أعمال غير منجزة تنتظر أوباما في ولايته الثانية

2012-11-12 - 12:51 م


إميل نخلة
ترجمة: مرآة البحرين


عندما يبدأ فترة ولايته الثانية يصبح على واشنطن في كانون الثاني/يناير المقبل أن تصبح أكثر انخراطا وذلك لأن هذه القضايا سوف تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار والأمن في المنطقة ومصالح الولايات المتحدة وأفراد جيشها في المنطقة.

القضايا بما فيها الانتفاضة السورية والأعمال الوحشية المتزايدة التي ترتكبها عناصر متطرفة داخل الانتفاضة، الربيع العربي ومستقبل التحولات الديمقراطية، والنفوذ "الجهادي" السلفي المتطرف والمتنامي  في أنحاء العالم العربي والبحرين والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإيران، وباكستان، غوانتانامو والإرهاب العالمي.

مشاركة إدارة أوباما في هذه القضايا في العام الماضي كانت هامشية وغير متكافئة، متأثرة إلى حد كبير بالسياسة الداخلية وإلى حد ما بشبح ليبيا. دعم واشنطن العلني للديمقراطية بعد بدء الربيع العربي في المنطقة كان مرحبا به وخاصة عندما سقط الطغاة في تونس ومصر.

صورة الولايات المتحدة شوهت أكثر، لكن، كلما تصاعد القمع في البحرين ضد الأغلبية الشيعية كلما أصبحت آلة القتل الأسدي أكثر شراسة، وتنزلق سوريا إلى حرب أهلية.

استجابة واشنطن الحميدة  للقمع والتعذيب في البحرين، وفقا لدعاة هذه السياسة، لها ما يبررها من خلال وجود الأسطول الخامس الأمريكي والعلاقة الخاصة مع السعودية. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يستخدموا نفوذهم الكبير في أي من البلدين لتعزيز الديمقراطية. ولم يردع الأسطول النظام الخليفي عن قمع الحركة المؤيدة للديمقراطية.

شبح ليبيا وانتخابات الرئاسة الأمريكية أيضا أدت إلى تردد أوباما للتحرك ضد الديكتاتور السوري. أثناء المناقشة الرئاسية للسياسة الخارجية  قبل الانتخابات الأميركية، قال الرئيس أوباما والحاكم ميت رومني إن سوريا تختلف عن ليبيا، وبالتالي فإنه لا ينبغي على الجيش الأمريكي أن يستخدم ضد الأسد حتى تحت مظلة حلف شمال الأطلسي.

مصير الديمقراطيات العربية الناشئة والتطلعات المشروعة للملايين من الشباب العربي التي أيدتها الولايات المتحدة والعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، يجب ألا تكون رهينة الانتهازية السياسية، أو أن تصبح ضحية للسياسة الانتخابية.

هيبة الولايات المتحدة ومصداقية أوباما في الداخل والخارج يتم اختبارها سواء وقفت واشنطن إلى جانب شعوب المنطقة ضد الحكام المستبدين، وبغض النظر عما يسمى النموذج الليبي. الدعوات إلى العدالة والكرامة في الانتفاضات العربية تشير إلى لحظة تاريخية وصل صداها إلى جميع أنحاء العالم. يتعين على الولايات المتحدة أن تتبنى هذه اللحظة وتضع نفسها في الجانب الصحيح من التاريخ.

وقد أشيد بالرئيس أوباما في العالم العربي المسلم في حزيران/يونيو 2009 عندما دعا لإشراك مجتمعات الشعوب الأصلية الموثوقة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.  التراجع عن تلك المثل من شأنه أن يكون كارثيا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة بقايا النظام والسلفية المتطرفة التي تسعى لعرقلة العملية الديمقراطية.

حاكم استبدادي قبلي في المنامة، الذي كان قد أسقط لتوه الجنسية عن 31 مواطنا بحرينيا، أو دكتاتور وحشي في دمشق لا ينبغي أن يرجع عقارب الساعة إلى الوراء بشأن النجاحات المعنوية التي صنعتها واشنطن في المنطقة في عصر ما بعد بوش.

تكشف الأحداث بسرعة مذهلة، والتهديدات المتزايدة لمصالح الولايات المتحدة والأفراد تتطلب محاولات جادة لمعالجة هذه القضايا الحرجة. في ولايته الثانية، لا يمكن للرئيس أوباما أن يظل غافلا عن الطائفية المتنامية، وتزايد التطرف السلفي والقمع المستمر، وقمع الأقليات والنساء.

8 تشرين الثاني/نوفمبر 2011



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus