» تقارير
في ذكرى تقرير «بسيوني»: ليلة مظلمة في «مهزة»
2012-11-23 - 8:39 ص
مرآة البحرين (خاص): ظلمة الليل لا تكفي لأمان مهزة، القرية المستباحة منذ 17 يوماً، في آناء الليل وأطراف النهار.
مهزة التي تصر على إسقاط باقي أقنعة النظام المهترئ، فيما يصر النظام على أن يخمد صوتها الذي لطالما ارتفع ضد طغيانه، مهزة اليوم تصرخ دون مجيب. إذ يبدو أن النظام قد تعلم الدرس من حصار العكر، فلا حصار مستمر اليوم، ولكن شبيه به، أربع أو خمس ساعات في اليوم، لينجز العسكر مهمته في أن يعيث فساداً!
رغم قسوة الأيام الماضية وطولها، إلا أن ليلة الخميس (فجر الجمعة)، حملت أكثر مما تحتمل "مهزة" وأهلها: حملة مداهمات منظمة، لم تفوت منزلاً من منازل القرية، بقيادة الملازمين عدنان الظاعن، ويوسف المناعي، بعد تطويق المنطقة كاملة بالمركبات التي فاق عددها الخمسين.
لم تترك العساكر منفذاً لمهزة لم تغلقه، فيما أقامت نقاط منع استمرت لأكثر من خمس ساعات هي مدة الحصار ذلك اليوم، الذي بدأ من الواحدة والنصف صباحاً حتى السادسة، وفي الجو كانت مروحية الأمن تحلق فوق سماء القرية ترصد أي حركة لأبناء القرية، أحد الشهود قال "لأول مرة تكون المداهمات منظمة بهذه الطريقة، إذ لم تستثن القوات منزلاً دون أن تقتحمه وتحطم أبوابه، وتروع أهله".
لم تنته فترة "السلامة الوطنية" يوماً، ولم يكن هناك تقرير لتقصي الحقائق قبل عام، فبالأمس سُرقت منازل أهالي مهزة تماماً كما كان يفعل العسكر في تلك الأشهر المظلمة، وتماما كما وثق تقرير "بسيوني"، تعددت سرقات المنازل وتنوعت المسروقات، أكبرها كان سرقة مبلغ يقدر بعشرين ألف دينار من أحد المنازل.
من بين 135 منزلاً اقتحمت اعتقل أربعة عشر شابا، من بينهم والد الشهيد الطفل "محمد فرحان"، ثم أفرج عن ثمانية من هؤلاء في وقت متأخر من مساء اليوم ذاته، وتكررت المداهمات لبعض المنازل عدة مرات متتالية منذ بدء الحملة، فيما أخذت القوات بعض ملابس المطلوبين أمنياً، وبعض ملابس الشباب غير المطلوبين، في تصرف وجده الأهالي غريباً، وغير مبرر.
في مساء اليوم التالي للحملة، انتشرت عناصر من القوات الخاصة برفقة كلاب بوليسية في أزقة العاصمة المنامة التي كانت تشهد إحياء مراسم عاشوراء. تناقل البعض عدة أسباب لذلك، منها أن قوات الأمن تبحث عن مطلوبي "مهزة" بعد أن حصلت على أثر منهم!
حتى بعد "بسيوني"، تعيد ليالي "مهزة" نفسها، عبر إنتاج الرعب.