البحرين في ديسمبر: بين احتفالات وثورة

2012-12-16 - 5:40 م


مرآة البحرين (خاص): 17 ديسمبر/كانون الأول 1994، الرصاص الحي كان رد مرتزقة النظام على تظاهرات سلمية خرجت مطالبة بإعادة الحياة البرلمانية والمشاركة في إدارة شئون الوطن، على بعد أقل من 1 كم من مكان اجتماع حكام الخليج في فندق (الميريديان) آنذاك.
 
في ذلك التاريخ، سقط الشهيدان هاني الوسطي وهاني خميس ليكونا أيقونة انتفاضة التسعينات.
 
من يزور البحرين هذه الأيام يجد الشوارع العامة مزدانة بالأعلام والأضواء الاحتفالية بدعوى الاحتفال بعيد الاستقلال عن بريطانيا الذي كان إعلانه في 14 أغسطس/آب 1971،ولم يسلم هو الآخر من تزوير السلطة، ليستبدلوه بيوم تسلطهم على كرسي الحكم.
 
 
خلف هذه الزينة والأجواء الاحتفالية، هناك داخل المناطق المأهولة بالسكان المحليين أجواء مختلفه جدًا. فمرتزقة النظام تحيط بمداخل جميع القرى على أهبة الاستعداد لاقتحامها، كما تتواجد الدوريات المسلحة في كل كيلومتر من الشوارع العامة، وتنصب نقاط التفتيش في أي مكان وأي لحظة، والناس لا تأمن الترويع وانتهاك الحرمات حتى وهم في منازلهم. 
 
رغم برودة الطقس، إلا أنك تشعر ببركان يشتعل في صدور شبان هذه المناطق، وهم يعلنون إصرارهم على الوصول للمنامة، في ذكرى "عيد الشهداء" الذي يصادف يوم غد. أسبوع حافل مر على هذه القرى، كان عنوانه "محورنا المنامة"، فحتى تحت سقوط المطراليوم، كانت هناك مسيرات تجوب أرجاءها. 
 
المسيرات العارمة والمنظمة جابت معظم مناطق البحرين يومي السبت والأحد، من "دار كليب" والقرى الغربية، إلى "بني جمرة" وكل قرى شارع البديع، فـ"السنابس"، "توبلي"، وضواحيها القريبة، وصولا إلى "سماهيج" و"الدير".
 
أما سترة  فهي لا تهدأ لا ليلاً ولا نهارا، والمثير أنه حتى في العاصمة نفسها خرجت مظاهرات مفاجئة من داخل السوق حتى بلدية المنامة، وحوصرت "عراد" يوم أمس وفرض فيها حظر تجول وتمشيط لم تعرف أسبابه.
 
وضمن هذه الفعاليات التعبوية التي تأتي تمهيدا للفعالية الكبرى يوم غد، ويشرف على تنظيمها ائتلاف شباب 14 فبراير، مع دعم من القوى السياسية، نظمت قرى البحرين 
 
يوم أمس مسيرات بالدراجات الهوائية جابت القرى رافعة أعلام البحرين وشعارات الثورة.
 
وظلت هذه الفعاليت تتسم كعادتها بعنصر المفاجأة والدقة في التوقيت في التنفيذ، وهو ما يضمن نجاحها رغم التشديدات الأمنية، لتبعث رسالة مفادها دوما أن "لا شيء يوقفنا".
 
جميع التظاهرات جوبهت بالقمع الشديد وسقط فيها عديدون بين مختنق أو مصاب برصاص الشوزن الانشطاري الذي توجهه عناصر الأمن من المرتزقة لأجسام المتظاهرين مباشرة قاصدين إصابتهم بشتى الطرق.
 
يحدث ذلك، رغم الاحتياطات التي يتخذها الشباب بإغلاق الطرق كي لا يدهسهم مرتزقة النظام أو يتمكنوا من الوصول إليهم، إصابتهم أواعتقالهم. في هذه الأثناء، تواصلت أيضا عمليات إغلاق الطرق بالإطارات المحترقة، كان أبرزها في الشارع السريع الذي يصل بجسر السعودية، وفي الشارع المؤدي إلى "الديوان الملكي"، رغم التواجد الأمني الشديد والمحكم، وأمام ناظري مرتزقة النظام.
 
وقد شارك في مختلف هذه التظاهرات التحشيدية خليط من مختلف الأعمار بين نساء ورجال، وتوجت الاحتجاجات بكلمات لأهالي الشهداء، من شهداء حقبة التسعينات حتى شهداء ثورة 14 فبراير.
 
هتافات تطالب بحق تقرير المصير ومحاكمة الجلادين وكل من شارك في القمع والتنكيل بشعب البحرين، وتظاهرات لا تزال مستمرة حتى الساعة في كل المناطق استعدادا لليوم المشهود.
 
ومجددا، ضجيج الثورة باق ومستمر، حتى النصر.
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus