يوم يأبى أن يموت: عيد الشهداء في عاصمتهم المثقلة... المنامة!

2012-12-17 - 4:16 م


مرآة البحرين (خاص): عاد اسم العاصمة المنامة يتصدر واجهة الأحداث اليوم، بعد أن تمكن المتظاهرون من جعله محوراً لاحتجاجاتهم في ذكرى عيد الشهداء، 17 ديسمبر/ كانون الأول، الذي شهد سقوط أول شهداء انتفاضة التسعينات، وهما الشهيدان هاني الوسطي وهاني خميس. 

ومنذ التسعينات، تمكن المعارضون البحرينيون، من جعل هذا اليوم، الذي يصادف مناسبة أخرى أيضاً، وهو يوم جلوس الأمير السابق عيسى بن سلمان آل خليفة على العرش، الذي تحتفل به السلطات كيوم للاستقلال على خلاف تاريخ الاستقلال الحقيقي، يوماً للمعارضة، وتكثيف الاحتجاجات. 

وسمحت السلطات بعد الانفراج الأمني في 2002، للمعارضين إحياء هذا اليوم في شوارع العاصمة، ليشكل بذلك مزاحمة حقيقية لليوم الوطني، قبل أن تعود، بدءاً من العام 2005، وتمنعه، حيث ووجهت جميع المسيرات اللاحقة بالقمع. 

وعلى الرغم من نأي الجمعيات المعارضة المرخصة بنفسها عن إحياء هذا اليوم، وظهور أصوات مختلفة باختيار توقيت بديل لإحياء ذكرى الشهداء، إلا أن معارضين آخرين على خلاف معهم، يصرّون على إحيائه في موعده. 

ويأتي إحياء «عيد الشهداء» هذا العام 2012، بعد نحو 18 شهراً من انطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط، ليحمل مذاقاً آخر. فهو يجيء ضمن حالة من الإصرار، استطاع تثبيتها معارضون أمثال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب، من أجل جعل المنامة محوراً دائماً للاحتجاجات، كونها تمثل العاصمة السياسية والاقتصادية على السواء، ومقرّاً للمئات من الشركات وبنوك الأوفشور الأجنبية. 

ويظهر من اختيار اسم «المنامة محورنا» شعاراً لإحياء ذكرى الشهداء هذا العام، دلالة واضحة على المغزى الذي يتغيّا المحتجون إيصاله لمن يهمه الأمر. 

 
وقد استطاعوا وضع بصمتهم على هذا اليوم، فبدلاً من أجواء الاحتفالات المزمعة بعيد الجلوس، التي حاولت السلطة تسويقها هذا العام، كدلالة على عودة الاستقرار، حلت مكان ذلك أجواء الاحتقان الأمني. 

وقد حاصرت قوات الأمن بشكل مبكر، جميع المنافذ المؤدية إلى المنامة، وفرضت نقاط تفتيش، بواسطة آليات عسكرية، على الداخلين والخارجين. كما سيرت وحدات راجلة، مصحوبة بشرطة مدنيين وشرطة نسائية، إضافة إلى تحليق مروحي في جميع أحياء العاصمة.

ورغم ذلك، فقد تمكن المحتجون من النفاذ إلى أحياء العاصمة، واعتماد أساليب الكرّ والفرّ مع قوات الأمن. وهو التكتيك المتبع من قبل المتظاهرين، في ظل تكثيف الحصار الأمني: التظاهر، والهرب، ثم التظاهر في مكان آخر، وهكذا. 

وقد تمكن المعارضون من تنفيذ جولتين، كما سبق وأن خطط لذلك ائتلاف 14 فبراير/ شباط. الجولة الأولى، كانت بدءاً من الساعة الثالثة ظهراً لغاية أذان المغرب.

والجولة الأخرى، انطلقت بعد صلاة المغرب، واستمرّت لوقت متقدم من هذه الليلة. فيما استمرت، من جراء ذلك، المظاهر الأمنية على مجمل أحياء العاصمة المنامة وضواحيها. 

وقد امتدت الاحتجاجات إلى ضواحي، بعيدة عن المركز نسبياً، وهي مناطق النعيم ورأس الرمان والحورة، كما عكست ذلك الصور والفيديوهات التي التقطها نشطاء. 

وبرز دور وكالات الأخبار العالمية التي تواجدت بكثافة منذ وقت مبكر في العاصمة، وقد استطاع مراسلوها من بث صور كثيرة للمظاهرات، والملاحقات داخل أزقة المنامة. كما بثت صوراً بالغة الدقة لاعتقال نساء وأطفال، حيث جرى تكبيلهم من قبل قوات الأمن. 

الحصيلة الأولية، حتى الآن، ناهزت 20 اعتقالاً، بينهم نساء ومدونون وأطفال، على رأسهم مسئول قسم الرصد بمركز البحرين لحقوق الإنسان يوسف المحافظة. 

كما أصيب عدد كبير من المتظاهرين، بينها إصابات برصاص الشوزن، فيما سجلت إصابة واحدة خطيرة لمتظاهر قال نشطاء إن قوات الأمن ألقت به، أثناء مطاردته، من على سطح أحد المباني. 

الجمعيات السياسية المرخصة لم تعلن دعمها الواضح لفعالية هذا اليوم، لكن رغم ذلك، فقد بدا واضحاً اهتمامها به، وقد تمثل في قيام الحسابات الخاصة بها ببث وقائع الأحداث الدائرة في المنامة. 

 
بجميع المعطيات، يبدو المعارضون منتشين، لتمكنهم من وضع هذا اليوم، على أجندة الاحتجاجات، وبؤرة لتركيز وكالات الأنباء العالمية. وهي أكيد نشوة، لاتقابلها نشوة أخرى لدى السلطات، التي تطمح إلى إشاعة نوع من «الهدوء» وهمي لخداع المجتمع الدولي، لكن عبثاً، هي لاتستطيع. كل عام والشهداء بخير!

فيما يلي قائمة بأسماء المعتقلين لهذا اليوم:

السيد يوسف المحافظة (المنامة)
منى النچاس (السنابس)
حسين الخور (المنامة)
رياض (المنامة)
حجي مجيد (رأس رمان) 
حسن جابر
الياس حسين (المنامة)
علي عبد الامام فخر (الديه) 
حسن علي الاثني عشر (الدراز)
محمد جواد عبد الكريم (الدراز)
السيد حيدر السيد علي كمال الدين (النعيم)
فياض محمد جعفر الشويخ (باربار)
عبدالزهرا محمد حسن (عالي)
محمد رضي جمعه (مهزة - سترة)
علي رضي جمعه (مهزة - سترة) 
حسين عباس (المصلى) 
أحمد العمران (الحورة) 
ياسر الحداد (الحورة) 
عادل سالم (الحورة) 
جابر الحداد (الحورة)


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus