التعليق السياسي.. لماذا خليفة بن سلمان في البرلمان؟

2012-12-11 - 2:22 م


مرآة البحرين (خاص): "تعاطوا مع البريطانيين ولا تتعاطوا مع الأمريكان" قالها  الملك البحريني لمعاونينه، وهو يعرف تماماً الجهة التي ستعطيه إشارة البدء في التغيير، وليس أي تغيير، إنه التغيير الذي لا راد له. كان تصريح (بوسنر) غير المسبوق قبل الأول من أمس، يقف خلفه مسؤول أمريكي أرفع من بوسنر وأكثر قرباً من صانع القرار الأمريكي، وهو مرشح لمنصب هام في الإدارة الأمريكية الجديدة. 

زار هذا المسؤول حسب مصادر عليمة من أروقة الحكم الملك مباشرة، قال له إنه ليس وقت رئيس الوزراء، كان وزير الديوان الملكي حاضراً في الجلسة، وبجنبه  السفير الأمريكي ووزير التأزيم أحمد عطية الله. لم يكتف المسؤول الأمريكي بذلك، بل أضاف في لغة قريبة من الحسم: الوقت انتهى، يجب أن يرأس الحكومة شخصية من الأغلبية السياسية. لقد أبدت المعارضة استعدادها للحل السياسي ويجب الشروع فيه.

الولادات المتعسرة تستدعي الصراخ، في الحالة البحرينية الصراخ على قدر المصالح، من لا مصلحة له في ولادة البحرين الجديدة علا صراخه، نواب وشوريون ورجال مخابرات وسياسيون مازالوا يصرخون في ضوء النهار، على الرغم إن الولادة لم يبدأ طلقها بعد، ولم يتجاوز الأمر إرسال وسطاء، لكن الأجواء مشحونة والغيمة تنذر بالمطر.

على المستوى الأمني، حذرت الإدراة الأمريكية رعايها من صراخ المخابرات البحرينية، فليس غريبا عليها أن تفتعل تفجيرات تستهدف رعايها، لتوريط المعارضة في اتهامات المشاركة في العنف من أجل قطع الطريق على مبادرات الحل، فالسلطة لم تستطع أن تقنع المجتمع الدولي بعلاقة المعارضة بالعنف.

يشعر الملك فعلاً أن التغيير الذي لا راد له، يقترب منه أكثر كلما طال أمد الأزمة، لقد بذل محاولات كثيرة لزيارة البيت الأبيض، لكنها وجهت بالصد، وهذا ما يؤكده أحد السفراء الأمريكيين في المنطقة بقوله إن الإدارة الأمريكية لا يمكنها أن تستقبل الملك وهو لم يبذل محاولات جدية حتى في تطبيق توصيات بسيوني.

الوضع اليوم بالنسبة لخليفة بن سلمان أشبه بالنصف الأول من مارس2011، رئيس حكومة خارج الجو السياسي، لا يدري ما يحدث حوله، رأسه مهددة بالتسويات السياسية، لا يستقبله أحد من الزوار أو الوفود السياسية.وزير الخارجية البريطاني وليام هيج مثلا في مشاركته في حوار المنامة، التقى مع ممثلين للحكومة، لكنه لم يلتق ولم يعلن عن رغبته في الجلوس مع رئيس الحكومة.

الخوالد فيما يبدو يشعرون بطمأنينة، فعلى الرغم من أنهم تحت مجهر العين الأمريكية، والتقارير تشير إلى تورطهم المباشر في تعقيد الأزمة البحرينية، لكن المطلوب اليوم هو رأس رئيس الوزراء. لكن لا شيء حتى الآن غير استنفار رئيس الوزراء، لماذا ذهب خليفة بن سلمان للبرلمان؟ اسألوا المسؤول الأمريكي رفيع المستوى.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus