شامتون يرقصون فرحا على «حصار العكر»

2012-10-21 - 9:20 ص


"يقولون العكر تصرخ يعلها دوم ما تهيع ومنسمها يكون أضيق غدر تلبس وكر العار أهي ميلس" 1

فتحية عجلان

مرآة البحرين (خاص): مخجل أن يذكر التاريخ أن فئة من البحرينيين قد رقصوا على جراح قرية بأكملها، حوصر أهلها جميعا، ومنعوا حتى من الخبز والدواء، لأن شرطيا مرتزقا مات فيها في ظروف لها عدة روايات.

مخجل أن نوثق للتاريخ، أن بيت الشعر "النبطي" المذكور أعلاه، هو لشاعرة "بحرينية" زوجة شاعر "بحريني". مخجل أن هناك حسابات في تويتر يتابعها عشرات الآلاف كانت تقول "اليوم أظن أهل العكر بيرقدون (ينوّمون) عيالهم (أولادهم) في الشارع لأنه هدوء أكثر من غرف النوم ".

مخجل أن السخرية والشماتة وصلت إلى مستوى أن يقال "هل تعلم عزيزي المستثمر إن العكر صار لها يومين تعتبر أأمن منطقة في الخليج العربي من حيث الهدوء والجو الساحلي والتواجد الأمني"

والكثير الكثير من الشماتة، التي قد تضيق بها أنفاس القراء.

مخجل حقا. ليس لأن التعاطف مع الناس واجب، ولكن لأن هؤلاء الضاحكين الشامتين ليسوا غاضبين أبدا على مقتل جندي من دولة أجنبية، دفعته ظروف الاقتصاد والعوز للبحث عن وظيفة لا إنسانية في بلد مستبد.

هؤلاء الذين سيخجل التاريخ من ذكرهم، لا يهتمون بإنسانية هذا المرتزق أبدا، ولا بجروحه، ولا بألم عائلته. مشاعرهم وأنانيتهم لا يمكن أن تجعلهم يلتفتون له ولا إلى غيره من الجاليات الأجنبية بمختلف مواقعها، هؤلاء يروون حقدا وضغينة كبيرة تربوا عليها، إما لأوهام طائفية مريضة، أو أوهام قبلية بغيضة. 

إنهم مزايدون، ومنافقون، ونحن نشك أن يتألموا حتى لو كان القتيل شرطيا "بحرينيا"، فالمصلحة والدناءة هي ما تحركهم لا غير.

في المقابل، لا زلنا نرى هناك أشخاصا كبار من قامة "محمد البوفلاسة" الذي ذهب بنفسه إلى العكر صباح اليوم ليتفقد الحال، إلا أنه منع من الدخول. مواقف هذا الرجل لا يمكن أن تنساق حتى إلى التبرير، مهما كان رأيه فيما حدث، موقفه يبقى إنسانيا قبل كل شيء.

"أي اخلاق وأي دين يقبل بأن تمنع مواطنة بحرينية في حالة ولادة من الذهاب للمستشفى؟ هل المعارضة الآن هي من تشوه سمعة الوطن في الخارج؟" يقول البوفلاسة، ويضيف "أيا كانت الحالات الحرجة في العكر المسألة بالنسبة لي لا يجوز لا قانونيا ولا أخلاقيا فرض العقاب الجماعي على منطقة بأكملها".

ذهب البوفلاسة للعكر للتأكد بنفسه مما يحدث، وقال "للأمانة كان في إرجاع للمواطنين الخارجين من القرية، الله أعلم بالأسباب والتفتيش دقيق".

عمار العباسي، ناشط متزن أيضا، قال عبر تويتر يوم أمس "العقاب الجماعي تضييع بشع للعدالة من كل وجوهها..عدالة حق الضحية..وعدالة حق المجرم ألا يزاد عليه.. وعدالة حق البريء.. وحق المجتمع في الحقيقة".

هناك من لا يصدق، لكنه يبقى منصفا، وهناك من يريد أن يصدق، ليشبع حاجته المريضة إلى الشماتة، فليشمت اليوم، لأنها لن تدوم له أبدا!

هامش:

1) معنى المقطع الشعري: يقال إن العكر تصرخ، ليتها لا تهجع أبدا، وليت أنفاسها تضيق، فلباسها الغدر، ومجلسها وكر العار".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus