«دان راذر»: المستشفيات ساحات النضال الجديدة في البحرين

2012-10-20 - 2:41 م


دان راذر
ترجمة: مرآة البحرين
 
يبدو أنه من الصعب التصور أن الوضع الذي يجري في البحرين (تلك الجزيرة الصغيرة التي تطل على الساحل السعودي)، قد يكون أشد توتراً مما كان عليه عندما كنا متواجدين فيها في أواخر مارس/آذار الماضي. الغالبية الشيعية تضغط من أجل كسب المزيد من الحقوق، والحكومة السنيّة المدعومة تقاوم ذلك بوحشية فاعلة.


 
تمشينا في شوارع مليئة بطلقات فارغة من الغاز المسيل للدموع، ووسط مبانٍ قديمة كانت قد خُطَّتْ برسومات مناهضةٍ للحكومة. تحدثنا لمتظاهرين اقْتُحِمَت منازلهم، أو رُشَّت أطفالهم بالغازات المسيلة للدموع، وآخرين تم اعتقال وقَتْلِ أحبتهم. لقد لاحظنا تحول مسيرة تشييعٍ سلمية إلى فوضى، بسبب اعتراضها من قبل الشرطة ومحاولة عرقلتها من خلال كسر الحواجز التي وضعها المتظاهرون.
 
ولكن الوضع، تفاقم هنالك بصورة أكبر وأسوأ بكثير. العراك الآن يحدث في كل ليلة تقريباً، و أُخْبِرنا " بأن كل القرى تتجه إلى التشدد". المصدر البحريني الذي أرسل لنا مقطع الڤيديو أعلاه، قال لنا "يجب على الناس مشاهدة مايجري". من خلال مشاهدة الڤيديو أعلاه يتبيّن لنا بأن الحكومة قد وسعت القتال، و قمعها لايطال المتظاهرين في الشوارع فقط، بل يطال حتى الأطباء والممرضين البحرينيين الذين يتجرأون على معالجة الجرحى. في الأسبوع الماضي، تم سجن ستة أطباء بحرينيين، بعد أن أيدت محكمة الإستئناف التهم الموجهة لهم "بالعمل ضد الدولة "، وذلك عندما كانوا يعالجون جرحى الاحتجاجات التي اندلعت في ٢٠١١، وتتراوح عقوباتهم بين شهرٍ واحد وخمس سنوات.
 
أضحت مستشفيات البحرين عبارة عن ثكنات عسكرية مدججة بالدوريات الأمنية وكاميرات المراقبة. يتوجب على المسعفين الإبلاغ عن أي اصابة تحدث بسبب "نشاطات إجرامية". يدرك المتظاهرون بأنه سيتم استجوابهم أو القبض عليهم، في حال ذهابهم للمستشفى.
 
لقد انتقلت العيادات إلى السراديب. لقد صوّر مصدرنا مسعفين بحرينيين يغادران في جنح الظلام إلى قريةٍ تقع خارج المنامة من أجل مساعدة مجموعة من الشبان الذين أُصيبوا. لقد خاطر(مصدرنا والمسعفان) بأنفسهم، مع إدراكهم بالخطر الذي سيترتب عليهم في حال ضبطهم بالإمدادات الطبية في نقاط التفتيش، ناهيك عن كاميرا الڤيديو، وأنهم سيتعرضون للاعتقال أو ما هو أسوأ من ذلك.
 
كما ترون في الڤيديو، الإصابات تشمل طفلاً صغيراً كان قد أصيب في الفخئ بسبب قنبلة صوتية. الجرحى في حاجة لعلاج أكثر تعقيداً من الضمادات والمضادات الحيوية التي يستطيع الأطباء جلبها لهم. في أغسطس/آب الماضي، ندد رئيس منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان (ريتشارد سولوم)، في جلسة الاستماع بالكونغرس الأمريكي، بعسكرة النظام الصحي العام في البحرين.
 
لقد قالت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "قلقة للغاية" إزاء اعتقال الطاقم الطبي في البحرين. ولكنها أعلنت في مايو/أيار، بأنها ستستأنف بيع بعض الأسلحة العسكرية للبحرين التي تحتضن الأسطول الأمريكي الخامس، والتي لا زالت "حليفا رئيسيا خارج حلف الناتو".



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus