سقط مغميا عليه قبل يومين... السلطات تمنع العلاج عن طفل مصاب بشلل نصفي في الوجه، في معتقل «الحوض الجاف»!

2012-12-08 - 1:40 م


مرآة البحرين (خاص): سقط الطفل المعتقل "سلمان عباس آل إسماعيل" (16 عاما) مغميا عليه يوم الخميس الماضي، بسبب هبوط حاد في نسبة السكر، وذلك بعد إضراب للطعام دام عدة أيام، لسوء المعاملة التي يتلقاها في سجن "الحوض الجاف".
 
وكان "سلمان" قد تلقى إثر اعتقاله سيلا من الضربات واللكمات على الوجه وسائر أنحاء الجسم، وقد اتصل بعائلته بعد يومين ليخبرهم أنه لا يستطيع تحريك الجزء الأيسر من وجهه. وقد تم نقله لـ"عيادات الفاتح الصحية" بمستشفى السلمانية، وتم تشخيص حالته بـ"شلل نصفي في الوجه".
 
ورغم أن حالة الطفل المعتقل تتطلب جلسات علاج طبيعي مُنتظمة، بالإضافه إلى الأدوية، إلا أنه لم يحصل على أي جلسة علاج طبيعي رغم إلحاحه والحاح عائلته في طلبها من إدارة السجن، ليستمر إهمال وضعه الصحي المتدهور. 

وبطلب من العائلة، بدأ سلمان يحاول معالجة نفسه بنفسه عبر إجراء التمارين التي تفيد حالته، وذلك بتوجيهه والمتابعة معه عبر الهاتف، أو أثناء الزيارات، كما تقوم عائلته بدس "العلكة" مع أغراضه لفائدتها في حالته من حيث الحركة المستمرة للوجه. ويخفف من هذه المأساة أن أخاه، المعتقل هوالآخر، أيمن آل إسماعيل، يسانده في وعكته الصحية هذه، حيث يقبع معه في ذات السجن.

 
ولا يمتلك أحد ما أي تقييم لحالة سلمان الصحية، وما إذا كانت تسوأ أكثر أم لا، في ظل منع العلاج عنه من إدارة السجن. وقد اعتقل سلمان سابقاً وبقي في الحبس ليلة واحدة فقط، ثم أفرج عنه صباحاً، رغم أن السلطات قامت بتلفيق تهمة له.
 
وبعد اعتقاله في المرة الثانية، اكتشفت عائلته أن اسمه مُدرج مع المحكوم عليهم في القضية الأولى التي أٌفرج عنه فيها، وتبين أن الحكم صدر غيابياً بناء على أنه "فار من العدالة"، في حين أنه كان معتقلا وقت صدور الحكم!
 
وتبدو تفاصيل اعتقال سلمان غريبة جدا، فقد اعتقل من منزله في قرية "النويدرات" بتاريخ 28 يونيو/حزيران 2012، بينما كان نائماً في غرفة خارجية  قريبة من مدخل المنزل، حيث تمت مُداهمة المنزل فجراً، واتجهت القوات مباشرة وبشكل هادئ إلى الغرفة التي كان ينام فيها تحديدا، والتي اعتقل أخوه الأكبر منها أيضا قبل ذلك بعدة أشهر.
 
وتفاجأ سلمان بأكثر من 20 فردا من عناصر الأمن يملأون الغرفة، ويجبرونه تحت التهديد بأن يلتزم الصمت لكي لا يوقظ أهل المنزل، ووصف  الطفل المعتقل ما جرى له بأنه أشبه بالاختطاف، وتبين لاحقا بأنه مُستهدف ومعني بالاعتقال.

وقد لاحظ أفراد أسرته غيابه غير الاعتيادي عن المنزل، وساورهم قلق شديد حيال اختفائه بهذه الصورة، فقاموا بالبحث عنه طيلة اليوم دون جدوى، حتى جاءهم خبر من أحد شباب القرية بأنه شاهده في أحد مراكز الشرطة، ثم تلقوا في نهاية اليوم اتصالاً منه يؤكد فيه اعتقاله. 
   
واتهم "سلمان"، وهو  طالب في المرحلة الثانوية، بحرق شرطي، وحيازة مولوتوف والتجمهر، وقد حكم عليه بالسجن سنة في قضية واحدة، وتم تمديد حبسه لمدة 45 يوم أخرى في القضية الثانية، وتترافع عنه المُحامية "جميلة عبد العزيز".
 
وقد طلبت المحامية عدم الأخذ بالحكم في القضية الأولى لحين صدور الحكم في القضية الثانية، وعليه فإن سلمان يقضي فترة حبسه حالياً في "عنبر 6" بسجن "الحوق الجاف" مع أخية المُعتقل "أيمن عباس آل إسماعيل "(19 عاما)، والذي اعتقل أثناء نومه من نفس الغرفه فجر يوم 31 يناير/كانون الثاني 2012، وقد تعرض والده أثناء عملية الاعتقال إلى الشتم والتهديد بالضرب، في حين نال "أيمن" ما ناله من الاعتداءات والضرب المُبرح، والذي استمر حتى بعد اعتقاله بأيام.
 
و"أيمن" هو أحد المتهمين في " قضية راية العز"، وقد حكم عليه بالسجن 5 سنوات، رغم تقديم أدلة تؤكد عدم تواجده في القرية أثناء العملية!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus