أكثر من 100 اقتحام، واحتلال أسطح البيوت، والنساء بالعباءة دوما: الحصار يصل «مهزة» مدعوما بـ«الحرس الوطني»

2012-11-10 - 5:51 م


مرآة البحرين (خاص): وسط صمتٍ مطبق، ترزح قرية "مهزة"، إحدى قرى جزيرة "سترة"، تحت حصار وانتشار أمني كثيف وحملة مداهمات واعتقالات، منذ 4 أيام.

شهود عيان أكدوا لمرآة البحرين، إن عناصر من الحرس الوطني والمليشيات المدنية والمرتزقة بأعداد كبيرة جدا اقتحموا القرية قبل حوالي ساعة من الآن، لتبدأ حملة مداهمة المنازل وتكسيرها والاعتداء على الأهالي، وقالوا إن ذلك يحدث بينما تحلق طائرة الهيليكوبتر بعلو منخفض جدا ترتج له جدران المنازل.

وبينما كان الهدف من اقتحام بعض المنازل هو اعتقال بعض المطلوبين، اقتحمت العديد من المنازل الأخرى بشكل عشوائي وتم تفتيشها بدقة وتهديد ساكنيها بمن فيهم النساء، ونشر الرعب والذعر بينهم، وقال الأهالي إن النساء صرن يلبسن "العباءة" على الدوام استعدادا لاقتحام المنزل من "خفافيش الظلام".

وبدأت الحملة على "مهزة" فجر الأربعاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني، عقب الإعلان عن حرق مستودع لسيارات "هونداي"، ووفقاً لشهادة حراس الأمن الذين قالت الداخلية إنهم قيّدوا قبل إحراق المستودع، فإن الاعتداء على المبنى كان في الساعة الرابعة فجراً، ما يجعل تواجد مركبات الأمن والبحث عن مطلوبين بعد أقل من 45 دقيقة أمراً مثيراً للريبة.
 
وفيما استغلت السلطة هذه الحادثة لتعطي شرعية لتمركز قوات الأمن بين قريتي مهزة وسفالة، لم تبارح القوات المكان، فيما أصبحت بعد ذلك تغادر لمدة ساعتين وتعاود الحصار لثلاثٍ ساعات أخرى.
 
وقبل يومين، ادّعت وزارة الداخلية أنها عثرت على "قنبلتين محليتي الصنع" في حافلة ركاب صغيرة في "مهزة"، ومنذ ذلك الحين لم تغادر فرق الأمن قرية "مهزة"، إلا لنصف ساعة على الأكثر، لتعاود اقتحام منازل جديدة أو منازل تم مداهمتها مسبقاً.
 
 
أكثر من 100 اقتحام نفذتها القوات على منازل "مهزة"، وفيما لا يمكن إحصاء آثار الدمار والخراب، فقد أسفرت الحملة عن اعتقال ثلاثة أشخاص. وروى أهالي "مهزة" لمرآة البحرين الجرائم التي ترتكب بحقهم كل يوم من قبل المرتزقة منذ الأربعاء الماضي، حيث قالوا إن القوات تقوم بتمشيط البيوت ذاتها بشكل يومي، وبذات الطريقة، دون أي هدف يذكر سوى التخريب وترويع النساء والصغار، وأكدوا أن الكثير من البيوت اقتحمت 3 مرات، وحطمت أبوابها.

ولم تكرر السلطات تجربة "حصار العكر" بالكامل، حتى لا تلفت الأنظار إلى الأوضاع الجارية هناك، فتجنبت الحصار الكامل واستعاضت عنه بحصار ممتد تفصله نصف ساعة بين الفترة والأخرى. ووصف شهود عيان القرية بأنها تبدو كمنطقة عسكرية: تحليق للطيران، وعساكر مترجلة، ومدرعات على المداخل.  
 
الناس في "مهزة"، لا يستطيعون الخروج لأداء صلاة المغرب وصلاة الصبح، إذ يتحول أي جسم متحرك إلى هدف للبنادق المتربصة. مع حلول المساء، تبدأ عملية الإرهاب الليلية، إرهاب غير مسبوق كما يصفه الأهالي: حصار، تمشيط للمنطقة، انتهاك لحرمات البيوت، إهانة للمقدسات، اقتحامات، احتلال البيوت واستخدام أسطحها منصة لكشف المنطقة، التشويش على الاتصالات وإضعاف شبكات الاتصال.
 
في اليومين الأولين، كانت القوات تغادر لمدة نصف ساعة فقط وتعاود المجيء، وتصبح الحركة وحتى التنقل بالسيارة نوعاً من المخاطرة، فقوات المرتزقة تقتحم المنطقة حوالي سبع مرات لفترات مختلفة.
 
أحد قاطني "مهزة" وصف الوضع لمرآة البحرين "تم اقتحام منزلي في حدود الساعة السابعة مساءً، كسروا الباب، تفاجأنا برجال أمن بلباس مدني، كان البعض منهم ملثم، ولم يبرزوا أي إذن من النيابة العامة لتفتيش المنزل، انتشروا بكل أرجاء المنزل" ويضيف "في الطابق الأول دخلوا شقة أخي، وسحبوه إلى خارج البيت بعد عدة إهانات وكلام فاحش، ودخلوا أيضا غرفة أخي الأصغر وتم الاعتداء عليه جسديا وتعرض لضرب مبرح في غرفته ثم أخذوه إلى خارج المنزل"
 
يقول الشاهد إنه دخلوا أيضا غرفة والده وقاموا بتفتيشها كما دخلوا غرفة إخوته وتم استجوابهم وسبهم، ودخل بعض العناصر غرفة أخته أيضا، لكنها لم تكن في الغرفة، إلا أنهم قاموا بتفتيشها وسرقوا منها أموالا.
 
شاهد آخر يقول إنهم اقتحموا منزله فخرج إليهم وطالب أحد عناصر الأمن المدنية إبراز إذن النيابة فلم يرد عليه، فرفض دخولهم بدون إذن إلا أنهم انهالوا عليه ضرباً ولم يستثنوا النساء بل وحتى الأطفال من الضرب "اعتقلوا أخي، وسرقوا جميع البطاقات والنقود من محفظته الشخصية، وتم ضربه أمامنا جميعا وكان يصرخ من شدة الألم" يقول الشاهد.
 
حصار العكر، حصار قرى البديع، حصار مهزة، وحصارات أخرى في الطريق، مع الاحتقال بالذكرى السنوية لتقرير لجنة تقصي الحقائق!
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus