مهرجان الدانة: نجوم ومشاهير بلا ضمير تجاهلوا غزة لأجل المال

2024-06-01 - 10:50 م

مرآة البحرين (خاص): على مدى يومين نظمت البحرين مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون (من 28 وحتى 30 مايو) الذي تمّ فيه إعلان نتائج جائزة الدانة التي تنافس عليها أكثر من 360 عملاً خليجياً فيما بلغ مجموع جوائزها 145 ألف دولار. مرّ الحدث عادياً، كما لو أن الحاضرين من بلدان "الواق واق". إذ لم يجرؤ أي ممثل أو ممثلة أو أي من المخرجين والكُتاب على إبداء أي نوع من التضامن مع أهل غزة الذين تنفذ بحقهم مذبحة مريعة على أيدي كيان الاحتلال الاسرائيلي.
عشرات النجوم والمخرجين وأعداد من المشاهير، وعدد من المتحدثين والمتحدّثات، كأنهم من كوكب آخر، غابت عن ألسنتهم كلمة غزّة أو فلسطين، لم يلبس أحد منهم الكوفية الفلسطينية، ولم تلبس أي من المشهورات لباسا أو حتى قُرطا بعلم ألوان فلسطين للتعبير عن التعاطف.
صمت وتجاهل تام للمذبحة في مهرجان الدانة، الذي أقيم تحت وصاية نظام مطبّع مع كيان الاحتلال. ربما كان مهما لدى هؤلاء "النجوم" مشاعر راعي الحفل خالد بن حمد آل خليفة، نجل ملك البحرين، أكثر من مشاعر أهل غزة.
كم هو مخجل أن يوقّع أكثر من 2000 فنان بريطاني؛ على رسالة تضامنية مع غزة بينهم تيلدا سوينتون، وتشارلز دانس، وبيتر مولان، وستيف كوغان، وميريام مارغوليس، هذا فضلا عن تضامن نجوم أمريكيين وأوروبيين لهم مكانة في هوليوود، وإعلاميين كبار مثل الكوميدى اليهودى الشهير الأمريكي مُضيف برنامج «دايلي شو» السابق جون ستيوارت، بينما في المقابل تختفي مشاعر من يسميهم الإعلام نجوما ومشاهير عرباً.
أتى مهرجان الدانة بعد أيام فقط من مجزرة رفح، وحرق النساء والأطفال اللاجئين في خيامهم. وقد أرانا المشاركون فيه عجباً عبر صمتهم وتنكّرهم لبني جلدتهم فداء المال وفداء مجاملة سياسية بائسة مع حكومة مطبعة مع إسرائيل، حكومة تحوز على غضب شعبها وسخطه.
لا يمكن معاتبة المغردين من مواطني دول الخليج الذين عبر بعضهم عن "احتقاره" وعدم قبوله أي تبرير للدفاع عن نجوم المهرجان الذين انطفأت مشاعرهم وغابت عن كل تصريحاتهم التفاتةَ وإشارة لما يتعرض له أهل غزة.
وقد عبر أحدهم قائلاً "بطل العالم لسباقات الـ"فورمولا 1" سبع مرات، البريطاني لويس هاميلتون يطالب بوقف الحرب على غزة، حيث صرح قائلا: لقد طفح الكيل، لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة المأساة دون التحدث. بينما يصمت نجوم مسلمون وعرب صمت القبور عن ذبح أهلهم ونظرائهم في الإنسانية والعرق والدين، لمجرّد الحفاظ على مصالحهم وأعمالهم الرديئة أصلا".
يأتي فشل نجوم الخليج بعد فشل معظم نجوم العرب من رياضيين وفنانين ومشاهير في البُعد الإنساني والأخلاقي، حيث صمتوا عن التضامن مع الضحايا، كاللاعب المصري محمد صلاح، وآخرين مثل كاظم الساهر، وعمرو دياب، وغيرهم ممن كانوا ضمن جوقة الفشل والخيبة.
حول العالم كانت هناك حملة "احظروهم 2024" "#BLOCKOUT2024" التي أطلقها رواد منصات التواصل حول العالم لحظر حسابات المشاهير الصامتين عن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة.
أكثر من 238 يوماً من الدمار والقتل والإبادة لأكثر من مليوني محاصر في غزة كانت كافية لأن يتحرك من له ضمير من المشاهير والمؤثرين لاتخاذ موقف والضغط على الجهات الرسمية لإيقاف المعاناة، أو على الأقل الحديث عنها لتوعية الناس، لكن أغلبهم اختاروا الصمت والتخاذل. هكذا جاء مهرجان الدانة هو الآخر خاليا من التعاطف، باهتا وبعيدا عن الإنسانية التي عبر عنها بعض نجوم الغرب وطلاب جامعاته.