» تقارير
زهراء مرادي: إسقاط الجنسية رسالة صارمة للعجم أن يدنا تطالكم بسهولة
2012-11-13 - 1:04 م
مرآة البحرين (خاص): قرار إسقاط الجنسية شمل 19 مواطناً من العجم البحرينيين. 12 منهم من فريق كريمي بالمحرق، و4 من فريق مشبر بالمنامة. لماذا التركيز على عجم المحرّق والمنامة تحديداً؟ هل يحمل هذا دلالة معينة بالنسبة للعجم البحرينيين؟
زهراء مرادي الناشطة السياسية والعضوة في جمعية الإخاء الوطني، ابنة فريق البنعلي في المحرق، تعتقد أن ذلك يعود إلى "استقرار العجم في هاتين المنطقتين أكثر من باقي المناطق" وأن "تواجد العجم في باقي القرى والمناطق متوزع بشكل أقل"، وتوضح لمرآة البحرين أن "العجم قد تركز وجودهم في المحرق في فريق البنعلي، ومع بدء مشاريع دفن البحر نشأ مجمع 210 و 212 وقام العجم بشراء الأراضي المدفونة، وبنوا بيوتاً وسكنوها. هذه المنطقة أطلق عليها فيما بعد فريق كريمي، نسبة إلى علي عبدالله كريمي، وهو رجل أعمال ثري أسس مأتم هناك ومسجد، كما أنه رشح نفسه لانتخابات 73" تستدرك زهراء "وربما استهداف عجم المحرق بسبب مشاركتهم الواسعة في الدوار، فقد كانت هناك خيمة خاصة باسم عجم المحرق. المنامة أيضاً تعتبر مركز آخر من مراكز وجود العجم في البحرين".
إسقاط الجنسية عن مجموعة من الأسماء المغمورة وغير معروفة بنشاطها السياسي، كان أمراً آخر ملفتاً في هذا القرار. فكثير من الأسماء التي شملها القرار، هي أسماء بالكاد يعرفها الشارع السياسي أو يسمع عنها للمرة الأولى.
تقول زهراء: "لقد توقعنا أن يكون هناك سحب لجنسيات بعض العجم، القرار لم يكن مفاجئاً، وكانت هناك تلميحات كثيرة لذلك، لكن المفاجأة هي في الأشخاص الذين سُحبت جنسياتهم، بعضهم لا شأن له بالسياسة من بعيد ولا قريب. أعتقد أن الاختيار لم يكن مدروساً، العينة جاءت معظمها عشوائية كما يبدو، كثير من الأسماء ليس لها أي نشاط سياسي بالأصل، وبعضها توقف عن أي حراك سياسي منذ فترة طويلة. يبدو أن مشرط إسقاط الجنسية بحث في الملفات القديمة لعوائل العجم ذات الأصول الإيرانية، فكل من تم إسقاط جنسيتهم ينتمون إما لعوائل تم تهجيرها في الثمانينات، أو اعتقل بعض أفرادها في التسعينات، أو بعد أحداث 14 فبراير. كان من الواضح أن من أُسقطت جنسياتهم هم أكباش فداء، لتوصيل رسالة صارمة للعجم أن يدنا تطالكم بسهولة وهذا أول الغيث".
هكذا أُسقطت جنسياتهم..
من بين من أسقطت جنسياتهم، كان الأخوان كمال أحمد وعدنان أحمد، ليس لهما شأن بالسياسة، لكن يبدو أن ملف العائلة الكبير والقديم له دور في ذلك. خالهما هو الشيخ عبد العظيم المهتدي، بالإضافة إلى ابن خالتهم ابراهيم المحكوم حالياً بـ 10 سنوات سجن بتهمة باطلة هي التخابر مع إيران. العائلة تم تسفيرها إلى الخارج في الثمانينات، وعادت مع الانفراج السياسي بعد أن قضت 20 عاماً في المهجر. بعد عودتهم ركّز الأخوان كمال وعدنان نشاطهما على الحراك الثقافي.
أما إبراهيم كريمي الذي تم اعتقاله بعد أحداث 14 فبراير، فقد حكم عليه بالسجن لمدة سنة بتهمة نصب خيمة في الدوار، قضى مدته وخرج من السجن، قبل أن يتفاجأ بسحب جنسيته. آخر هو إبراهيم غلوم، تم اعتقاله إبان الأحداث، حوكم وصدر في حقه البراءة. وقيل له بإمكانك أن ترفع قضية رد اعتبار، قبل أن تتطور الأحداث في الكويت مؤخراً، ويحمل وزر ما لا علاقة له به، فزوجته كويتية الأصل ولها أقرباء في الكويت متهمين سابقاً بالتخابر مع إيران، تفاجأ ابراهيم باعتقاله من جديد وإعادته للسجن، قبل أن تُسقط جنسيته!
ومن بين من سجنوا في التسعينات، الأخوان اسماعيل خليل وإبراهيم خليل، في العقد الثالث من العمر، ليس لديهما نشاط سياسي بارز الآن، لكنهما أيضاً تفاجآ بإسقاط جنسيتهما.
عضو جمعية العمل الإسلامي محمد فتحي (53 عاماً) وعضو جمعية أهل البيت، كان له نشاط في الدوار، وتم اعتقاله ومحاكمته ضمن قيادي جمعية أمل، قبل أن يتم تبرئته. وهو من المهجرين في الثمانينات، حالياً هو خارج البحرين، فهو متزوج في تايلاند وأكثر استقراره هناك.
وينطبق الحال على غلام خير الله من منطقة الحالة، وهو أيضاً من مهجري الثمانينات ومن معتقلي جمعية أمل، وقد حكمت المحكمة ببراءته، واضطر هو ومحمد فتحي للفرار من جحيم الاعتقال بعد أن خاضوا محنته لأشهر بعد فبراير 2011.
جمعية الإخاء: حذر محسوب
جمعية الإخاء الوطني التي تأسست في 2006، تمثل شريحة من العجم في البحرين، مقرها في محافظة المحرق، وهي تشارك الجمعيات السياسية المعارضة رؤاها السياسية وبياناتها ووثائقها التي توقع عليها، لكنها تبقى حذرة في حركتها ومقلة في أنشطتها الخاصة.
الإخاء تدرك تماماً حساسية العلاقات الخليجية مع إيران، وتدرك معنى أن تكون بحرينياً من أصل إيراني شيعي (حتى وإن امتد هذا الأصل لأجيال طويلة)، فضلاً عن أن تشتغل بالسياسة، أو أن تكون ناشطاً معارضاً. سيكون ولاؤك للبحرين متهماً دائماً، وموضعا للتشكيك والطعن، وستكون تهمتك جاهزة: ولاؤك هو وطنك الأصل في إيران. وفي كل مرة سيكون عليك أن تقدم الولاء المطلق للنظام، على أنه ولاء للوطن، وإلا فأنت خائن وعميل.
زهراء مرادي التي انضمت إلى جمعية الإخاء في 2007، تقول "هذه الرؤية مطروحة دائماً داخل الجمعية وتتحكم في الكثير من القرارات: لا تنسوا أنكم عجم".