بينما كانت قوات الأمن تعتدي على المتوجهين للصلاة خلفه: قاسم يحض المواطنين على مبادئ «اللاعنف»

2012-11-09 - 3:17 م


مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن معارضة الرأي تكون بالرأي ولا يُعْرَفُ أنَّ الرأي السياسيَّ المعارض له عقوبةٌ بسحب الجنسيَّة. وشدد على أن أيُّ تفجيرٍ وقع أو يمكن أنْ يقع من أيِّ جهةٍ مرفوضٌ ومدان، مشيرا إلى أن استهداف العمال الأجانب جريمةٌ مُنْكَرَة وظلمٌ صارخ مدانٌ ديناً وعقلاً، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيقٍ مستقلَّةٍ محايدةٍ في التفجيرات الأخيرة. 

وأضاف الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أن تفجيرات ظالمة مؤلمة تأتي في وسطٍ تتصاعد فيه تصريحاتٌ وإجراءاتٌ موازية لا تشعر منها إلأّ أنَّها في اتجاه التصعيد، مردفا أن أيُّ تفجيرٍ يكون قد وقع أو يمكن أنْ يقع من أيِّ جهةٍ كان مرفوضٌ ومدان، وهو استخفافٌ صارخٌ بحرمة الإنسان ولا مكان له من حرمة الدماء ومصلحة الوطن وسدِّ أبواب الفتنة والخروج من الأزمة.

وتابع حتَّى يتبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويرتفع الغموض الذي يكتنف هذه الحوادث، وتُعْرَف الجهةُ الدانية فَتُدَانَ بعينها، لا بُدَّ من لجنة تحقيقٍ مستقلَّةٍ محايدةٍ تمام الحياد تنظر فيها وتعطي الرأي الموضوعيَّ بشأنها.

وإذ شدد على أنَّه لا استهداف أبداً للأنفس أو الممتلكات الخاصَّة أو العامَّة وأنَّ العدوانيَّة في هذا الجانب من أكبر الكبائر وأنكر المنكرات، قال: رأيُنا لا عنف من أيِّ طرفٍ اتجاه طرفٍ آخر، لا عنف من الحكومة، لا عنف من الشعب، لا عنف من أيِّ طرفٍ ضدَّ مواطنٍ أو مقيمٍ أو ضيفٍ على هذا البلد.

وتطرق إلى التفجيرات الأخيرة المُسْتَهدَفُ فيها عمَّالٌ آسيويونَ أبرياءُ فأكد أن استهدافهم جريمةٌ مُنْكَرَة وظلمٌ صارخ، مدانٌ ديناً وعقلاً وضميرا، ولا تبرِّره إلاّ أهدافٌ سياسيَّةٌ دنيئةٌ ساقطة ليس عندها حسابٌ لدينٍ ولا ضميرٍ ولا مصلحة وطن، لافتا إلى أن مثل هذا الحادث يؤكِّد الحاجة إلى لجنة تحقيقٍ محايدة، وأنَّ ذلك ضرورةٌ من ضرورات الوضع الأمنيِّ العامّ.

وإذ أكد الشيخ قاسم أنه بيِّنٌ جدَّاً أنَّ مثل هذه الجريمة لجرِّ الساحة في اتجاه العنف والأخذ بها إلى المجهول، دعا الشعب إلى ألاّ يستجيب لهذه التطلُّعات الشيطانيَّة التي تضاعف من مأساة هذا الوطن وتغرقه في ويلاتٍ أشدَّ وأفتك.

وأشاد قاسم بإعلان الجمعيَّاتُ السياسيَّةُ الستُّ الإدانة للعنف بكلِّ أشكاله ومصادره وأطرافه، والتزامها باحترام الحقوق الأساسيَّة للأفراد والقوى المجتمعيَّة، وبالدعوة إلى ثقافة اللاعنفِ وانتهاج السبل السلميَّة والحضاريَّة في المطالبة بالحقوق، واحترام حرمات الأنفس والأعراض والأموال. 

وتوقّف الشيخ قاسم عند قرار سحب الجنسيَّة من عددٍ من المواطنين الشرفاء الذين عُرِفَ من عددٍ منهم رأيهم السياسيُّ المعارض لرأي الحكومة، ونشاطهم السلميُّ في هذا الاتجاه، فشدد على أن معارضة الرأي إنَّما تكون بالرأي ومقارعة الحجَّة إنَّما تكون بالحجَّة فـولا يُعْرَفُ أنَّ الرأي السياسيَّ المعارض له عقوبةٌ بسحب الجنسيَّة أو ما هو أقلُّ من ذلك بدرجات.
 
يذكر أن هذا الخطاب تزامن مع اعتداءات وحشية من قوات الأمن على المواطنين الذين قصدوا الدراز للصلاة خلف قاسم، في ظل حصار مشدد فرضته السلطات على كل المحافظة الشمالية ظهر اليوم.   


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus