الوفاق: الاعتداءات على عاشوراء غير مسبوقة في تاريخ البحرين

2012-11-20 - 10:54 ص


مرآة البحرين (خاص): قال نائب رئيس كتلة "الوفاق" البلدية وعضو الأمانة العامة في "الوفاق" مجيد ميلاد أن الشعائر الدينية مكفولة للأديان كلها ومواثيق الأمم المتحدة والدستور، مشيرا إلى أن "المستهدف من استدعاءات للخطباء والرواديد وأصحاب المآتم وإزالة للمظاهر العاشورائية هو موسم عاشوراء نفسه"، لافتا إلى أن "ضمن ما أزيل من يافطات هو بعض ما قاله الإمام الحسين (ع) حول عدم التنازل عن حقوقنا السياسية".

 وأكد ميلاد، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر "الوفاق" في الزنج اليوم الثلاثاء، أن لجنة الرصد في الجمعية أحصت انتهاكات الجهات الأمنية في البحرين باستدعائها 12 خطيباً تم استدعاءهم لمختلف التهم وبعضهم لأكثر من مرتين، و5  رواديد، و15 من مسؤولي المآتم"، لافتا إلى أن "بعض الاستدعاءات ما زالت متواصلة حتى صباح اليوم"، مؤكدا "وجود تعديات على المجسمات ومظاهر السواد وعاشوراء في عدد من المناطق".

وأوضح ميلاد أن "حرية القيام بالحريات الدينية حسب الدستور مكفولة للأديان كلها والمادة 22 من الدستور تنص على أن حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دُور العبادة، وحرية القيام بشعائر الاديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد".

وعلّق على تصريح الوكيل المساعد للشؤون القانونية بأن كل ما تم من إجراءات وتعديات على مظاهر عاشوراء وعلى الحريات الدينية هو "من أجل حفظ السلم الأهلي"، علّق بالقول: "عندما نذهب للحديث عما تم الاتفاق عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سنرى وفق المعايير الدولية من الذي يتعدى على السلم الأهلي، تعديات وزارة الداخلية أم ترك الشعائر تقام ورفع اليد عن الحريات الدينية".

وأردف أنه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي لحقوق الإنسان اللذان أصدرتهما الجمعية العامة للأمم المتحدة، يناديان بالمساواة أمام القانون والحق في الوجدان والمعتقد، وأن اهمال حقوق الإنسان ولاسيما حرية التفكير والمعتقد قد جلبا على البشرية حروباً وآلاماً بالغة، ويؤديان إلى إثارة الكراهية بين الشعوب والأمم".

وإذ شدد ميلاد على أن "التعدي على الحريات الدينية هو الذي يسبب المشاكل"، ذكر أن موسم عاشوراء وساحة البحرين يشهدان العتايش بين المذهبين الأساسيين بل تتعدى إلى الأديان الأخرى في البحرين، وعلى الخصوص من هم على اللغة العربية من الأجانب"، مضيفا أن "اعتداءات واستدعاءات واستهداف وزارة الداخلية هي لمن لا ينقلون إلا مبدأ واحد نقله الإمام علي (ع) وتعتد بها الأمم المتحدة "الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".

ولفت إلى أن "عدم ترك الناس تحيي شعائرها هو ما يعكر صفو السلم الأهلي وهو ما تقوم به وزارة الداخلية"، متسائلاً "لا أدري هل أصدق ما تقوله الوزارة بأن ما تقوم به من تعدٍ على الحريات الدينية المنصوص عليها في المواثيق الدولية والدستور، أم ما ورد في تعليقات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟".
 
ونبه إلى أن "ما يحصل يناقض الحريات الدينية ولا يمكن القبول به أبداً، و"الوفاق" تعتبر هذه الإستدعاءات قائمة على مخالفات دستورية وقائمة على مصادرة الحريات الدينية، واستفزاز لم يسبق له مثيل في تاريخ البحرين القديم والحديث".

وأكد ميلاد أن "المستهدف هو موسم عاشوراء نفسه بدليل أن ما يتم التعدي عليه والاستدعاءات لم يخص الرواديد والخطباء أصحاب الكلمة، وإنما شمل مسؤولي الماتم وتكسير المجسمات والسواد ومظاهر عاشوراء، وهو المظهر العام لتقاليد البلد لإحياء عاشوراء كما نص الدستور".

وتابع "هناك تعدٍ صارخ على موسم عاشوراء وليس على حرية الكلمة فقط، وهو تعدٍ على حرية المعتقد الذي يجب أن تلتزم به الدولة"، فـ"التعدي بهذا المستوى غير مسبوق من النظام على الشعائر الإسلامية".

وقال إنه "عندما يتم استدعاء الخطباء ويناقشون في الروايات والآيات وغيرها، وهي بحوث تطرح على المنابر منذ سنوات وهي تخصصية وتطرح مسانيدها وتحتاج تخصص، فهل لدى من يحقق مع الخطيب أي خبرة أم تفسيرات ومحاكمة نوايا؟"، موضحا أن "كل العبارات يراد أن تفسر وتسقط على الواقع ويتوجس خيفة بأن المعني هو النظام نفسه".

وتساءل "هل أن إظهار الحزن على سبط الرسول (ص) يعتبر تهديداً للسلم الأهلي؟. وإذا كان وضع الشعارات ومظاهر عاشوراء وكلمات الإمام الحسين (ع) يهدد السلم الأهلي فهو حدث طوال تاريخ البحرين وليس جديداً فلماذا الآن هذا التوجس؟".
 
وذكّر ميلاد بأن "هناك من المذاهب الأخرى غير الشيعة من يحيي عاشوراء لأن الإمام (ع) لا يخص الشيعة فقط وإنما كل المسلمين وكل الأحرار"، مشيرا إلى أن "هناك تآلف كبير بين الجميع في موسم عاشوراء ومشاركة من الأجانب ونشهد الكثير من هذه المظاهر وخصوصاً في موسم عاشوراء".

وإذ شدد على أن "تعزيز التفاهم والتسامح والإحترام ينطلق من المأتم والشعيرة الإسلامية وما يطرحه الخطباء والرواديد"، استشهد بقول الجمعية العامة للأمم المتحدة: إذ نؤمن أن حرية الدين والمعتقد ينبغي أن تسهم في تحقيق السلم العالمي والصداقة بين الشعوب".
 
وأكد ميلاد أن "محاولة جرجرة الساحة إلى الصدام الطائفي أمر يعد في عداد الأحلام ولا يمكن أن يحدث هذا على الإطلاق"، مردفا أن "المسؤول عن التعديات هو النظام وعليه أن يتوقف عن ذلك"، لافتا إلى أن وزارة الداخلية "تعترف بأنها هي التي تقوم بالإستهداف والتعديات والإستفزازات وبدأت في ذلك قبل شهر محرم".

وتابع "الغريب أن من ضمن ما أزيل أو طلب إزالته من يافطات هو بعض ما قاله الإمام الحسين (ع) لن نتنازل عن حقوقنا السياسية أو نتراجع عنها"، مضيفا "الشعب يتمسك بحقوقه السياسية وممارسة حرياته، ومن حقنا ذلك كما من حقنا المطالبة بنقل البلاد إلى الديمقراطية والمطالبة بالحرية والكرامة".

ورأى أن "المضحك أن وزارة الداخلية تتهم الخطباء والرواديد وأصحاب المآتم بأنهم هم الذين يسيؤون إلى روحانية عاشوراء، بينما تقوم بتعديات وإزالة للمظاهر وتعد على الحريات واستفزازات للمواطنين".

وقال ميلاد: "من ضمن التبريرات بإزالة اليافطات ومظاهر عاشوراء بحجة أن بينها إعلانات تجارية، وهو من اختصاص وزارة البلديات"، موضحا أن "هذا إن دلّ إنما يدل على تغول في اختصاصات الأمن والجهات الأمنية ووزارة الداخلية على حساب الجهات الرسمية الأخرى".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus