ألا تخشى البحرين أن تصدأ أسلحتها المُخزّنة؟
مرآة البحرين - 2025-01-13 - 11:09 م
"الحارس اليقظ" ليس اسم فيلمٍ سينمائي، بل عنوانُ تمرينٍ بحري بحريني يهدف الى تأمين المناطق والجزر السياحية. أكثر من جهة شاركت في المناورة، من الأمن العام الى سلاح البحرية الملكي الى الحرس الوطني وصولًا الى عدد من إدارات وزارة الداخلية. حشدٌ أمني من أجل "تعزيز أمن المنشآت والمرافق الحيوية ذات الواجهة البحرية".
بالتزامن، اجتمع القائد العام لقوة دفاع البحرين خليفة بن أحمد بعددٍ من كبار الضباط في قوة دفاع المملكة بحضور وزير الدفاع عبدالله بن حسن النعيمي ورئيس هيئة الأركان ذياب بن صقر النعيمي، والحديث تناول ما تشهده أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين من تقدّم وتطوّر وفق خطط الإعداد وبرامج التدريب الموضوعة لها.
خلال العام الفائت 2024، وافقت الولايات المتحدة على بيع دبابات ومعدات عسكرية للبحرين بقيمة 2.2 مليار دولار، على أن تشمل الصفقة 50 دبابة من طراز "أبرامز M1A2"، و4 عربات من نوع "M88A2 هركوليس"، الى جانب عربات لمدّ الجسور وإزالة الألغام ورشاشات وراجمات قنابل وذخيرة ومعدات مُختلفة.
وفق وكالة التعاون الدفاعي والأمني التابعة للبنتاغون، حطّ في المنامة 30 متعاقدًا أمريكيًا ومسؤولًا حكوميًا واحدًا بموجب الاتفاق بين الجانبيْن، وهؤلاء سيبقون 5 سنوات لقيادة التدريبات على الدبابات.
وفي السنوات التي أعقبت تطبيع البحرين مع الكيان الصهيوني، عمل نظام آل خليفة على تمتين ترسانته العسكرية والتعاون مع عدد من الدول. البارز فيها كان التزوّد بأسلحة العدو كالمسيّرات الاسرائيلية والأنظمة المضادّة للطائرات. كذلك ركّز على تثبيت تحالفه الراسخ مع الولايات المتحدة عبر إبرام اتفاق لتعزيز العلاقات الدفاعية وزيادة تبادل المعلومات الاستخبارتي.
تدريباتٌ وتزوّدٌ دائم بالأسلحة، لا بل سباقٌ لشراء أحدث الأعتدة وحرصٌ على الحصول على كلّ التقنيات العسكرية المتقدّمة من جانب النظام الحاكم. اندفاعةٌ جليّة وحاضرة لديه تُبيّن حجم الخوف والخشية الثابتيْن في كلّ أدائه وتخطيطاته. أجهزة الدولة تحترس دائمًا من عدوّ مجهول تضعه نُصب أعينها، لكنها في الحقيقة لم تخُض مع أيّة جهة أو دولة أو كيان حربًا واحدة.
هي حكاية رُعبٍ راسخ لدى آل خليفة، تجعلهم يشعرون بتهديدٍ دائم يطال حُكمهم ومكانتهم. الحيطة والحذر لا يفارقان تفكير الدولة التي تتحرّك على أساس أن مؤامرة تُحاك ضدّها، فتتسلّح بكلّ ما أمكن، لكنها لا تواجه حتى أشباحًا، فهي لا تُقاتل، تخزّن الأسلحة وتحتضن القواعد العسكرية كي لا تذهب الى المعارك بنفسها. تستنجد بالخارج في أزماتها الداخلية مع أهل البلد الأصيلين، تستعين بقوات درع الجزيرة وتستقطب الآسيويين وتزرعهم في قواتها الأمنية كي تُخمِد حراكهم السلمي والمطلبي، وفي حالات الحرج الشديد مع الأشقاء الخليجيين، تُرسل بعضًا من جنودها الى جبهة اليمن لمساندة السعوديين والإماراتيين في حرب عبثية لم تُنتج سوى الويلات.
تبحث البحرين دائمًا عمّن يحميها، أكان سلاحًا أم تحالفًا. الخطر الداهم يُعنون أيّ قرار استراتيجي تتّخذه، غير أنّ السؤال البديهي الذي يُطرح: لماذا هذا القلق كلّه؟ أتؤمن الدولة فعليًا بأن وحشًا سينقضّ عليها؟ في توازنات القوى الإقليمية والعالمية، تحجز البحرين لنفسها لقب المُضيفة، فهي اختارت أن تكون حاضنة للقواعد الأميركية والبريطانية، ومنذ وقت قصير "الاسرائيلية"، أيْ أرادت أن تكون مُنطَلَقًا لأعمالٍ عدائية تنفّذها واشنطن و"تل أبيب" ضدّ شعوب المنطقة، علّها تُحافظ على وجودها وتبقى مُتمدّدة في مواقعها.
بخلاف الخطاب البادي في أدبيات الملك والمسؤولين والشخصيات الرسمية عن السلام والمحبة والتعايش، يستوطن الذعر في عقل الحاكم في البحرين. المناورات العسكرية والذخائر الضخمة وتظهير مواجهة متواصلة مع أعداءٍ للدولة لا يعدو كونه مسرحية فاشلة، وإلّا فليدلّنا أحدٌ عن جولة قتالية واحدة خاضتها البحرين بأهداف دفاعية مُقنعة!