إلى ممتلكات... الأمر ليس بسهولة «خلق الندرة ورفع قيمة المنتج»

الرئيس التنفيذي لشركة مكلارين
الرئيس التنفيذي لشركة مكلارين

2024-08-31 - 9:59 م

مرآة البحرين (خاص): مدفوعة بانتصارات فريقها للفورمولا 1 تريد ماكلارين العودة إلى الربحية، بعد أن سجلّت العام الماضي خسائر فاقت مليار دولار، لكن هل يبدو ذلك ممكنا؟ وما هي التحديات التي تواجه الشركة المملوكة من ممتلكات البحرين؟ 

يقول الرئيس التنفيذي مايكل ليترز إن الأولوية هي لعودة الشركة إلى مسار الربحية ودر الأموال، مشيرا في ذات السياق إلى أنه تلقى وعودًا من شركة ممتلكات بضخ المزيد من الأموال لغرض الاستثمار إذا ما وصلت الشركة للربحية. 

وأَضاف في لقاء مع موقع Automotive News Europe إن الشركة في طريقها لتحقيق ذلك الهدف، مبينا أن «الإدارة الحالية أكثر وعيا في إدارة النقد». 

وصحيح أن مكلارين حققت أرباحا خلال الربع الأول من هذا العام، إلا أنه من المبكر الحكم على إذا ما كانت الشركة ستصل فعلا إلى الربحية أو حتى نقطة التعادل مع نهاية العام الجاري. 

ليترز الذي عمل لثمان سنوات كرئيس تنفيذي للتكنولوجيا في شركة فيراري، لم يقدم الكثير من الإيضاحات بشأن خططه للعودة إلى الربحية، إلا أنه أظهر تأثره بفيراري. 

وبات من الواضح أن مكلارين تتبع صيغة تستخدمها الشركة الإيطالية لتحقيق النجاح، وهي صنع سيارات مميزة وبيع عدد أقل منها بأسعار أعلى لخلق الندرة وقوة التسعير.

وستعتمد ماكلارين على ما يبدو بشكل كبير على سيارة 750S، وهي أفخم سيارة تقوم ماكلارين بتصنيعها وتصل قيمتها لأكثر من 330 ألف دولار أمريكي، إلا أن ذلك لا يعني أن مكلارين ستتخلى عن خطط التنويع التي بدأتها.

وفي مقابلة أخرى مع Yahoo Finance انتقد ليترز بشكل غير مباشر فيراري وقال «لدينا عنصر واحد في علامتنا التجارية، وهو الانتماء. نريد أن يكون لدينا أشخاص هنا (...) نتحدث مع الجميع بلا غطرسة». 

يمكن قراءة هذا على أنه انتقاد غير مبطن لفيراري، نظرًا لأن شركة تصنيع السيارات الرياضية الفاخرة الإيطالية «سيئة السمعة بالسريّة، والأحداث التي تتم بدعوات موجهة فقط، وبيع السيارات الجديدة للعملاء الحاليين أو المفضلين فقط».

كما يمكن قراءة هذه التصريحات على أنها تأكيد على استمرار مكلارين في إنتاج السيارات الأقل فخامة مثل أرتورا، أو الاتجاه نحو تصنيع سيارات SUV  أو 2X2 لتلبية حاجات مستهلكين متنوعين. 

كل ذلك لا يتعدى كونها أحلام أو آمال تتطلع شركة مكلارين لتحقيقها، ولن تستطيع ذلك إلا بعد تخطي عقبات كثيرة ليس أقلها منافسين مثل فيراري و لامبورجيني. 

وصحيح أن مكلارين علامة تجارية تحظى باحترام وشهرة، إلا أن تلك العلامة لا زالت محصورة في منطقة مبيعات لم تستطع اختراقها، وذلك لعدة أسباب من بينها الافتقار إلى الدعم المؤسسي. 

وتبني مكلارين آمالا كبيرة على شركة ممتلكات لتوفير هذا النوع من الدعم لإيصالها إلى منصات وأسواق وشركات وأفراد لم تصلها من قبل، ولكن، هل تمتلك شركة ممتلكات الكفاءة اللازمة لتوفير هذا النوع من الدعم؟!

ومن جهة أخرى هل يمكن لمكلارين التحكم بالتسعيرة فعلا؟ وهل بإمكان مكلارين الاعتماد على قدراتها الحالية لإحداث تغييرات جوهرية -مثلما ما قال الرئيس التنفيذي- على السيارات الفاخرة مثل 750s وSolous GT التي تفوق قيمتها 3 ملايين دولار أمريكي؟ 

من المرجح أن إدخال المزيد من التكنولوجيا المتقدمة والميزات يحتم الاستعانة بشراكات تصنيعية وأخرى ما بعد البيع، لضمان أن الطرازات فائقة الفخامة المستقبلية لمكلارين يمكن لها أن تكون منافسة في سوق محتدم. 

ولكن كيف تحدث مثل تلك الشراكات؟ 

يمكن أن يكون ذلك إمّا من خلال شراكة بالحصص وهو ما سيعيد مكلارين لمعوقات القرارات الإدارية التي كانت الإدارة التنفيذية تشكو منها قبل استحواذ ممتلكات على جميع الحصص، أو من خلال ضخ ممتلكات المزيد من الأموال بغرض الاستثمار، وهذا يعيدنا لما افتتح به مايكل ليترز تصريحاته، ليكون السؤال: هل الربحية أولا أم الاستثمار؟ 

يفترض أن تكون ممتلكات مدركة لهذه التساؤلات وغيرها، ومدركة أيضا بأن ليترز يشيع خلال مقابلاته الصحافية وربما حتى في لقاءاته مع المسؤولين البحرينيين أجواءً تشبه اليقين بشأن العودة إلى الربحية، لكن الأمر ليس بسهولة «خلق الندرة ورفع قيمة المنتج» كما يصفه.