"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو

احتجاجات في قرية الشاخورة، غربي المنامة في العام 2013 (أرشيف)
احتجاجات في قرية الشاخورة، غربي المنامة في العام 2013 (أرشيف)

ريحان أودين - موقع ميدل إيست آي - 2024-08-19 - 3:34 م

ترجمة مرآة البحرين

صرّح سجين أنّ المسؤولين يمنعون السّجناء من الحصول على الكهرباء والماء والطّعام في أعقاب احتجاجهم الجماعي على وفاة زميلهم، وهو سجين سياسي.

وكشف معتقل في سجن جو في البحرين في تسجيل صوتي حصل عليه موقع ميدل إيست آي عن الظّروف القاسية في المنشأة، بما في ذلك الظّروف التي ترقى إلى "التّعذيب النّفسي".

وأفاد المعتقل، الّذي لم يُكشَف عن اسمه لدواعٍ أمنيّة، أن "وضعنا سيء للغاية الآن. منذ صباح يوم أمس، قطعوا عنّا الكهرباء، ووسائل الحياة كلّها" لافتًا إلى أنّه "جرى وقف مكيّفات الهواء. ونحن الآن نجلس في الحرّ والظّلام. ليس لدينا مياه باردة حتّى".

ويأتي هذا التّصريح في الوقت الّذي دعا فيه ثلاثة خبراء أمميون البحرين إلى معالجة انتهاكات حقوق الإنسان على نحو عاجل في السّجن ذاته، وهو المنشأة الأكبر لاحتجاز الذّكور في البلاد.

وقال المعتقل إنّ المسؤولين في السّجن كانوا يحرمون السّجناء من وجبات معيّنة في اليوم، ويمنعونهم من شرب الشّاي.

ويُستَخدَم سجن جو غالبًا لحتجاز المعتقلين السّياسيين في البحرين، حيث يجري فرض الكثير من القيود على حريّة التّعبير.

وكان كلّ من أليس جيل إدواردز، وهي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتّعذيب، ومايكل فخري، وهو المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالغذاء، وتلالينغ موفوكينغ، وهي المقررة الخاصة  للأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، قد وقّعوا على بيان نُشِر يوم الخميس يحث المنامة على التّحرك.

وقالوا في البيان إنّه "تلقيّنا اليوم ادعاءات مثيرة للقلق بأنّه، منذ مارس/آذار 2024، وردًا على احتجاجات السّجناء المُطالبين بظروف أفضل، حُرِم المعتقلون في بعض المباني في السّجن غالبًا من الرّعاية الصّحية اللّازمة، كما أنّهم لا يحصلون على الطعام الكافي والمياه الصّالحة للشّرب بشكل منتظم".

ولفت الخبراء إلى أنّه "من المثير للقلق بشكل خاص لادعاءات بشأن قيام السّلطات بقطع تكييف الهواء، ما يُعَرّض السّجناء للحرارة الشّديدة، إذ تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية".

وقال موقع ميدل إيست آي أنّه جرت إعادة تكييف الهواء في المنشأة، لكن لا تزال الأضواء لا تعمل، ما يترك السّجناء في الظّلام.

احتجاجات جماعية للسّجناء

بدأ المعتقلون في خمسة مبانٍ في سجن جو احتجاجًا للمطالبة بظروف أفضل بعد وفاة السّجين السّياسي حسين خليل إبراهيم في 25 مارس/آذار.

وردّت السّلطات البحرينية بإجراءات قاسية، بما في ذلك قطع الكهرباء ومياه الشّرب وتقليص الوجبات.

وقال علي الحاجي، وهو مدافع عن حقوق الإنسان وسجين سياسي سابق في سجن جو إنّ "أكثر من 500 سجين سياسي يطالبون بالإفراج عنهم وتحسين ظروفهم" مشيرًا إلى وجود "مخاوف من استخدام القوة لتفريق الإضراب".

وقال المعتقل، الذي لم يُذكَر اسمه، في التسجيل إنّ "السّلطات تعاقبنا وتضغط علينا وتذلّنا، وهذا يعني أننا نتراجع عن جميع مطالبنا".

وأضاف أنهم "جاؤوا لتعذيبنا نفسيًا وإرهاقنا بكل الوسائل المُتاحة لهم، ولا أحد يحاسبهم".

وقالت شقيقة سجين سياسي مضرب حاليًا في سجن جو لموقع ميدل إيست آي يوم الجمعة إنه منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار، جرى تعليق الزّيارات العائلية والمكالمات الهاتفية.

وقالت إنّ "زيارتي الأخيرة لأخي في سجن جو كانت في فبراير/شباط. وقد أسفرت اجتماعاتنا مع هيئات الرقابة، بما في ذلك المعهد الوطني لحقوق الإنسان والأمانة العامة للتّظلمات، عن وعود لم يجرِ الوفاء بها".

وأضافت أن التّقارير عن قطع الكهرباء والمياه وتقليص الوجبات "كانت صعبة للغاية".

وأكّدت أنّه "لا أحد في هذا البلد يمكننا اللّجوء إليه لإنهاء هذا الكابوس".

وقال خبراء الأمم المتحدة إنّه يمكن أن تؤثّر الظّروف في المنشأة بشدة على الصّحة العقلية والجسدية للسّجناء، وقد تؤدي إلى حصول وفيّات.

وقد تواصل موقع ميدل إيست آي مع السّفارة البحرينية في لندن للتعليق.

وقال سيد أحمد الوداعي، وهو المدير التّنفيذي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، لميدل إيست آي إنّ "السلطات البحرينية تُحَرّف الواقع، وتُخفي الانتهاكات المستمرة للحقوق الأساسية للسجناء" مؤكدًا أنّه "يجب أن ينتهي كلّ هذا. يجب الإفراج عن السّجناء السّياسيين، وإعادة حقوقهم من دون أي انتقام".

النص الأصلي