حصاد البحرين 2023: من التطبيع بحثاً عن الحماية، إلى المشاركة في تحالف بحري لحماية إسرائيل

ملك البحرين والرئيس الإسرائيلي في المنامة يوم 4 ديسمبر 2022
ملك البحرين والرئيس الإسرائيلي في المنامة يوم 4 ديسمبر 2022

2023-12-30 - 7:37 م

مرآة البحرين (خاص): قبل ثلاثة أعوام ونيف حين قرّر النظام التطبيع مع الكيان، كان له كلام معلن وأهداف غير معلنة لكن الجميع يعلمها. أما السبب الرسمي من التطبيع فكان دفع عملية السلام والحفاظ على حقوق الفلسطينيين، بينما في الواقع زاد الكيان من اعتداءاته على المسجد الأقصى والفلسطينيين في الضفة، بل زادت جرأته لأنه حصل على ما يريد، ولم يعد ملزماً بتقديم أي تنازل للفلسطينيين طالما العرب جاءوه مطبعين مجاناً دون تدفيعه ثمن هذا الموقف.

أما الهدف غير المعلن فكان البحث عن حليف في المنطقة مع اهتمام الولايات المتحدة بالتوجه شرقاً لمواجهة المارد الصيني ووضع مواجهة الصين وروسيا في سلّم الأولويات مع ما يعنيه ذلك من تناقص الاهتمام الأمريكي بمنطقة غرب آسيا مع كل مشكلاتها.

طمحت البحرين من خطوة التطبيع الحصول على شريك لديه سمعة قوية في العمل الأمني، ولديه نفس الأهداف في مواجهة إيران وتقليم أظافرها بالقضاء على حلفائها في المنطقة، لكن كما علمتنا الأسرة الحاكمة سابقاً، فإن حسابات حقلها لم تطابق حسابات بيدرها، حين رأت الصواريخ الإيرانية تنهال على مقار الموساد في أربيل دون استطاعة الأخيرة تحريك ساكن.

لكن على الرغم من الإحباطات التي رافقت تلك المرحلة، واصلت الأسرة تطبيعها، وأدخلت الإسرائيليين المجال الأمني والعسكري، والصحي والتعليمي، ووقعت معها اتفاقيات متعلقة بالطاقة والتعاون المالي ...الخ، ولم يكاد يمر أسبوع دون مرور خبر عن تطبيع في مجالٍ ما، حتى جاءت عملية طوفان الأقصى لتجرف أحلام الأسرة الحاكمة.

الأسرة التي لا يبدو أنها استوعبت حجم الذي حصل في طوفان الأقصى، بقيت مصدومة أمام الفشل الإسرائيلي الاستخباري، فالكيان الذي طالما تغنى بقوّة استخباراته وامتلاكه أحدث أجهزة وبرامج وبرمجيات التجسس على مستوى العالم، فشل في كشف تحرك عسكري كبير في قطاع غزّة المحاصر من جميع الجهات، وتلقى صفعة أفقدته اتزانه وكادت أن تودي به لولا الدعم الأمريكي غير المسبوق.

لكن كيف تعاطت الأسرة مع المعطيات الجديدة؟ الجواب كان بالانضمام إلى تحالف بحري يهدف لمواجهة اليمنيين ووقف هجماتهم على الكيان، وبعيداً عن الغباء المفرط في مثل هكذا تصرّف، لكنه أيضاً كان موقفا مضحكا مبكيا، فالنظام الذي طبّع مع الكيان بحثاً عن الحماية، أصبح  مشاركاً في حماية الكيان، وعلى الرغم من أن ذلك يثبت للعالم العربي والإسلامي حجم العمالة ومستوى الانحطاط الذي ممكن أن تنحدر إليه الأسرة، إلا أنه محطة أخرى مهمة تثبت للجميع مدى انفصال هذه الأسرة عن الواقع فضلاً عن شعبها ومحيطها، وعدم إجادتها قراءة المستقبل وعدم تعلمها من الأخطاء.

لقد ربطت الأسرة مستقبلها بمستقبل الكيان، وإن كنا لا نريد القول أن زوال الكيان بات أمراً وشيكاً، إلا أن المستقبل أصبح مظلماً للكيان، وهو ما يعني مستقبلا أكثر ظلاماً للأسرة التي باعت كل شيء متوهمة أن ذلك سيجعلها منيعة ضد أي تحرك شعبي قادم.