هل تصدق تصريحات وزير التربية بشأن البعثات الدراسية؟

وزير التربية مع ولي العهد رئيس الحكومة: منهج جديد أم استمرار التمييز؟
وزير التربية مع ولي العهد رئيس الحكومة: منهج جديد أم استمرار التمييز؟

2024-07-13 - 7:53 ص

مرآة البحرين (خاص): تنتهي اليوم السبت 13 يوليو 2024، مهلة تقديم الطلبة المتفوقين للبعثات الحكومية التي أعلن عنها هذا العام.
فقد اعتمد وزير التربية والتعليم محمد جمعة خطة البعثات والمنح الدراسية للعام الدراسي 2023-2024، للحاصلين على معدل 90% فما فوق في المدارس الحكومية والخاصة.
وذكر الوزير أنه سيتم فتح باب التنافس على 1600 بعثة دراسية للطلبة الخريجين الحاصلين على معدل 95% فأكثر وفق الخطة المعلنة، ومنح الطلبة الحاصلين على معدل من 90% إلى 94.9% نحو 2400 منحة دراسية.
ستكون هناك 6 بعثات دراسية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وبعثتان في هندسة التصنيع والأتمتة والتحكم بجامعة إنديانا الأمريكية 300، إضافة إلى بعثة دراسية في تخصص التمريض تكفل بتمويلها صندوق العمل "تمكين".
وكان أهم ما ذكره الوزير من أن معيار المعدّل الدراسي هو المعيار المعتمد، إذ قال إنّ: الوزارة ملتزمة بمنح الطالب الحاصل على معدل 95% أو أكثر، بعثة في التخصص الذي اختاره كرغبة أولى في حال اختياره الدراسة في جامعة البحرين أو كلية البحرين التقنية "بوليتكنك البحرين" شريطة الحصول على قبول مسبق وبحسب معايير القبول بالجامعة.
وسوف ينظر لتصريح الوزير على أنه تعهد بإلغاء المعايير الظالمة التي أرساها الوزير السابق ماجد النعيمي، الذي دشن عهده معايير غير عادلة هدفها إقصاء المتفوقين الشيعة.
في عام 2011، بدأت وزارة التربية والتعليم آلية جديدة لتوزيع البعثات الدراسية. بدلاً من الاستناد بالكامل على أساس الجدارة الأكاديمية، اتخذت آلية مختلفة وذلك بتشكيل لجنة لتوزيع البعثات الدراسية التي من المفترض أن ترتكز على آراء الطالب الشخصية والقدرات والأفضلية بالمقابلة الشخصية".
المقابلة الشخصية تعطى 40٪ من درجة استحقاق الطالب، و 60٪ على التحصيل الدراسي. وعلى الطلاب اختيار 12 تخصص مختلف، وهو عدد كبير أجبر الطلبة على اختيار ما هو بعيد عن طموحاتهم من أجل إتمام عملية التسجيل فقط.
وقد وثق في تقرير نشره مركز البحرين لحقوق الإنسان في العام 2011 عن حالات متفوقين حصلوا على خيارهم العاشر وحتى الثاني عشر، وبعضهم لم يحصل على بعثة دراسية على الرغم من معدلاتهم العالية.
في هذه المقابلات الشخصية التي من المفترض أن تقام لتحديد اهتمامات الطلاب كما ذُكِر من قبل وزارة التربية والتعليم، قال الطلاب أنه بدلاً من سؤالهم حول التخصص المطلوب أو تطلعات المستقبل في المقابلة، كانت الأسئلة ذات دوافع سياسية، وتخوض في القومية والولاء للحكومة.
المقابلة كانت بمثابة فخ منصوب للمتفوقين الشيعة الذي تحطمت أحلام المئات منهم خلال الثلاثة عشر عاما وفق المعايير المصممّة لإسقاطهم.
في العام 2012 مثلا صرح النائب السابق عبدالجليل خليل إنه شخصيا قابل "166 طالبا وطالبة معدلاتهم تفوق 95% معظمهم خسروا رغباتهم بسبب المقابلة الشخصية غير القانونية".
وكانت وزارة التربية بعد العام 2011 منعت حتى الجهات الخيرية القانونية من تلقي بعثات ممولة دون موافقتها، وطالبت السفارات الغربية وغيرها عدم الإعلان عن بعثات دراسية إلا عبرها كوزارة مختصة. كانت حربا شرسة ضد أحلام شباب وشابات صغار متفوقين دراسيا، لم يدرك أغلبهم ما حدث في 2011، فهل سيتغير الوضع الآن، أم أن التمييز سيستمر بحق الشيعة؟