حصاد البحرين 2023: حنق النظام من دور جامع الصادق يدفعه إلى اعتقال الشيخ محمد صنقور

الشيخ محمد صنقور خلال إحدى خطب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز ويبدو إلى جانبه علم فلسطين
الشيخ محمد صنقور خلال إحدى خطب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز ويبدو إلى جانبه علم فلسطين

2023-12-30 - 7:19 م

مرآة البحرين (خاص): أقدم النظام في هذا العام على خطوة تصعيدية كبيرة، تمثلّت في اعتقال إمام جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ محمد صنقور، ما أعاد إلى الأذهان مرحلة التصعيد الأعنف التي تم خلالها اعتقال الشيخ علي سلمان وإسقاط جنسية آية الله الشيخ عيسى قاسم بالإضافة إلى إغلاق جمعية الوفاق.

وأتت خطوة اعتقال الشيخ صنقور بعد عودة جامع الإمام الصادق في الدراز إلى لعب دوره الأساسي، في إبراز خطاب الطائفة الشيعية بشكل أسبوعي، وتسجيله المواقف من الأحداث المحلية والإقليمية الراهنة، بالإضافة إلى توجيهه للرسائل السياسية وتعبيره عن المطالب الشعبية الداعية لتبييض السجون من المعتقلين السياسيين وإحداث إصلاح جذري لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ 2011.

هذا الدور الذي لعبه بشكل أساسي الشيخ محمد صنقور إلى جانب الشيخ علي رحمة والشيخ علي الصددي، في إمامة الناس بجامع الإمام الصادق بالدراز، بدأ يزعج السلطات التي أوعزت إلى صحفها ووسائل إعلامها بمهاجمة هذا المنبر، واعتبار ما يصدر منه عودة بالزمن إلى الوراء. 

لم تحتمل السلطات الخطاب الذي كان يقدمه الشيخ صنقور بكل هدوء من منبر جامع الصادق، فأقدمت على اعتقاله في 22 مايو على خلفية انتقاده التعديلات الجديدة على المناهج الدراسية التي تم فيها نسف بعض الحقائق التاريخية المتعلقة بالمسلمين ضمن سياق التطبيع مع إسرائيل، وهي التعديلات التي أثارت حفيظة المجتمع سنة وشيعة وأدت إلى تدخل من ولي العهد للتراجع عنها.

ووفق وكالة أنباء البحرين آنذاك فإن اتصالاً جرى بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيره البحريني عبداللطيف الزياني أعقبه اعتقال الشيخ محمد صنقور، لتعم بعد ذلك الاحتجاجات معظم مناطق البحرين، ليتم الإفراج عن الشيخ صنقور بعد 3 أيام على توقيفه.

بعد الإفراج عنه، توجه الآلاف من المواطنين للمشاركة في حفل شعبي واسع نظم لاستقبال الشيخ محمد صنقور والتهنئة بالإفراج عنه، في رسالة شعبية واضحة، عن مدى التزام الشعب بالدفاع عن رموزه بكل السبل والوسائل الممكنة والمتاحة، وهو الأمر الذي لم يرق للسلطات، فقامت باستدعاء رئيس مأتم السنابس وتهديده بسبب حفل الاستقبال الحاشد.

حكاية الاستهداف لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد الحملة الإعلامية المنظمة ضد منبر الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز، أصدرت وزارة العدل بياناً توعدت فيه بـ "عدم التهاون تجاه أي محاولة تهدف إلى إعادة الخطاب ذات النهج التأزيمي"، في إشارة ضمنية لاتخاذها إجراءات بحق الجامع وأئمته، إلا أن ذلك لم يثنِ لا أئمة الجمعة ولا المصلين عن إحياء شعيرة الجمعة.

وعمدت السلطات في مناسبتين على إغلاق المداخل المؤدية للدراز في يوم الجمعة، لمنع الناس من التوجه للجامع، في إجراء لم يكن بالجديد، واستمر لأكثر من سنة بعد إسقاط جنسية آية الله الشيخ عيسى قاسم.

على الرغم من كل هذا التحريض الإعلامي وتهديد وزارة العدل وتحرشات وزارة الداخلية، فشلت السلطة في تغيير خطاب منبر الجمعة، واستمر جامع الإمام الصادق يستقبل الآلاف من المصلين من مختلف مناطق البحرين، فيما استمر الشيخ صنقور في تأدية رسالته، وتوجيه الخطاب الناقد للسلطات.