معتقل في "الحوض الجاف" يروي معاناته: انتهاكات شاملة لحقوقي.. وصحتي ونفسيتي متردّيتان

زنازين في سجن الحوض الجاف في منطقة الحد (صورة من الأرشيف)
زنازين في سجن الحوض الجاف في منطقة الحد (صورة من الأرشيف)

2024-09-10 - 11:25 م

مرآة البحرين: لم يبقَ أي حق قانوني أو إنساني لأحد المعتقلين السياسيين إلّا وانتهكته إدارة سجن "الحوض الجاف" خلال فترة احتجازه. أساءت معاملته، وعرَّضته لظروف غير إنسانية، ومارست ضده التمييز الديني، ومنعت عنه الزيارات، شأنه شأن سائر المعتقلين، ممّا أثّر سلباً بشكل كبير على نفسيته وصحته.

بدأت قصة المعتقل حينما استدعته السلطات إلى التحقيق يوم 13 أغسطس/آب 2024، حيث تعرَّض للتهديد بقضية لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات من دون وجود أدلة واضحة تدينه. 

وخلال استجوابه من قبل النيابة العامة، لم يُسمح للمعتقل بالاستعانة بمحامٍ برغم أنّه طلب ذلك، ما يمثّل، إلى جانب التحقيق معه، انتهاكاً لحق المعتقل في الحصول على محاكمة عادلة والتمثيل القانوني المنصوص عليه في القانون الدولي.

احتجزت السلطات المعتقل، قبل نقله إلى "الحوض الجاف"، في غرفة صغيرة في مبنى "التحقيقات الجنائية" لمدة يومين، مع 8 أشخاص آخرين في غرفة صغيرة المساحة جداً، من دون تهوئة جيدة، ممّا جعل البيئة غير صحية وغير صالحة للاحتجاز البشري. 

ينقل الناشط المدافع عن حقوق الإنسان علي الحاجي عن المعتقل تأكيده أنّ مركز الاحتجاز هذا يفتقر إلى أبسط حقوق السجناء من أغطية وأسرّة كافية، حيث اضطر إلى النوم على الأرض بلا غطاء أو وسادة.

وبعد نقله إلى "الحوض الجاف"، عاين المعتقل ما يتعرّض له المعتقلون من تمييز ديني، بمنعهم من الحصول على الكتب الدينية والمصاحف، فيما سُمِح للسجناء من الطائفة الأخرى بالحصول عليها. كما مُنع المعتقلون من إقامة المناسبات الدينية، باستثناء ليلة الأربعين التي سُمح فيها بإقامة فردية محدودة، وهي ممارسات تشكّل انتهاكاً صارخاً لحرية الدين والمعتقد.

يشير المعتقل إلى أن العديد من السجناء المرضى، من بينهم باكستاني يعاني من حصى الكلى، لم يتلقّوا الرعاية الطبية اللازمة برغم خطورة حالتهم الصحية. كذلك، فإنّ المعتقل نفسه لم يُعْطَ الدواء بعد فحصه في العيادة، ممّا يعكس إهمالاً جسيماً للرعاية الصحية للمحتجزين.

يَذْكُر المعتقل أنّ إدارة السجن قَيَّدت التواصل مع العالم الخارجي، حيث ألغت الزيارات واستبدلتها باتصال مرئي مرة واحدة كل أسبوعين من دون إبداء أسباب واضحة، في حين سُمح لبعض المعتقلين بالزيارات. 

من جهته، يطالب الحاجي السلطات بضمان حقوق المعتقلين، كالحصول على محامٍ، تحسين الظروف المعيشية في السجون، توفير الرعاية الطبية اللازمة: احترام حرية الدين والمعتقد، وضمان حق المعتقلين في التواصل مع عائلاتهم. 

ويقول الحاجي: "تعكس هذه الشهادة نمطاً من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرَّض لها المعتقلون في سجن "الحوض الجاف".