المعارضة البحرينية تسعى للحصول على دعم المملكة المتحدة والتوتر يستعر

2012-12-15 - 10:25 ص


فرانك غاردنر: (بي بي سي)
ترجمة: مرآة البحرين

دعا زعيم حزب المعارضة الرئيسي في البحرين حكومة المملكة المتحدة للعمل كوسيط مع عائلة آل خليفة الحاكمة إذا ما بقيت مساعي التقدم نحو الديمقراطية متعثرة في هذه الدولة الخليجية المضطربة.

في لقاء مع "بي بي سي"، قال الشيخ علي سلمان، زعيم حزب الوفاق، إن دولًا غربيةً من بينها بريطانيا والولايات المتحدة، تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لمنع البحرين من أن تقع فريسة التطرف من كلا الجانبين.

وقال : "أعتقد أننا نحتاج إلى المزيد من الجهود من بريطانيا والولايات المتحدة لنحقق التغيير إلى الديمقراطية، على الأرض، دون أي تأخير. والفائدة ستعود على الجميع – البحرينيين والأميركيين والبريطانيين".

وجاءت دعوته بعد ان أعلن كل من العائلة الحاكمة والمعارضة السياسية أنهما يريدان حل الصعوبات في البحرين من خلال الحوار. ولكن، عمليا، كلاهما لا يزالان بعيدين عن بعضهما البعض، مع الانتقادات المستمرة لسجل البلاد في مجال حقوق الإنسان.

لقد كانت هذه زيارتي الرابعة إلى البحرين منذ بدء انتفاضة الربيع العربي في العام الماضي، وعلى الرغم من الهدوء في شوارع قلب العاصمة المنامة، فإنه لا تزال هناك انقسامات عميقة وأماكن مضطربة وتوتر يستعر في القرى المضطربة والتي تدق العاصمة.

وقد قتل العشرات في الاشتباكات منذ اندلاع الاحتجاجات في شباط/فبراير 2011  وكانت البحرين قد تعرضت لانتقادات شديدة مؤخرا من قبل جماعات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

وتقول الوفاق إن حقوق الإنسان في البحرين آخذة في التدهور، مع الفرض الأخير لحظر شامل على الاحتجاجات.
ومع ذلك كانت هناك بعض الإصلاحات، التي تبعت لجنة دولية للتحقيق في العام الماضي. فهناك الآن كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في مراكز الشرطة والسجون، ويتم إعطاء تدريبات واسعة للشرطة في النظام العام.

سمعة مدمرة ولكن، عندما تحدث الاشتباكات، فإنها تكون عنيفة على نحو متزايد. فقد كانت هناك حالات من المتظاهرين الشباب الذين ضربوا على وجوههم من مسافة قريبة من بنادق الشرطة، بينما أصيب رجال شرطة وعمال أجانب بجروح خطيرة وحتى قتلوا بقنابل بدائية زرعها نشطاء المعارضة المتشددون.

أصحاب المحلات ورجال الأعمال يصيبهم القنوط من العنف الذي دمر سمعة التعايش السلمي في البحرين.

أما بالنسبة للشيخ علي سلمان، زعيم حزب المعارضة الرئيسي لجمعية الوفاق، الذي يضغط من أجل الديمقراطية وحكومة منتخبة، فهذه أوقات صعبة.

بالنسبة للعديد من السنة الذين يؤيدون العائلة السنية الحاكمة، الشيخ علي سلمان هو شخصية مكروهة.
فهم يعتبرونه وحزبه كحصان طروادة للنفوذ الإيراني على شؤون البحرين، وهو الأمر الذي ينفيه بشدة.

ولكن بالنسبة إلى العديد من الناشطين الشيعة الذين يتظاهرون ويشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب، فإنهم يرون الوفاق على أنها معتدلة جدا ومتساهلة جدا.

على عكس أولئك المحتجين المتشددين الذين، على سبيل المثال، لا يدعون علنا إلى خلع عائلة آل خليفة الحاكمة. 

وبدلا من ذلك، تسعى إلى حدود انتخابية أكثر عدلا ونظام ملكي دستوري حيث يستمر الملك حمد في الحكم كرئيس للدولة والسكان يمكنهم أن ينتخبوا رئيس وزرائهم ومجلس وزراء يتمتع بسلطات تنفيذية كاملة.

يحرك الشيخ علي سلمان -- مرتديا الملابس البيضاء التقليدية في الخليج، كوب الشاي الحلو ويتغير وجهه عندما أسأله عن الفجوة الموجودة بين ما تسعى إليه المعارضة وما تقدمه الحكومة.

إنه يعلم أن استبدال رئيس الوزراء غير المنتخب، الذي ما زال في السلطة لأكثر من 40 عاما، هو أمر من غير المرجح أن يحدث قريبا.

ولكن مع بقاء قنوات الاتصال الخلفية مفتوحة بين ولي العهد والوفاق، هناك آمال، مع أنها بعيدة، من حدوث نوع من التقدم في الأسابيع القليلة المقبلة.

وإذا فشل هذا الأمر، يقول الشيخ علي، فإنه يود أن يرى بريطانيا تتدخل للتوسط.

والبديل، كما يقول، يكون محبطا.

"لا يمكن أن يكون لدينا متشددون من كلا الجانبين يلعبون ويدمرون هذا البلد".

13 كانون الأول/ديسمبر 2012 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus