شهادة سعيد السماهيجي عن أحداث 10 مارس 2015: انهالت علينا الضربات بوحشية والإهانات الحاطَّة بكرامتنا

سعيد السماهيجي
سعيد السماهيجي

2024-03-15 - 12:26 ص

مرآة البحرين: في شهادته حول أحداث 10 مارس/آذار 2015، روى معتقل الرأي السابق طبيب العيون الاستشاري، سعيد السماهيجي مجريات أحداث ذلك اليوم حينما انتفض المعتقلون ضد معاملة إدارة السجن السيئة للمعتقلين وذويهم، لتتدخّل بعدها قوات عسكرية وقوات شرطة وتقتحم مبانٍ عدة في السجن وتعتدي على المعتقلين،  بينهم السماهيجي، بالضرب والإهانة،.

وقال السماهيجي، في منشور على منصة "أكس"، إنّ "حركة التمرد (للمعتقلين) في المبنى 4 بدأت صباحاً وانتقلت إلى باقي المباني في السجن وبالذات المبنى 3 (مبنى السجناء القاصرين) والمبنى 2 و 1 وغيرها"، مشيراً إلى أنّ "الهجوم (من قِبَل النظام) بدأ على المبنى من طائرة "هليكوبتر" (مروحية) وقوات الشغب 5 عصراً من أجل إخماد الانتفاضة واستمرت إلى وقت متأخر من المساء".

وتابع السماهيجي قوله: "استعملت وزارة الداخلية كل الاسلحة الفتاكة المتاحة لديها بالرغم من المكان الصغير واكتظاظ السجناء (1150 سجين في مبنى يستوعب أقل من 480 سجين فقط)، وفي المبنى 4 أنزلت وزارة الداخلية شرطة الطوارئ الخاصة (الكوماندوس) من الباكستانيين واليمنيين العمالقة المدرَّبين أحسن التدريب من السافرة إلى سجن "جَوْ" حاملين الأسلحة المختلفة كالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات والأدوات من الحديد".

وأردف قوله: "قوات الشغب اصطفت على الجانبين في ممرات العنابر والممرات العامة بمسافة تُقدَّر بين 200 و300 متر، وانهالت بضرباتها على رؤوسنا، حيث سبّبت الجراح البليغة والعميقة وسالت الدماء على الأرض من كل أنحاء أجسادنا، والكسور والكدمات الزرقاء في أجسامنا، وبعضنا لم يعد قادراً على الوقوف أو حتى الحركة والمشي على قدميه، فكانوا يزحفون على الأرض بسبب ما تعرّضوا من الضربات المبرحة فضلاً عن الإهانات التي تحط من كراماتنا من السب والشتائم لا تليق حتى الحيوانات".

وأردف قائلاً: "جمعونا في ساحة الملعب (الفنس) للمبنى وأجبرونا على أنْ ننبطح على الأرض على بطوننا وأيادينا إلى الخلف، وقامت الشرطة بضربنا بالهراوات على ظهورنا بلا رحمة وكان أحد الشرطة اليمنيين يبحث على السجين الذين اعتدى عليه بالضرب أثناء التمرّد في المبنى 4، ويبحث أيضاً عن السجين عباس السميع المحكوم بالإعدام في قضية طارق الشحي"، فـ "عندما تعرّف إليه الشرطي اليمني وأراد أخذه، وقف السجين علي الغانمي الذي كان قريباً من السجين عباس السميع وقام بحضنه، وأنا (السماهيجي) كنت في الخلف بصفوف عدة فصرخت بصوت عالٍ: عاش عباس السميع البطل، وسمعوا الشرطة الأردنيون الذين كانوا حولي صرختي، وبعد ذلك نادوا باسمي أولاً وبـ 11 اسم آخر من السجناء واعتبرونا من المحرّضين في المبنى 4 ونقلونا بالباص إلى المبنى 10 المعروف بوكر التعذيب في سجن "جَوْ" للانتقام منا عقب تلك الانتفاضة".

وقال السماهيجي: "وزّعونا على زنازين العنبر 1 في المبنى نفسه الذي يتكوَّن من عنبرين فقط، وكنت أنا من الذين افتتحوا ذلك المبنى وكنت سجين يدخله. لم نذق طعم النوم والأكل والماء أياماً عدة في الوضع المزري، كنا ننام على الأرض بلا فراش ولا أدوات صحية لقضاء الحاجة".

جدير بالذكر أنّ يوم الثلاثاء 10 مارس/آذار 2015 شهد احتجاجات لمئات معتقلين سياسيين في سجن "جَوْ" المركزي على معاملة إدارة السجن السيئة لإحدى أمهات المعتقلين أثناء زيارتها ابنها، حيث جرت مشادات بين المعتقلين وحراس السجن، انتهت بتدخل لقوات عسكرية وقوات شرطة، وبقمع المعتقلين وضربهم والتضييق عليهم ووضعهم في خيم بلاستيكية بالعراء لمدة طويلة من الزمن كعقاب لهم على احتجاجهم.