مجموعة أعضاء من «أمل» تدخل العكر: تتعرض لانتقام بسبب تفجير سابق وضباط أبلغوا الأهالي بعرض أبنائهم على الشاشات

2012-10-23 - 1:55 م

قوات الأمن البحريني تجول داخل قرية العكر

مرآة البحرين: تمكنت مجموعة أعضاء من جمعية العمل الإسلامي "أمل" من دخول قرية العكر المحاصرة لليوم الرابع على التوالي والإطلاع على حالة أهاليها، الذين أكدوا للمجموعة أن العكر تتعرض لانتقام شديد ليس بسبب حادث التفجير الأخير إنما لحادث سابق يعرف بـ"تفجير العكر" ولملاحقة "المتورطين" في الحادث السابق، حيث أبلغهم بعض ضباط الداخلية أن "اولادكم المعتقلين سوف تشاهدونهم على الشاشات قريباً"، في حين تعاني العكر من نقص كبير في المواد الغذائية ومعظم محلاتها التجارية مغلق.

وأوضحت "أمل" في تقرير عن دخولها العكر أن المجموعة لم تفلح في محاولاتها دخول القرية عند الساعة الثالثة والنصف عصراً من يوم أمس الإثنين، بسبب تشديد حالة الإستنفار العسكري المحيط بالقرية، فيما استهدفت قوات الأمن المواطنين الذين توجهوا لكسر حصار العكر.

وأضاف التقرير أنه عند الخامسة عصراً تقدمت المجموعة نحو القرية من جهة مطاعم ومحال تجارية خاصة بالجاليات الآسيوية عند مفترق طريق العكر الغربي والشرقي، وسط طرق صخرية ملتويه وحواجز ترابية وخشبية، في ظل ملاحقة قوات المرتزقة فتمكن نصف المجموعة من الدخول بينما لاحقت القوات الآخرين بالسيارات المدنية (المخابرات) وبعض سيارات المرتزقة (الأجياب).

وأوضح أن الأهالي كانوا يسترقون النظر إلى المجوعة التي دخلت القرية في ترقب وتوجس شديد حتى إطمأنوا لهوية الوفد، مشيرا إلى أن التكبيرات والتهليلات ارتفعت مع خروج المواطنين لاستقبال الوفد وسط فرحة عارمه وبكاء في آن "كأننا دخلنا بلداً آخر". وذكر أن المجموعة اعتقدت أن المواطنين سيتخوفون عندما طلبت منهم التقاط صور معهم "إلا أنهم كانوا سعيدين ومبادرين وقالوا: نحن لا نهتم ولا نخاف أحد ونحن فداء للوطن والدين". 

وتابع التقرير أن الأهالي طالبوا المجموعة بسرعة الدخول إلى المنازل لتجنب ملاحقة قوات المرتزقة التي تدخل القرية في كل لحظة وتمنع المواطنين من الخروج لشراء حاجات بسيطة.

وأكد أن قوات الأمن فرضت حصاراً عسكرياً شاملاً على كل مداخل القرية الرئيسة والفرعية، في حين طوقت سيارات المرتزقة العسكرية والمدنية المداخل التي يحتمل دخول أفراد منها، كما تمركزت آليات مصفحة ومدرعات على مداخل القرية وفي داخلها وانتشر رجال المرور وقوات مدنية في أنحائها. وأشار التقرير إلى أن قوات عسكرية كبيرة انتشرت في محيط القرى المجاورة للعكر ومنها المعامير والنويدرات.

وأردف أن معظم المحلات التجارية داخل العكر الشرقي مغلق ويعاني المفتوح منها من نقص شديد في الخبز والألبان شبه معدومة، مشيرا إلى أن مخبز القرية مفتوح ولكن صاحبه يخشى نفاذ الطحين. وتابع أن الأهالي واصلوا إقامة المآتم الحسينية الحسينية وأقاموا مجلس تعزية لمناسبة استشهاد الإمام الباقر(ع).

وبحسب التقرير، فإن مراسل قناة "العربية" كان يتجول في القرية برفقة فرقه عسكرية وكان يصرخ في وجه أي شخص يتجول في القرية بطريقة قبيحة، موضحا أن المراسل كان يأمر قوات المرتزقة بمراقبة نوافذ المنازل لعدم رصد فريق العمل أثناء التصوير.

وذكر أن الحفرة التي تدور حولها الشكوك في حالة الحادث المروري بحسب تأكيد أهل العكر تم مسحها وتسويتها وكذلك تسوية الملعب وتبديل ملامح مكان الحادث، لافتا إلى أن فرقة عسكرية طوقت مكان الحادث وقامت بتصوير المنطقة بعد إحضار المتهمين إلى المنطقة وتصويرهم تحت تهديد السلاح.

وقال التقرير إن "اليوم الأول كان الأصعب على القرية حيث منع التجول وفرض حظر التجول على جميع المواطنين ومنعوا حتى من الذهاب إلى المسجد"، مضيفا أن العديد من قاطني المنطقة الذين كانوا خارج القرية لم يسمح لهم بدخول قريتهم والاطمئنان على أهاليهم حتى يوم أمس حيث تم إدخال بعضهم"، وأوضح أن "بعض أصحاب الدكاكين والمحال التجارية والمطاعم سمح لهم في اليوم الثاني فقط بالخروج وشراء حاجات، ولم يسمح بسيارات تزويد الأعذية بالدخول مطلقاً للقرية أمس".

وفيما أكد التقرير أن قوات الأمن اعتقلت 9 معتقلين خلال الحصار المستمر على العكر، أورد نقلا عن الأهالي أن العكر تتعرض لانتقام شديد ليس بسبب حادث التفجير الأخير إنما لحادث سابق يعرف بـ"تفجير العكر" ولملاحقة "المتورطين" في الحادث السابق حيث اعتقل ثلاثة منهم، موضحا أن 3 "متورطين" في التفجير الأخير اعتقلوا بعد عمليات أمنية عدة. 

وكشف التقرير أن "بعض ضباط الداخلية أبلغوا اهالي القرية أن "اولادكم المعتقلين سوف تشاهدونهم على شاشة القنوات الفضائية او التلفزيون المحلي قريباً"، مشيرا إلى أن المجموعة تحدثت إلى أحد المعتقلين المفرج عنهم الذي تعرض لضرب مبرح وأفرج عنه بعد إلقاء القبض على أخيه، وروى حالة الانتقام الشديد من أبناء القرية ومنه شخصياً.

وأضاف التقرير أن "أهالي القرية حاولوا التقدم صباح يوم أمس الاثنين داخل السيارات مع الاطفال والنساء لكسر الحصار والخروج من القرية، لكن قوات المرتزقة قابلتهم بوابل من الغازات الخانقة ما اضطرهم إلى الرجوع إلى القرية". ونقل التقرير عن الأهالي شكرهم "لكل من سعى لفك الحصار من الجمعيات السياسية و"الإئتلاف" والقرى وكل من وقف معهم من الصحافة".

ولفت التقرير إلى أن "ما تم نشره عبر إعلام قرية العكر البطلة "يعتبر إنجازاً تاريخياً برغم القسوة والقهر والآلة العسكرية الظالمة، ويستحق الشبان التكريم للمخاطرة بأرواحهم ودمائهم من أجل الحقيقية وإفشال مخططات السلطة".

وختم التقرير بالإشارة إلى أن المجوعة من "أمل" تعرضت تعرض لقائمة طويلة من الأسئلة عند خروجها من العكر "ولكن الخروج أسهل من دخول المنطقة".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus