الصحف العربية: المعارضة تعتبر نشر الحرس الوطني تصعيدا والتفاف على المطالب والامن يحاصر عددا من القرى

2012-11-13 - 5:16 م


مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على تداعيات نشر السلطة البحرينية للحرس الوطني واعتبرت المعارضة ان هذه الخطوة تصعيداً بمواجهة المطالب المحقة التي تطرحها. في المقابل واصلت السلطة محاصرتها لعدد من القرى فيما أكد رئيس الحكومة خليفة بن سلمان آل خليفة على مواجهة ما اسماه "التخريب بالنظام والتصدي للإرهاب بالقانون".
 
وقد تحدثت كل من "السفير" و"الاخبار" اللبنانيتين عن نشر وزارة الداخلية قوات الحرس الوطني في بعض الشوارع الرئيسية في البحرين وعلى مداخل بعض القرى. ونقلت "السفير" عن المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب ان قوات الحرس الوطني تقوم بتأمين وحماية بعض الممتلكات العامة والخاصة «وذلك في ظل ما شهدته المملكة في الأيام القليلة الماضية من تصعيد في الأعمال الإرهابية والتخريبية والذي استهدف الأفراد والممتلكات»
 
وأشارت إلى أن الحرس الوطني يقوم بواجبه في الحفاظ على الأمن والنظام العام، وهو قائم على حماية عدد من «المواقع الحيوية» في البلاد.
 
من جهتها قالت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية أن قوات النظام البحريني تفرض حصارا أمنيا على بلدة المهزة في جزيرة سترة عبر حضور قوات خاصة ومدنية مسلحة فيها لأيام. وداهمت قوات النظام أكثر من مائة منزل في الأيام الخمسة الماضية، حيث قامت بالعبث وتكسير محتويات المنازل. وأضافت الصحيفة الايرانية أنه "شاركت في هذه العمليات أعداد كبيرة من قوات النظام، مدعومة بقوات الاحتلال السعودي. كما أقامت نقاط تفتيش في مناطق مختلفة من البلدة ونشرت قوارب عسكرية أمام سواحلها".
 
حالة طوارئ غير معلنة
 
وأوردت كل من "السفير" و"الاخبار" بيان «جمعية الوفاق الإسلامية»، حول نشر الحرس الوطني وقالت أن «وحدات قتالية عسكرية تابعة للحرس الوطني المكون في غالبيته الساحقة من الأجانب في جزيرة سترة السكنية يأتي في إطار حملة التصعيد ضد المطالبين بالديموقراطية عبر المسيرات السلمية».
 
واعتبرت «الوفاق» أن «حملة التصعيد تصاحبت مع أعمال خارجة عن ثقافة وهوية شعب البحرين المسالم، وتضمنت الحملة حظر التظاهرات وحرية الرأي والتعبير، الأمر الذي شكل ما يشبه حالة طوارئ غير معلنة يطبقها النظام على الشعب، وأعقبها بحصار خانق لبعض المناطق يستمر لأيام ونشر عدد كبير من الحواجز العسكرية والمفارز الأمنية، وتلاها سحب للجنسيات من المواطنين الذين لهم رأي آخر، ووصل الحال إلى النيل من المرجعيات الدينية واستفزاز المواطنين».
 
وأشارت "الاخبار" إلى بيان سابق للجمعية اشار فيه إلى أن  إن «قوات النظام دهمت نحو 58 منزلاً ومكاناً خاصاً للمواطنين وعرضت أكثر من 19 منطقة بحرينية للعقاب الجماعي والقمع واستخدام العنف المفرط، واعتقلت 3 مواطنين»، أول من أمس.
 
كما اشارت الصحف اللبنانية إلى حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول البحرين وتوقفه عند سحب الجنسية من 31 معارضاً خلال كلمته امس لمناسبة يوم شهيد حزب الله.
 
تصعيد والتفاف المطالب المحقة
 
إلى ذلك نقلت "السفير" عن الأمين العام لـجمعية «التجمع الوطني الديموقراطي» (الوحدوي) فاضل عباس انه قال : « نحن نرى أنه ليست هناك من دواع لنشر الحرس الوطني، وأن هذه الخطوات تصب في خانة التصعيد الأمني من قبل النظام ضد المعارضة»، معتبراً أن الذرائع التي أعطاها النظام لهذا الانتشار هي ذرائع غير حقيقية، فالمعارضة طالبت مرارا وتكرارا بأن تكون هناك لجنة محايدة في الحوادث الأخيرة كالانفجارات التي وقعت بالمنامة وبعض الحوادث الأمنية الأخرى التي لا نعرف من يقف وراءها».
 
وأضاف «نعتقد أن ما تقوم به السلطة الآن هو محاولة من النظام للالتفاف على مطالب المعارضة المشروعة، وخلط ما هو أمني بما هو سياسي، ومحاولة لإجبار المعارضة على القبول بما يطرحه النظام من حل سياسي».
 
بدورها ، صحيفة "الوفاق" قالت أن  عضو الأمانة العامة في جمعية "الوفاق" مجيد ميلاد حذر من الوضع الأمني المشدد الذي تضربه قوات النظام الخليفي علي جزيرة سترة؛ مؤكداً أن التصعيد الأمني الخطير هو دليل علي إفلاس النظام سياسياً" وأوضح: أن مناطق مهزة وسفالة ومركوبان في جزيرة سترة تعيش أياما مروعة مبيناً أنها تشهد يوماً رابعاً من المداهمات والاقتحامات وترويع الأطفال والنساء واعتقال بعض الشباب كرهائن لتسليم إخوتهم أو من ينتسب لهم من المطلوبين" مضيفا: إن سترة تخضع لأكثر من الأحكام العرفية حيث تتم مداهمة البيوت للسؤال عن أمرين الأول إذا كانت هناك أية أسماء مشبوهة ومطلوبة، والثاني والغريب أن قوات الأمن تسأل وبعقلية أمنية ساذجة عن وجود المتفجرات".
 
تجاوزات رجال الامن بالفيديو
 
إلى ذلك تحدثت صحيفة "السفير" عن انتشار عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر فيها تجاوزات قوات الأمن يوم الجمعة الماضي ضد المتوجهين للصلاة خلف المرجع الشيعي الأبرز في البحرين، الشيخ عيسى قاسم، والتي فرضت قوات الأمن بسببها حصارا أمنيا على منطقة الدراز حيث أقيمت الصلاة المركزية.
 
وأشارت إلى مقطع فيديو يبين اعتقال أحد المتوجهين للصلاة حيث يقوم تسعة من رجال الأمن بضربه وركله وسحله، والبصق في وجهه، وهو ما علقت عليه وزارة الداخلية بالقول إنه تمت إحالة المتسببين في الحادثة على الشؤون القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
 
كما انتشر مقطع فيديو آخر لإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع داخل سيارة مليئة فيها نساء متوجهات للصلاة، ما اضطرهن لإيقاف السيارة في وسط الشارع، والنزول منها مختنقات.
 
ونقلت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية عن مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية أنه تم متابعة الفيديو الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي والمتضمن تعرض سيارة مدنية للغاز المسيل للدموع، موضحا أن قوات الشرطة، كانت في نفس المنطقة، تؤدي واجبها في التصدي لمجموعات من مثيري الشغب والتخريب. وأشار إلى أنه على سائق المركبة، تقديم بلاغ إلى المديرية الأمنية للوقوف على ملابسات الحادث واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
 
خليفة: سنواجه الارهاب و"الفئة الضالة"
 
وفي موقف تصعيدي جديد ، نقلت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية عن رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة أمس قوله :"سنواجه التخريب بالنظام وسنتصدى للإرهاب بالقانون وسنجابه التشويه الإعلامي بالحقائق وسنكمل مسيرة التنمية بالعزم وستظل بلادنا منيعة دائماً بوحدة وتماسك شعبها" ، حسبما نقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) خلال استقباله عددا من كبار المسؤولين بالمملكة وعددا من رجال الدين والفكر والإعلام ورجال الأعمال وجموعاً من المواطنين.
 
وشدد رئيس الوزراء على أنه "لا يمكن لحكومة أن تقبل بأن يمس الضرر شعبها عبر الإرهاب والتخريب ، ولا يمكننا أن نترك فئة ضالة أن تعيث فساداً في الوطن وتشكل بإرهابها وفكرها المنحرف خطراً على المواطنين وسنتصدى بقوة لمثل هذا النوع من الإرهاب لأنه عامل هدم وخطر على كيان الأمة والمجتمع".
 
وقال:" إجراءاتنا ستستمر في المحافظة على الأمن والاستقرار ، فلا تفريط في سلامة الوطن ووحدته" ، مؤكداً أن "كل الحريات في مملكة البحرين مصانة ومكفولة دستورياً ، لكن التستر بغطاء الحرية والديمقراطية والإصلاح للنيل من الوطن ووحدته واستقراره لن يمر، ولن تسمح به لا الحكومة ولا الشعب"
 
وأكد "أن ازدهار الوطن ورفاهية شعبه أولوية ولن ننشغل عنها رغم المحاولات اليائسة لإشغالنا عن هذه الأولوية من خلال زعزعة الأمن وتقويض الاستقرار ، فنحن يداً تبني وأخرى تمنع الهدم وتصد محاولات التخريب. وحذر من محاولات الإساءة لسمعة البحرين والإضرار بها، مشددا على ضرورة مجابهة ذلك شعبياً قبل أن يكون رسمياً من خلال إظهار الحقائق التي يعمل البعض على ليها.
 
من جانبها قالت صحيفة "الاخبار" أن وزير الداخلية البحريني، راشد بن عبد الله آل خليفة، قال إنه لن يُسمح باستغلال المآتم والمواكب الحسينية لمناسبة ذكرى عاشوراء لمخالفة القانون أو لإثارة أية فتنة طائفية، وأن تبقى أهدافها دينية.
 
وذكرت صحيفة «الوسط» أن الوزير التقى بديوان الوزارة رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية السيد حسين كاظم العلوي، وأعضاء هيئة المواكب الحسينية وعدداً من رؤساء المآتم بالمملكة، وذلك في إطار التباحث والتنسيق بشأن تنظيم الاحتفالات الدينية في العاصمة وباقي القرى في مناسبة عاشوراء.
 
إلى ذلك قالت صحيفة "الاتحاد" أن مجلس الوزراء البحريني وافق على مذكرة مرفوعة من وزير الداخلية بشأن مشروع اتفاقية أمنية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
 
السعودية تدين تفجيرات المنامة
 
إلى ذلك قالت كل من "الرياض" السعودية و"الخليج" و"الاتحاد" الاماراتية أن  المملكة العربية السعودية، وصفت التفجيرات التي وقعت في المنامة بـ"العمل الإرهابي". وقال وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، في بيان عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي، أمس، برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، "إن مجلس الوزراء، دان التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينة المنامة بمملكة البحرين وراح ضحيتها عدد من الأبرياء ووصفها بالعمل الإرهابي". وأضاف البيان أن "المملكة جددت تضامنها الكامل مع مملكة البحرين وشعبها الشقيق في التصدي لأعمال العنف والإرهاب التي تتنافى وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus