الملك والحلول المجنونة: هل يمكن لجم من رجم دمية الملك؟

2012-11-01 - 11:24 ص


مرآة البحرين (خاص): وجد وزير الديوان في فيديو رجم الدمية (فعالية رجم الطاغية) مادة جيدة للعب بأعصاب الملك، وضع أمامه المشهد التمثيلي، ليرى فيه حقيقته المنتظرة، راح يلعب على وتر الحمق، يشده ليخرج ما فيه، لم يجد الملك أمامه شيئا من أشباح المشهد يشفي حنقه، تراءت له صورة الشيخ عيسى قاسم. لماذا لا يمنع عني هذه الأشباح التي تطاردني؟ البحث عن كبش فداء في حالة هستيرية، تفتح باب الجنون على أقصى احتمالاته، وهذا ما جعل الملك يفتح على كل الاحتمالات، احتمالات الحل المجنونة التي لا تعبأ بالسلم الأهلي ولا بالسمعة الدولية ولا بهشاشة حجج تحريك القضايا في النيابة العامة.

ملف الشيخ عيسى قاسم اليوم ليس على طاولة الملك الشخصية، بل هو يحمله في يده ويعض عليه بنواجزه، يقلبه ذات اليمين وذات الشمال وكلاب الأمن باسطة أذرعها على كل الاحتمالات. الغائب هو  احتمال الحل السياسي والحوار الجاد مع المعارضة. ليست صورة رجم الدمية وحدها ما يقلق ملك البلاد، لكن صورة الملك صاحب الأزمة طويلة الأجل هو ما يقلقه أكثر وسط حلفائه الدوليين، فتقرير الخارجية الأمريكية يشير إلى أن إطالة أمد الأزمة في صالح المعارضة وليس في صالح النظام، لأن هذه الإطالة تثبت فشل هذا النظام واستعصائه على الإصلاح وتكشف عن إصرار الناس على كسر شوكته الدكتاتورية.

يعلم الملك أن شيخ عيسى لا يحرك الدمى التي تقلق جلالته، ويعلم أن من يلاحقونه بالدمى لا يسمح لهم غضبهم أن ينصتوا لخطاب شيخ عيسى الذي لم يُعرّض ولم يتعرض لدمية الملك.ويعلم الجميع  أن من جعل الملك دمية يُلعب فيها هم الخوالد بقيادة وزير ديوانه خالد بن أحمد. ويعلم الجميع أن من أوصل الملك إلى منصة الرجم هي سياسة الخوالد، فالشيخ عيسى يحرك المطالب المصرة على إيجاد حكومة منتخبة وديمقراطية عادلة.

ليس الملك وحده من يعرف ذلك، حتى المجتمع الدولي يعرف نوعية خطاب شيخ عيسى ويترجمه ويقرأ ما بين سطوره. لقد حفظ هذا الخطاب البلاد والعباد من الانزلاق إلى هاوية الاقتتال الطائفي، وبإمكان العالم أن يقرأ اليوم خطاب الشيخ عيسى مترجما للغة الانجليزية، ليتيقن أكثر أن الملف الذي على الملك أن يحمله بين يديه هي وثيقة المنامة ومطالب الناس في الشارع، وليس ملف النيل من شيخ عيسى قاسم.

لقد بلغ الأمر بالملك أنه حمل الملف معه إلى مجلس العائلة الحاكمة، وتبادل معهم خيارات الحرب علي شيخ عيسى قاسم، ولعله عرض عليهم إمكانية أن يشكم هذا الصوت العنيد كما شكم أصوات معارضين كبار (الرموز) وناشطين معروفين(نبيل رجب). وربما وعدهم بإمكانية أن يحسم إطالة أمد الأزمة بشكل يكون فيه للعائلة الغلبة والانتصار، وربما استعرض أمامهم جهود وزير العدل الذراع المباشرة لوزير الديوان الملكي ضد شيخ عيسى قاسم.لكنه بالتأكيد لم يصارحهم أنه يرمي بكل حمله في هذا الملف، وأنه ربما تكون ورقة جنونه الأخيرة.

 حين تضيق الخيارات، نلجأ لأكثرها جنوناً. والملك يقترب من لحظة الأكثر.إنه يقترب من ذلك محفوفاً بوزير داخلية لا تسعفه اللغة في التفريق بين منع المسيرات وإيقافها، ووزير عدل يجيش ساحات القضاء للذين لا يميلون بكلماتهم للتجيش الذي تريده السلطة.
أيها الملك، الحلول المجنونة لن تحمي دميتك من الرجم.

هامش


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus