ما بعد حصار «مهزة»: غموض يلف مصير «طالب علي» والمختطفين الأربعة من زنازنهم

2012-11-21 - 2:40 م

المعتقل طالب علي

مرآة البحرين (خاص): لم تهدأ "مهزة" منذ أن قرر النظام أن يخضعها بالقوة. منذ السابع من نوفمبر/تشرين الثاني وحرمات البيوت هناك تنتهك كل يوم، خلال عشرة أيام اقتحم أكثر من مائة منزل، استمر تردد العساكر على بعضها بشكلٍ يومي!
 
اضطر الناس في هذه القرية من جزيرة "سترة"، إلى ترك أبواب منازلهم مفتوحة، للتقليل من الأضرار التي يخلفها جنون العسكر. بعد اعتقال عشرين شاباً ستراوياً من مهزة، بدأ النظام يمارس انتهاكاً جديدا باختطاف بعض المعتقلين ونقلهم لجهة غير معلومة وعزلهم عن العالم الخارجي!
 
منذ أسبوع غابت أخبار خمسة من معتقلي "مهزة"، لم يعد أهلهم يعرفون مكان اعتقالهم، ولا أوضاعهم، وبات القلق يتصاعد خوفاً على مصيرهم، الذي قد لا يكون مختلفا عن مصير كثيرين دخلوا إلى سجون النظام بعد 14 فبراير.
 
قضيتان مهمتان، قدمهما النظام تمهيدا للإغارة على "سترة"، وما أعقبها من حصار بالمدرعات التابعة للحرس الوطني، واستباحة للمنازل، الأولى: حرق معرض سيارات الهونداي 1، والثانية: زرع قنابل وهمية في مناطق حيوية 2.
 
وفي اليومين الماضيين، أعلنت وزارة الداخلية، القبض على مشتبهين في هاتين القضيتين، وتقديمهم للنيابة العامة.
 
من "مهزة"، اعتقل "أحمد عبدالله ابراهيم" مساء الاثنين الموافق 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وتم اقتياده لمبنى التحقيقات الجنائية حيث بقي هناك حتى الخميس، ووجهت له بداية تهمة "القيام بتفجيرات في مناطق حيوية بالمنامة"، ثم في النيابة، غيرت التهمة إلى "التجمهر والشغب"، ونقل بعدها إلى سجن الحوض الجاف، حيث قابلته عائلته يوم الاثنين، واختفى من السجن يوم الثلاثاء الموافق 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن اقتحمت زنزانته عناصر مدنية ملثمة واقتادوه إلى جهة غير معلومة!
 
بذات الظروف الغامضة التي اختفى بها المعتقل أحمد عبدالله، اختفى أيضاً "إبراهيم الشرقي" ذو ال24 عاماً، حيث اعتقل من منزله فجر الخميس الموافق 8 نوفمبر/تشرين الثاني، وتلقت عائلته اتصالاً منه في يوم الاثنين من الأسبوع الذي يليه، ثم في صباح الثلاثاء حيث طلب منهم أن يستفسروا من النيابة العامة عن التهم الموجهة ضده، وكذلك اختفى عصر الثلاثاء بعد أن دخلت زنزانته ذات العناصر الملثمة التي اعتقلت الآخرين، واختفت أخباره منذ ذلك الوقت، والغريب، أن قوات النظام استمرت في مداهمة منزل عائلته رغم اعتقاله، واقتحمته 3 مرات، رغم أنها داهمته 9 مرات قبلها.
 
"سعيد علي الحرز" من مواليد 1980 اعتقل كذلك في يوم الجمعة 8 نوفمبر/تشرين الثاني، اتصل مرةً واحدة بعد نقله لسجن الحوض الجاف فيما اختفت أخباره في اليوم التالي إثر اقتياده من قبل ملثمين لجهة مجهولة. عند اعتقاله تعرض للضرب المبرح، كما نال أخوه نصيباً من ذلك، وأصبح منزله عرضةً للمداهمات والاستباحة منذ ذلك الوقت.
 
أما "حسن عبدالله المعلم" فهو أحد العشرين مطلوبا 3 الذين نشرت صورهم وزارة الداخلية وبثتها عبر تلفزيون البحرين وعممتها على الصحف المحلية، والذين تم اتهامهم مسبقاً في قضية المتفجرات، وقد اعتقل على إثر ذلك بتاريخ 10 يونيو/حزيران 2012 إثر مداهمة عدة منازل في القرية من قبل القوات الخاصة. ما يجعله على صلة بالمغيبين الخمسة هو اختطافه من سجن الحوض الجاف في ذات الوقت الذي اختطف به الآخرون ومن قبل العناصر نفسها، حيث انقطعت أخباره منذ ذلك الوقت.
 
وتبدو معاناة زوجة المعتقل "طالب علي محمد" هي الأشد، فقد اعتقل طالب يوم الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد يوم واحد من اختطاف هؤلاء الأربعة، واختفت أخباره تماما منذ ذلك الوقت، في حين يحيط غموض شديد بتفاصيل اعتقاله، إذ لا يملك أحد أن يؤكد مكان أو طريقة اعتقاله، رغم أن البعض ينقل أنه اعتقل في منطقة "العدلية" بعد محاصرة سيارته دون أي تفاصيل إضافية، وكما اختفى هو اختفت سيارته أيضا!
 
أكثر من أسبوع على اختفائه، ولم يتصل "طالب" بأهله، هو الوحيد الذي لم يتصل بأهليه من بين هؤلاء المختطفين الخمسة، الذين يشتركون جميعا في أنهم من "مهزة"، وأنهم اختفوا في اليوم ذاته. تبدي زوجته قلقها البالغ عليه، فقد كان مختبئاً من الأمن منذ عام ونصف تقريباً. لـ"طالب" طفل عمره 11 شهراً، لم ير والده لأكثر من سويعات، فهو يأتي ويذهب سريعاً، ولا يمكث لأكثر من دقائق للاطمئنان عليهم.
 
قامت عائلته بالبحث عنه في كل مكان، بمعونة أحد المحامين، قصدوا مراكز الشرطة، والنيابة العامة وكذلك التحقيقات الجنائية، ولم يجدوا أثراً له ولا لسيارته، ولا وجود لشهود ينقلون تفاصيل اعتقاله. زوجته هجرت منزلها منذ اختبائه، حين تتردد على هناك تجد الأبواب والأثاث محطما لأكثر من مرة.

جميع المعتقلين المختطفين حضرت قوات الأمن فجر الثلاثاء إلى منازلهم، وطلبوا مفاتيح سيارتهم، وأخذوها جميعاً، إلى جهة غير معلومة أيضا. بعض المعتقلين صادروا أكثر من سيارة من منازلهم، وما زال الغموض يلف مصيرهم جميعا، ووزارة الداخلية تتجاهل أسئلة ذويهم الحائرة، وتمهد للإعلان عن مسرحية هزلية جديدة، ضمن مسار درامي اتخذته الأحداث بعد منعطف "حصار العكر"4!
 
هامش:
 






التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus