حصاد البحرين 2023: السعودية تعدم صادق ثامر وجعفر سلطان وتحتجز جثمانيهما

الشهيدان جعفر سلطان وصادق ثامر
الشهيدان جعفر سلطان وصادق ثامر

2023-12-30 - 7:23 م

مرآة البحرين (خاص): مر العام 2023 ثقيلاً على عائلتي جعفر سلطان وصادق ثامر فقد أقدمت السلطات السعودية بتنفيذ حكم الإعدام بحق الشابين في قضية ذات دوافع سياسية وطائفية وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "شديدة الجور".

واعتقلت السلطات السعودية الشابين ثامر وسلطان في مايو 2015، واتهمتها بمحاولة تفجير الجسر الرابط بين السعودية والبحرين، فيما لم يتمكن الاثنان من التواصل مع عائلاتهم إلا بعد مضي حوالي 4 أشهر، تعرضا خلالها لأبشع صور التعذيب النفسي والجسدي.

ووثقت منظمات حقوقية لاحقاً تعرض الاثنين للتعذيب، وإجبارهما على توقيع اعترافات تحت الإكراه، تؤيد الاتهامات التي وجهت لهما، وقد حكمت محكمة أول درجة بإعدامها وقامت محكمة الاستئناف والمحكمة العليا بتأييد الحكم على التوالي.

وشهدت البحرين خلال الأعوام الثمانية الماضية عدداً من الفعاليات الاحتجاجية والمظاهرات المطالبة بنقض حكم الإعدام والإفراج عنهما، إلا أن السلطات السعودية لم تستجب لأي من هذه المطالب.

وبعد 8 أعوام و3 أسابيع على اعتقالهما، أقدم النظام السعودي (29 مايو 2023) على تنفيذ حكم الإعدام بحق الشابين، لتعم مظاهرات غاضبة مختلف مناطق البحرين بينها العاصمة المنامة.

وطالبت عائلتا الشهيدين بتسليمها الجثامين لدفنهما وفق المعتقد الجعفري، إلا أن طلب العائلتين جوبه بالتجاهل التام من قبل السلطات السعودية، كما أن السلطات البحرينية نأت بنفسها تماماً عن أي مسؤولية تجاه مواطنيها، على الرغم من مطالبة العائلتين للسلطات البحرينية بمساعدتها لتسلم الجثامين.

أقامت عائلتا الشهيدين مراسم عزاء في أحد المآتم، وشهدت حضور الآلاف لتقديم واجب العزاء من مختلف مناطق البحرين، يتقدمهم كبار العلماء والنشطاء البارزين، وقد عزّى آية الله قاسم من مهجره والشيخ علي سلمان من محبسه العائلتين عبر اتصالات هاتفية.

وعملت العائلتان على إقامة حفل تأبيني للشهيدين بمناسبة مرور 40 يوماً على إعدامهما، إلا أن السلطات البحرينية تحركت هذه المرة وأمرت بإلغاء الفعالية مهددة بإغلاق المأتم في حال إقامتها.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقتل فيها السعودية نشطاء بحرينيين معارضين، فقد سبق ذلك تدخلها العسكري في 2011، الذي أدى إلى سحق الاحتجاجات وقتل عدد من البحرينيين أبرزهم الشهيد أحمد فرحان في سترة.

كما أقدمت السلطات السعودية لاحقاً على إعدام عدد من السعوديين المناصرين لقضية البحرين في المنطقة الشرقية، كانت تهمة أحدهم حيازة علم البحرين في سيارته.

صحيح أن العام 2023 كتب نهاية حكاية الشهيدين جعفر سلطان وصادق ثامر، إلا أنه أيضاً ذكّر البحرينيين بالحساب القديم والمفتوح بينهم وبين السعودية التي أوغلت في قتل البحرينيين إن بشكل مباشر أو عبر دعمها وغطائها اللامحدود للنظام وإعطائه الضوء الأخضر للقتل والتنكيل بالشعب طوال الأعوام الماضية.