سجناء العنابر 3،6،9 بين الموت وبيان تحالف سجناء الرأي

2012-12-01 - 10:07 ص


مرآة البحرين (خاص): لليوم الرابع على التوالي، يعيش سجناء الحوض الجاف وضعاً انتقامياً بائساً؛ سجناء العنابر 3،6،9 تحديداً،   يستمر هذا الوضع وسط استنكار شعبي وحقوقي ومطالبة بتقديم توضيح فوري من وزارة الداخلية لما يدور في هذه العنابر على وجه الخصوص. وقد اعتصم صباح اليوم السبت 1 ديسمبر 2012 عدد من أهالي المعتقلين عند بوابة سجن الحوض الجاف لمعرفة مصير أبنائهم الممنوعين من الاتصال بهم منذ 4 أيام.

السبب في فرض هذا الإجراء الانتقامي، هو تسريب بيان من السجن باسم "تحالف سجناء الرأي في البحرين" نشرته (مرآة البحرين) في يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2012 ، كما نشر على بعض القنوات الإخبارية ومواقع التواصل وأحدث ضجة كبيرة، لمّح بتصعيد قضية المعتقلين في المرحلة المقبلة، وأوضح أن قائمة عدد معتقلي ثورة 14 فبراير تضم أكثر من 1800 معتقل سياسي، وأن هذا "يجعل البحرين تعتبر من أكثر الدول في العالم تضم معتقلين سياسين بالنسبة للتعداد السكاني".

(مرآة البحرين) تسرد هنا التفاصيل التي سُرِّبت إليها من مصدر خاص من داخل سجن الحوض الجاف، حول التطورات التي حدثت بعد نشر البيان مباشرة، ففي اليوم التالي، قام رئيس السجن بالمرور على العنابر، مجرد مرور عابر بلا كلام غالباً. عنبر 3 تكفّل بتسليم نسخة من البيان لرئيس السجن، وكانت هذه الجرأة كافية لتُحل اللعنة على هذا العنبر تحديداً، بالإضافة إلى عنبري 6،9 المغضوب عليهم.

لم يكد يخرج رئيس السجن، حتى تم إغلاق بوابات الزنازين على السجناء، قبل اقتحامها وتفتيشها والسجناء بطريقة هستيرية، وضرب السجناء بشكل مبرح، وإهانتهم بألفاظ غير أخلاقية وغير إنسانية، لم يسلم منها الأصل ولا المذهب الديني، ثم منع عنهم الدخول أو الخروج، ومنعوا من استخدام (كانتين) المبيعات، وقطعت عنهم كل وسائل الاتصال بأهاليهم، وأُغلق الهاتف العمومي ب(هاف كري) كي لا يتمكن أحد من استخدامه تحت أي وضع.

في بلدٍ تتساوى فيها الكلمة بالسجن أو الموت، يصبح الوضع أكثر تعقيداً حين يصرّ من اعتقل بسبب الكلام، أن يوصل كلمته من خلف القضبان التي أُريد لها أن تكون كاتمة للصوت. تم تفتيش السجناء بعنف، ومصادرة كل ما يمكن أن يكون وسيلة لتسريب المزيد من الكلام بالإضافة إلى الحاجات الشخصية مثل ساعات اليد. قطعت كل وسائل الاتصال بخارج السجن كي لا يعلم أحد بما يدور داخله. وجاء الإمعان في التعذيب كي لا يتجرأ أحد بعدها، ولكي تصل للمعتقلين رسالة صريحة وصارمة مفادها: أنتم في قبضتنا، وبإمكاننا فعل المزيد، ولن يفيدكم أحد من خارج السجن، لن يصل إليكم أحد، فلا تحاولوا الاستجداء بأحد..

المعتقلون أضربوا عن الطعام احتجاجاً على التصعيد الانتقامي غير المبرر، وبدأ سقوط عدد من المعتقلين منذ اليوم الثاني، تم تجاهلهم ونقل بعضهم إلى زنازين أخرى يُعتقد أنها حبس انفرادي. وكان جواب إدارة السجن   على قارار الإضراب توقيف إدخال وجبات الطعام إلى الزنازين واستبدال ذلك بوجبات من الضرب المبرح كل نصف ساعة، ما يؤدي إلى ارتفاع صرخات المعتقلين وتكبيراتهم، ليشاركهم باقي رفقائهم في العنابر الأخرى بالتكبير، قبل أن ينالوا بدورهم نصيبهم من الضرب بالهراوات أيضاً. وفي كل مرة يتم تفتيش الزنازين والمعتقلين بحثاً عن أي وسلة يمكن أن يستخدمها هؤلاء للاتصال بالخارج. بالإضافة إلى القطع المتكرر للكهرباء معظم الوقت طوال اليوم.

حتى كتابة هذا التقرير، لا تزال العقوبة التي يراد لها أن تكون رادعة مستمرة، أبواب الزنازين تحكم قبضتها على المعتقلين أكثر، الإضراب عن الطعام مستمر ويدخل يومه الرابع، وبعد تزايد عدد حالات الإغماء وسقوط المعتقلين واحداً وراء الآخر بدأ نقلهم إلى عيادة السجن، وتلك حكاية أخرى لوحدها، فعيادة السجن صغيرة وغير مهيأة لاستقبال العدد الكبير من حالات الإغماء المتزايدة. المعتقلون بالإضافة إلى الإهمال الذي يلاقونه في العيادة والضرب والإهانات والسباب والشتائم، فإنه يتم معالجتهم على الأرض بسبب عدم كفاية الأسرة، وستدهش عندما تدخل العيادة من عدد الحالات الملقاة على الأرض دون عناية، دون اكتراث بما يمكن أن يصيب أي منهم.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus