مرآة البحرين (أوراق 2023): في مارس/ آذار أشارت معلومات متقاطعة إلى عزل وزير المتابعة بالديوان الملكي أحمد عطية الله من منصبه وعزل أخيه سلمان عطية الله من قيادة مستشفى الملك حمد. 

وكشفت المعلومات أن الرجلين متورطان في اختلاسات تقدر بـ 400 مليون دينار (مليار دولار)، غير أن العائلة الحاكمة تكتمت على عملية الاختلاس التي تعد واحدة من أكبر الاختلاسات في البلاد.

وغاب أحمد عطية الله عن الظهور الإعلامي قبل تسرّب المعلومات عن تورطه وأخيه في عملية اختلاس كبيرة. وكان آخر ظهور للوزير في الصحافة المحلية يعود إلى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2022 لدى زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب للبلاد. 

وعادة ما كان عطية الله يظهر في اللقاءات الرسمية للملك إلى جانب وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد آل خليفة (خاله)، بالإضافة إلى مرافقته ولي العهد سلمان بن حمد في زياراته الرسمية للخارج. 

وأصدر الملك حمد بن عيسى آل خليفة (4 مارس 2023) أمرا ملكيا بتعيين ماجد بن علي النعيمي وزيرا للشؤون العامة بالديوان الملكي، ليمارس المهام التي كان يمارسها عطية الله ولكن دون الإعلان عن عزل الآخير رسميا. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها عزل الوزير عطية الله، فقد عزله الملك حمد بن عيسى آل خليفة فبراير 2011 في محاولة منه لاحتواء الانتفاضة الشعبية التي سعت لوضع حد لاستحواذ العائلة الحاكمة على السلطة والثروة في البلاد. 

وعزل الملك عطية الله حينما كان يشغل منصب وزير شؤون مجلس الوزراء، ضمن مجموعة ضمت 4 وزراء تمت تسميتها حينذاك بوزراء التأزيم. 

ويعتبر عطية الله أحد المسؤولين عن الملفات الأكثر حساسية في البلاد. وكان الرجل يدير مخططا لإقصاء وتهميش الطائفة الشيعية كما كشف عن ذلك التقرير الذي أعده المستشار السابق في الديوان الملكي الدكتور صلاح البندر. 

وخلال سنوات عمله، التي امتدت لأكثر من 10 سنوات كوزيرٍ للمتابعة في الديوان الملكي، لم تسند لأحمد عطية -حسب المعلن- أي مهام تنفيذية أو مالية، ما يؤكد شكوك المعارضة حول وجود ميزانية سرية للدولة يشرف عليها الديوان الملكي. 

فاختلاس 400 مليون دينار يؤكد أن الديوان الملكي يشرف على أوجه إنفاق غير واردة في الميزانية العامة للدولة التي يشرف عليها رئيس الوزارء و23 وزيرا. 

وفي ذات السياق، نشرت صحيفة الأيام (27 أبريل 2023) خبرا بتعيين العقيد الطبيب الشيخ سلمان بن محمد بن عبدالله آل خليفة قائدا لمستشفى الملك حمد الجامعي بالوكالة. خلفا لشقيقه سلمان عطية الله. 

وشغل سلمان بن عطية الله منصبه قائدا لمستشفى الملك حمد الجامعي منذ افتتاحه العام 2012، وكان عضوا بحكم منصبه في المجلس الأعلى للصحة المسؤول عن رسم السياسات الصحية في البلاد.