وفد "مؤسسة حقوق الإنسان" لممثّلي المعتقلين في "جَوْ": "لا نقدر أنْ نعمل لكم شيئاً"

زنازين في سجن جَوْ المركزي (بي بي سي)
زنازين في سجن جَوْ المركزي (بي بي سي)

2024-03-30 - 12:04 ص

مرآة البحرين: كشف مدير "معهد الحريات والديمقراطية في البحرين" (بيرد)، سيد أحمد الوداعي، عن تفاصيل المفاوضات التي حصلت بين ممثّلي المعتقلين السياسيين المعتصمين في سجن "جَوْ" المركزي ووفد من "المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان"، يوم الخميس 28 مارس/آذار 2024.

وقال الوداعي، في منشور على منصة "أكس" اليوم الجمعة 29 مارس/آذار 2024، إنّ اللقاء حضره ممثّلون عن المعتقلين السياسيين المعتصمين في مباني 5,6,8,9,10 التي تضم أكثر من 1000 معتقل، بينما امتنع أي ممثّل عن مبنى 7 عن الحضور، فيما مثّل المؤسسة العضو فيها أحمد صباح السلوم، ورئيس لجنة زيارة أماكن الاحتجاز والمرافق في المؤسسة الدكتور مال الله جعفر الحمادي، إضافة إلى حضور الدكتورة نعمة السبيعي، وهي طبيبة استشارية تعمل تحت إشراف الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية.

وقال وفد اللجنة إنّه زار، يوم الأربعاء 27 آذار/مارس 2024 سجن "جَوْ" وقابل المعتقلين المعتصمين في مبنى 6 الذين أخبروه بوجود إهمال في الملف الطبي، وأشار إلى أنّ اللجنة "تريد تعديل الأمور"، لكنّ ممثل أحد المباني استنكر كلام الوفد قائلاً له: "بالأمس أخبرناكم بأنّ المطلب هو الإفراج عن المساجين وليس الإهمال الطبي كي تُعدّلوا فيه"، مذكِّراً الوفد بشكاوى المعتقلين منذ سنوات بشأن الإهمال الطبي من دون وجود تحسُّن في صحة المعتقلين.

وسلّم ممثّلو مبنى 6 رسالة مكتوبة إلى الحمادي الذي قال لهم إنّه سيرسل نسخة عنها إلى المسؤولين، مخاطباً ممثّلي المباني بالقول: "نسعى إلى أنْ نوصل صوتكم إلى أعلى هرم في البلد"، سائلاً إياهم: "أتريدون الإفراج بأي طريقة؟ أتريدون السجون المفتوحة، العقوبات البديلة، أو العفو، أو ماذا تريدون بالضبط؟".

فردَّ ممثّلو المباني على أسئلة الحمادي بالتأكيد على أنّهم "يريدون الخروج من السجن ولا يريدون أنْ يموتوا فيه"، فعقب الحمادي بالقول: "أنا خلال تعيني قال الملك (حمد بن عيسى آل خليفة) إنّ مراكز الإصلاح نريد أنْ نخليها ولا نبقي أحداً فيها".

وأخبر أحد الممثّلين السبيعي بأنّ الشهيد حسين خليل الرمرام "توفّي أمامه" وبأنّه وزملاءه "انتظروا قدوم فريق الإسعاف إليه لمدّة 8 دقائق"، مؤكداً أنّ "المسعف وصل من دون أيّ معدات فقط سرير لنقل الشهيد"، وأن "الإسعاف يخلو من أي معدات طبية، يعني كأنّه بيك أب للنقل".

فبرَّرت السبيعي ما جرى بأنّ "الإنعاش يحتاج حبوباً ويحتاج أدويةً" وبأنّ "هذا مريض ضغط مزمن منذ صغره ولا يصح بأنْ يمارس الرياضة"، فرد الممثّل عليها مؤكداً أنّ "الشهيد كان يمارس الرياضة بصورة منتظمة ولم يؤثّر عليه".

واستنكر الممثّل قيام عيادة السجن بتبديل دواء الضغط للشهيد الرمرام "من دون أنْ يفحصه أي طبيب أو يقابل اختصاصياً في مرضه"، مشيراً إلى أنّ "ضغط دم الشهيد الرمرام ارتفع بعد تبديل دوائه". وسأل الممثّل السبيعي عن "المسؤول عن الإهمال"، فلم تجب.

وأخبر الممثّل وفد المؤسسة بأنّ "الشهيد ذهب إلى عيادة السجن مرّتين قبل وفاته يومي 16 مارس/آذار و20 مارس/آذار، ما يعني وجود إهمال وتقصير" من قِبَل إدارة السجن، فأصرّت السبيعي على رأيها بأنّ "الوفاة كانت طبيعية حسب التقرير الطبي وهو (الشهيد الرمرام) يعاني من الضغط منذ صغره".

وبشأن مطلب المعتقلين السياسيين بالإفراج عنهم، جزم مال الله بعدم إمكان حصوله لأنّ "عليكم أحكاماً قضائية ولا أقدر أنْ أعمل لكم شيئاً".

وفيما قال السلوم لممثّلي المعتقلين إنّه سيرى إنْ كان سيستطيع أنْ يوصل صوتهم، تحدثت السبيعي عن أنّ "لديها مشروعاً بأنْ تُعدَّ تقارير عن السجناء الذين لديهم أمراض مزمنة والكبار في السن وذلك للإفراج عنهم".

وطالب الحمادي ممثّلي المعتقلين وقف الاعتصام المفتوح الذي بأدوه قبل أيام قليلة بعنوان "الحق يؤخذ"، في حين أخبر ممثِّلو المعتقلين مسؤولي المؤسسة عن قطع إدارة السجن للماء والدواء وتأخير وجبة الإفطار إلى الساعة 12 عند منتصف الليل، وقطع الكهرباء في مبنى 7، لكنْ اللجنة لم تقل شيئاً حول ذلك.

من جهته، علّق الوداعي على مضمون اللقاء بالقول: "يبدو أنّ الهدف من اللقاء هو إقناع السجناء المعتصمين بوقف الاحتجاج"، كاشفاً عن "تهرُّب كامل عن مسؤولية وفاة الشهيد حسين خليل (الرمرام)"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "الطبيبة ألقت اللوم على الشهيد كونه يمارس الرياضة برغم مشكلة الضغط لديه (قائلةً): الوفاة كانت طبيعة ولا يوجد خطأ في الإسعافات التي قُدِّمت له".

وبيّن الوداعي أنّه "لا يوجد اعتراف من اللجنة بأنّ ممارسات مدير السجن (هشام إبراهيم الزياني) من قطع الماء والغذاء عن السجناء تُعْتَبَر عقاباً جماعياً وتوجب توقُّفه عن هذه الممارسة ومحاسبته".