مرآة البحرين (خاص): فشل «تجمع الوحدة الوطنية» في حشد جماهير في الوقفة الصامتة التي أعلن عنها اليوم في جامع «الفاتح». 

ولم يلبّ الدعوة التي دعا لها أنصاره بالتواجد عقب صلاة الجمعة استنكاراً لما دعاه «الإرهاب» سوى العشرات، على رغم من كثافة التحشيد السابق للوقفة الذي مارسه والحسابات التابعة له طيلة أيام الأسبوع. 

وواجهت الدعوة صدّاً من قبل بعض الأطراف الموالية للسلطة، التي اعتبرتها محاولة يائسة من قبل بعض الوجوه في «التجمع» الذي تضربه الانشقاقات المتوالية، العودة إلى الواجهة، وتسيّد تيار «الفاتح». 

وتجمع العشرات عقب الصلاة، أغلبهم من الآسيويين والجاليات المقيمة، رافعين لافتات تنادي بالقصاص من المعارضين، وعدم السكوت، و«تطبيق القانون». 

وعلى الرغم من تصدّر رئيس «التجمع» عبداللطيف المحمود للوقفة، وأمينه العام عبدالله الحويحي، إلا أن القلة، هم من لبوا الدعوة. 

وعلق متحدثون من تيار «الفاتح» شامتين: «إنها وقفة صامتة فعلاً.. صموت في مقابل صمود» في إشارة إلى الشارع المعارض الذي لبى دعوة للصلاة خلف الشيخ عيسى قاسم في جامع الدراز، على رغم من حصار المنطقة بالمدرعات والتحليق المروحي، وقمع المصلين الذين تنادوا زاحفين من واسطة قوات الأمن.

وبث حساب «التجمع» صوراً للوقفة تظهر حجم الحضور الهزيل، على الرغم من حرصه على  عرض الصور المقرّبة «Close».

وخطف منع المصلين من الوصول إلى جامع الدراز، ومصرع شاب دهساً تحت عجلات عربات الشرطة، الأضواء، من الفعّالية التي دعا لها «التجمع»

ويحاول «تجمع الوحدة الوطنية» استعادة لحمته، التي أرهقتها الانشقاقات، من خلال العودة وطرح نفسه درعاً في وجه التيار المعارض، على ما فعل في فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011، على أساس أنه نشأ نتيجة لهذه الحاجة. إلا أن أحداً لا يأخذه بجدية، بما في ذلك السلطة، التي ترى أن الحاجة له قد انتفت.

وبعد عام من إعلان نفسه تشكيلاً موازياً للمعارضة، يكاد التجمع يصبح «عصفاً مأكولاً» أو «صفراً» في المعادلة السياسية. حيث تمكنت المعارضة من إعادة لملمة نفسها، وحصر صراعها مع السلطة السياسية التي تمانع حتى الآن من تقديم تنازلات. في حين ما يزال خطاب الدول الكبرى الحليفة للنظام، بمن فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، دعوته إلى حوار «ذي مغزى» بين السلطة والمعارضة، من دون إيلاء أي ذكر لـ«التجمع».