ليلة الهجوم على «عقيل»: لماذا تريد الداخلية اغتيال «رضا الغسرة»؟

2012-12-15 - 5:31 م


مرآة البحرين (خاص): "كنت أتمنى وجود الدكتور غسان ضيف ليشارك زميله الدكتور عارف رجب في علاج حالة عقيل عبدالمحسن، ولكن هكذا حكم علينا النظام، أطباء في السجون ومجرمون طلقاء" بهذه الجملة أنهى الحساب الشهير لإحدى طبيبات البحرين تغريداته يوم أمس 14 ديسمبر/كانون الأول، عن وضع المصاب "عقيل عبد المحسن"،  الذي كاد أن يفقد حياته يوم الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الأول نتيجة هجوم بالرصاص الحي ورصاص الشوزن من عناصر وزارة الداخلية.

كان الهجوم المباغت الساعة التاسعة مساء، في وقت لم تكن تشهد فيه منطقة "بني جمرة" أي احتجاجات أو تظاهرات. كانت الأجواء هادئة، حتى دخل المنطقه "باص" مشبوه، ترجل منه عناصر مدنية فجأة، وأطلقوا نيرانهم على سيارة متوقفة، فيها شابان.

الأول كان المطلوب "رضا الغسرة"، الذي أصيب برصاصة حية في جسده ولا أحد يعلم ما حل به سوى أنه اتصل ليقول إنه بخير وإنه قد استخرج الرصاصة، والثاني هو الشاب "عقيل عبد المحسن" والذي كان جالسا خلف مقعد القيادة، ورغم أنه لم يكن هو المستهدف، فقد أريد للطلقات الموجهه له إن لم يكن أن تقتله، فأن تشله أو تحدث به عاهة مستديمة، وهذا تحديدا ما قاله أحد العناصر المشاركة في الهجوم لامرأة من قرييات "عقيل".

تصرف غريب، وطريقة مختلفة في التعاطي مع المطلوبين، قامت بها قوات الأمن، واعترفت بها الداخلية رسميا. سيارة متنكرة، وعناصر مدنية مسلحة بالرصاص الحي، هي ليست إلا محاولة اغتيال حتما، ولكنها فشلت!

لماذا تريد قوات الأمن أن تغتال "رضا الغسرة"؟ لماذا لم تحاول القبض عليه على الأقل؟ كيف يمكن للداخلية أن تفسر هذه العملية وأين وصلت تحقيقاتها؟ في الواقع، لا أحد لديه إجابة على هذا التطور الخطير في الصراع الأمني!

 
من يرى صورة الشاب "عقيل" بعد الإصابة، ووجهه ممزق، يظن أن قنبلة ألغام انفجرت به. وصل لمستشفى "السلمانية" بعد أن أوصله صديقه لأحد البيوت. فور وصوله للمستشفى كتب للأطباء "خدروني، الألام لا تحتمل" وكان له ذلك.

في الأسبوع الماضي، وضع "عقيل" تحت مراقبة أمنية مشددة، رغم أن حالته لم تجتز مرحلة الخطر بعد. عين مغلقة، وأخرى لا يكاد يستطيع أن يفتحها، ووجه بدون معالم، ورصاصات متفرقة في أنحاء جسمه، تنتظر من يستخرجها.

ولكسر هذا الحصار الأمني الذي فرضه النظام على أحد ضحاياه، قامت الناشطة الحقوقية "زينب الخواجة" بالتسلل إلى غرفة عقيل للاطمئنان عليه ونقل حالته للناس، ورغم أنها كانت متأكدة بأنها ستعتقل، إلا أنها أصرت على الذهاب.

التقت الخواجة بعقيل، وخرجت متأثرة جدا، ليس فقط من وضعه الصحي، بل لأنه لم يعد أحد يتحدث عن قضية "عقيل" وعن حالته، رغم أنه ينتظر مصيرا مجهولا، علاوة على منع أهله عنه، وعلاوة على الرعاية الطبية السيئة التي تقدم إليه في هذا المستشفى المحتل من القوات منذ أكثر من 20 شهرا، خرجت زينب وعن طريق زوجها أرسلت رسالة للجميع "عقيل أمانة في رقابكم". بعد اعتقال زينب سمح لأهل عقيل بزيارته وهو لا يزال في العناية المركزة منذ إدخاله المستشفى.

أجريت لعقيل عمليه في اليد لمعالجة كسر أصيب به أثناء الهجوم المسلح عليه، وكذلك عملية أخرى في الفك لتغطية الفجوة التي أحدثتها رصاصات الشوزن بقطعة صناعية، وقد يلجأ الأطباء، بحسب مصادر، إلى أخد جزء من عظمة الفخذ لترقيع الفك، ويعتقد أن النتيجه النهائية ربما لن تكون مرضية، وأنه على الأرجح يحتاج لمتابعة من أخصائيين خارج البلاد.

عقيل، بعد إصابته مواقف تنحني لها الرؤوس، فقد التقطت له صورة وهو يرفع شارة "النصر" بعد إصابته مباشرة وهو في السيارة. وبعد إجراء عدة عمليات له، التقطت له صورة أخرى وهو على السرير الأبيض، في مستشفى السلمانية، مغمض العينين وتبدو علامات الألم على وجهه، لكنه يرفع شارة "النصر" أيضا، "صمود يهزم الألم، ويشعل الأمل" كما قال ائتلاف 14 فبراير.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus