مماطلة مستمرة في منحه العلاج.. أحمد المقابي ضحية التعذيب والإعتداء الجنسي والتهم الملفقة

2012-11-18 - 12:37 م


مرآة البحرين (خاص): ما زال المعتقل السابق أحمد المقابي من بلدة مقابة، الذي عاش ألوان التعذيب في سجون النظام في بعد ثورة 14 فبراير/شباط 2011، يعاني من المماطلة الرسمية في الحصول على العلاج الصحي لآثار التعذيب والضرب، بعد اعتقاله وحبسه بتهم عدة أبرزها التستر على الشيخ محمد حبيب المقداد والتجمهر، حيث تعرض للاعتداء الجنسي والضرب الوحشي.

ويقول المقابي: "علاجي لم يتبقَّ منه إلا الاسم بعد التعذيب القذر الذي استخدم فيه الهوز (ماسورة مطاطية) ومادة الكريز في الشرج وسبب لي التهابات وتمزقات أعادت إلي البواسير بعد أن شفيت منها"، فـ"كان الموضع كالقرحة وينزل الدم منه باستمرار. وبعد أخذي إلى العيادة تم تحويلي إلى المستشفى العسكري في نهاية حزيران/يونيو 2011 وقام الطبيب بفحصي، وأخبرني بأنه يلزمني عملية إلا أن الموضع ملتهب لذا أعطاني موعدا آخر".

ويؤكد أنه بعد أن أخذ الدواء لمدة شهر نقل إلى "العسكري" وقام الطبيب بفحصي وحدد موعداً لإجراء العملية، تزامن ويوم المحاكمة (وزارة العدل) ثم تحديد موعد آخر للعملية"، ثم "تم تحويلنا إلى سجن "جو" بتاريخ 3-10-2011 وكان الموعد مجهول وبعد شهر ونصف أخذت إلى "العسكري" للفحص من جديد وتم تحديد موعد للعملية في بداية شهر فبراير/شباط 2012".

ويشير المقابي - حسب مذكراته التي نشرها موقع بحرين تايمز - إلى أنه عانى طول هذه الفترة من الآلام والنزيف "كما كنت أستعمل قطعة قماش بوضعها في الدبر كي لا تصبح ملابسي نجسة، وفي يوم الموعد صعدت السيارة بعد أن تم تفتيشي إلى أن أتى أمر بالنزول من السيارة لتحديد موعد آخر بحجة أن الطبيب ليس موجودا".

وبعد أن أعيد إلى الزنزانة بقي على هذه الحال لمدة ثلاثة أشهر "أعاني من الألم ثم ذهبت إلى العيادة وبعد طلب مستمر وأوضحت للطبيب عن وضعي، فقال لي: لم يكن لك هناك أي موعد". ويردف "تم تحويلي إلى "العسكري" من جديد في يونيو/يونيو 2012 وقبل شهر رمضان أيضا حيث قال لي الطبيب بعد الفحص: سأحدد لك موعداً لاجراء العملية ونحن الآن في شهر نوفمبر/تشرين الثاني وما زلت في انتظار الموعد المقبل".

الاعتقال

ويروي المقابي تفاصيل مداهمة قوات الأمن بعد حيث "ملأ العسكر بلباس مدني المنزل وهم ملثمون وأخذوا بضربي حتى أغمي علي وقام أحدهم بضربي وبركلي على خصيتي حيث رأيت الموت من شدة الألم الذي حل بي"، فسأله أحدهم: أين الضيف الذي استلمته المغرب؟"، في إشارة إلى الشيخ المقداد، وإذا "بآخر يقول أجلبوا ابنته لكي نعتدي عليها. فيدخل أحدهم ممسكاً ابني باقر وهو مغطى بالدماء".

واضطر المقابي إلى أن يقودهم إلى منزل المقداد الذي يختبئ فيها كرها "فاقتحموه ثم خرجوا خاليي الوفاض وأتوا يضربوني أينما حلت أيديهم و أقدامهم"،  مضيفا "بعد نصف ساعة أخرجوني من السيارة إلأى داخل الشقة وأحاطت بي مجموعة من أكثر من 10 أفراد أخذوا يمارسون معي أصناف التعذيب بالكهرباء والضرب بالهراوات، والمطلوب هو معرفة مكان الشيخ وكنت لا أعلم أين هو".

ويشير إلى أن أحد العناصر طلب مني النزول من السيارة وهو يريدني أن أنظر إلى الشيخ، "فنظرت إليه وقد أقشعر بدني من ذاك المنظر المهول، كان الشيخ عارٍ تماما، ثم اقتادونا إلى السيارة مكبلي الأيدي ومصمدي الأعين". ويتابع "سار بنا الموكب في اتجاه المنامة حيث مقر الأمن الوطني وأُنزلنا إلى العيادة وجروني كالشاة المذبوحة إلى داخل العيادة، وكان كلٌ يأخذ قسطًا من الضرب ويتفنون فيه".

التعذيب

"وصلنا إلى سرداب الموت"، يقول المقابي، "سقطت أرضا فجاء المعذبين بشكل سريع حاملين "الكيابل" وقاموا بضربي بها من دون رحمة طالبين مني الوقوف". ويلفت إلى أنه تعرف على بعض من المحققين من خلال أصواتهم "ومنهم عيسى النعيمي، الأردني محمد عويد، أما المحقق الرئيسي أردني الجنسية ولم أتعرف على أسمه".

ويردف "تركوني في الزنزانة ما يقارب الساعتين، كنت أسمع صراخ وأنين المسجونين ظلما. جرني الجلاد من طرف ملابسي الممزقة معصب العينين، وما أن أوصلني حيث يريدون انقضوا عليّ من جميع الجهات، منهم من يصعقني بالكهرباء ومنهم من يمزق جسدي بأنبوب مطاطي "الهوز"، و البعض الآخر يصفعني بقبضات أيديهم ، حتى طرحوني ارضا".ً

وأمر الضابط الأردني بخلع ملابسه "وبما أني فاقد المقاومة تم نزعها بسهولة وبطحوني أرضا، وكان الضابط يتلفظ بألفاظ بذيئة جدا ً وأخذ بضربي على باطن قدمي وأنا ملقً على بطني على الارض". بعدها "قام بوضع مادة (الكريز) ووضع معها "الهوز" في الدبر و أخذ يحرك الهوز فيه وكنت استغيث وأصرخ ولكن من دون جدوى، واستمر التعذيب معي على الطريقة لأكثر من ساعتين تقريبا".

ثم سألوه بعد التعذيب "أين السيوف التي قمتم بحراسة المقداد بها؟"، وبما أن هذا الكلام عار عن الصحة، يضيف المقابي، "فقد استمر التعذيب لمدة يومين وبالقذارة نفسها، يأس الضابط من هذا المطلب واخترع قصة جديدة وهو أن الشيخ عيسى قاسم حضر لي شخصيا مع لبنانيين، وعذبني بالأسلوب القذر نفسه مع الفليقة. كان يلفق القصص فقط لتعذيبي بشكل بشع".

"في اليوم السادس عصراً كان دبري ينزف دماً وتم تحويلي الى سجن "الحوض الجاف" حيث "وضعوني في زنزانة مع شخصين، وفي اليوم الثاني تم إخراجي من الزنزانة إلى غرفة في التوقيف وكان فيها المحقق الأردني مع جمع من الجلادين، كنت معصب العينين ومغلول اليدين".

ويذكر أنهم "ضربوني بعنف وقاموا بتعذيبي بالأسلوب نفسي بإدخال الهوز في الدبر تارة و تارة أخرى في الفم، وأيضا قاموا بربط الأسلاك الكهربائية في القضيب وكانوا يريدون معرفة أين السلاح الذي كان بحوزة الرمز القائد المقداد بحسب ادعائه". وانتهت جلسة التعذيب من دون أن يأخذوا مني أيّ إجابة غير أنهم نالوا من شرفي وعفتي وأخذوني إلى الزنزانة".

ويلفت إلى أنه "تم وضع كاميرا مراقبة في الزنزانة وكنا وبشكل يومي نسمع كيل من الشتائم للمذهب والأهل، بالإضافة إلى صفعات على الرأس والوجه، وكان مسؤول التوقيف بدر غيث يتفنن في تعذيبنا".

إجبار على التوقيع

ويؤكد المقابي أنه قضى قرابة شهر وعشرين يوماً "ولم يأتوا بالإفادة التي كتبت ضدي وبعد هذه المدة بحوالي يومين جلبوا الإفادات إلى الجميع وطلبوا منا التوقيع من دون العلم بما في الإفادات، وتم نزع التوقيع مني على إفادتين"، مشيراً إلى أنهم قدموا المعتقلين بعد عشرة أيام إلى المحاكم العسكرية "وحكمنا بثلاث سنوات بعد جلسات عدة". أما الافادة الثانية فيؤكد المقابي أنه لم يعرف شيئاً عنها "إلا بعد تقديمي إلى المحاكم العادية وحُكمت فيها 6  أشهر".

يذكر الصحافي أحمد رضي المعتقل السابق في سجن "الحوض الجاف" أنه لن ينسى مشهد التعذيب الوحشي للمقابي الذي وضِع معه لمدة يوم ونصف في السجن، "إذ جاء به المعذبون وألقوه في الزنزانة فوقع مكانه لا يقوى على الحراك، في هيئةٍ تُنبئُ بتعرضه إلى تعذيب قاسي، فهو يبكي بحرقةٍ ويئن من الألم، ولما أردنا إعانتهُ على الجلوس فأشار إلينا بما معناه "أتركوني".

ويؤكد رضي أن المعذِّبين "ضربوه أشد ما يكون الضرب وركلوه بأقدامهم ثم نزعوا سرواله واستعملوا الكهرباء معه في المناطق الحساسة، وبقي فترةً مستلقياً على جانب لا يقوى على الجلوس"، مردفا أنه "بعد أكثر من ساعة جاء أحد الملثمين ورمى عليه سرواله وتوعد الباقي بما جرى عليه".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus