التجنيس والتجنيس المضاد: وثائق تكشف أن البحرين جنست قطريين في 2001

التجنيس الإحلالي: البحرين جنست قطريين في 2001
التجنيس الإحلالي: البحرين جنست قطريين في 2001

2024-07-06 - 1:08 م

مرآة البحرين (خاص): عاشت البحرين وقطر علاقات متوترة منذ عشرات السنين، وصلت في إحدى مراحلها لتبادل إطلاق النار. بدت المشاكل لكثير من الناس أنها خلافات حدودية بين جارتين، لكن حكم محكمة لاهاي في العام 2000 الذي أنهى النزاع على الجزر المختلف عليها، أثبت أن الموضوع أكبر من خلافات حدودية.

بعد مضي أكثر من عقدين على حل مشكلة جزر حوار وتوابعها، يمكننا القول أن أساس المشكلة يمكن تلخيصها في عدم تقبّل أسرة آل خليفة، لحكم آل ثاني لقطر. كانت أسرة آل خليفة تحكم الزبارة ذات يوم، لكنها كانت بلا قيمة حقيقية إذا ما تمت مقارنتها بالبحرين المأهولة بالسكان والمليئة بالبساتين والبشر. حينها لم يكن النفط قد اكتشف بعد، وكان غزو البحرين فكرة مغرية للأسرة.

لاحقاً بعد عقود سيكتشف النفط والغاز، وستصبح قطر واحدة من أغنى دول العالم، فيما ستبقى البحرين دولة صغيرة بموارد محدودة وبسكّان أصليين يميلون لمعارضة الحكم، وتراهم الأسرة تهديداً مستمراً لها.

من هنا سيتولّد حقد وحسد لم يعد خافياً على أحد. في النزاع الأخير الذي قادته الإمارات والسعودية ضد قطر، عبّر ملك البحرين أكثر من مرّة، كما كررت وسائل الإعلام أيضاً حديثهم عن حقّهم التاريخي بالزبارة. للحظة ما، أغرت فكرة غزو قطر وإطاحة حكم آل ثاني، عقل ملك البحرين، لكن السنين اللاحقة أثبتت أن قطر لم تعد ضعيفة ومن الصعب إطاعة نظام الحكم فيها.

التجنيس القطري للبحرينيين كان أحد الملفّات موضع الخلاف والشكوى البحرينية على الدوام. الحكاية تعود للقبائل التي غادرت مع أسرة آل خليفة من الزبارة إلى لبحرين، هذه القبائل/العوائل التي لديها جزء لا يستهان به من أفرادها لا يزالون في قطر، اكتشفت لاحقاً أن خير الدوحة وثروتها أكثر بكثير من المنامة التي بقيت إلى جانب محدودية ثرواتها، تعصف بها الأزمات السياسية الواحدة تلوى الأخرى، فرأت في الهجرة المعاكسة منفذاً لها، بحثاً عن الحياة الهنيئة المليئة بالمغريات المادية والبعيدة عن المشاكل والتوترات السياسية واللا استقرار.

لكن كشوفات التجنيس التي نشرتها مرآة البحرين، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الموضوع لم يكن من جانب واحد، بل إن البحرين سعت من جانبها لتجنيس القطريين متى ما سنحت لها الفرصة، وعلى الأغلب كانت توفّر لهم إلى جانب الجنسية، مغريات أخرى يصعب تجاوزها، من مناصب وعطايا وهدايا سخيّة.

في العام 2001 جنسّت البحرين ثلاثة أشخاص من دولة قطر، إلى جانب تجنيسها لأشخاص ينتمون لعوائل/قبائل قطرية على الأرجح (لم تذكر جنسياتهم الأصلية)، هم من آل مرّة والنعيمي، وتثبت الكشوفات التي تنشرها مرآة البحرين بشكل تسلسلي إن عملية تجنيس القطريين لم تتوقف، بل شهدت تزايداً ملحوظاً عاماً بعد عام.

ليس جديداً على المعارضة معرفة أن أسرة الحكم باتت تستخدم التجنيس كسلاح ضد معارضيها، لكن الجديد هنا أن سلاح الجنسية السياسي، أصبح يُشهر من قبل الأسرة تجاه المعارضة، ودول تنظر إليهم كخصم مثل قطر. من هنا وبالوثائق فإن الشكوى البحرينية عن تجنيس قطر للبحرينيين تصبح بلا معنى، فالجنسية هنا سلاح سياسي بات يستخدمه الطرفين بشكل متساوٍ.