيناً أنّه "حين يتقدَّم الأهالي لاستصدار إجازة ليس لاستحداث مسجد في مناطقهم بل لتجديد البناء لمساجد قائمة تبوء غالباً مساعيهم بالفشل في الحصول على إجازة لتجديد البناء"، فـ "في الحالات المحدودة التي يحظون فيها بالحصول على الاجازة لا يتمُّ ذلك إلا بعد جهدٍ جهيد ووقت قد يمتد لسنين رغم أنّ طلبهم كان لتجديد بناء مسجد قائم وليس لاستحداث مسجد".

وتساءل الشيخ صنقور: "أين هو الخلل؟ هل هو تقصير من دائرة الأوقاف الجعفريَّة أو أنّ الدائرة الجعفريَّة لا تحظى بمثل النفوذ الذي تحظى به دائرة الأوقاف السنيَّة؟".