التعليق السياسي.. ساحات 17 ديسمبر: ماذا لو كان (كريستوف) قادماً لتهنئة الملك؟!

2012-12-21 - 10:06 ص


مرآة البحرين (خاص): في قراءة حدث يومي 16 و17 ديسمبر عيد الشهداء، يمكن قراءة ما قبل هذين اليومين حيث حاولت السلطة وكثير من أبواقها ترويج مقولة أن ثمة ضعفا ما يعتري الميدان، لكن فلنر ما حدث   لنحكم بناد على معطيات ما وقع في عيد الشهداء.

تعالت الإرادة الشعبية على آلة القمع، وتمكّن المتظاهرون  إرسال ما يريدونه من رسائل للنظام وحلفائه: لا تختبروا إرادتنا.

الإرادة التي ظهرت في كامل استعدادها وجاهزيتها لدفع كلفة من الدم والألم، لا يمكن لها أن تتراجع عن الحرية، فكان التصميم على تحدي السلطة أحد أبرز عناوين الأخبار العالمية. فقد شهدت 31 بلدة تظاهرات واسعة تحت عنوان محورنا المنامة، تحشيدا للتظاهر في العاصمة المنامة احتفالا بعيد الشهداء17 ديسمبر.

عاد زخم التظاهر بقوة، وخرج الآلاف في مسيرات سلمية في 31 بلدة بمختلف المناطق. وكعادتها، استخدمت قوات المرتزقة القوة المفرطة تجاه المتظاهرين السلميين. استخدمت المرتزقة رصاص الشوزن وقنابل الغاز السام بالإضافة إلى القنابل الصوتية، فيما فرضت عقابا جماعيا على المناطق.

لم تتراجع المجاميع الثورية أمام العنف، واستمرت في تظاهراتها استعدادا للعودة إلى العاصمة التي كانت محور ثورة 14 فبراير، ولا زالت قبلة الثائرين الطامحين لتحطيم صنم الاستبداد والديكتاتورية.

ورغم محاصرة المرتزقة لمداخل المنامة منذ ساعات الفجر في ذكرى عيد الشهداء17 ديسمبر، والانتشار الواسع لها في جميع أنحاء المنامة، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من الخروج في مسيرات حاشدة داخل العاصمة، واستمرت التظاهرات حتى الليل.

اتبعت الداخلية أسلوب أمني جديد من خلال زرع عناصر مدنية بين المتظاهرين حتى يتمكنوا من اعتقالهم، وتم اعتقال نحو 21 متظاهرا من رجال ونساء وأطفال، بينهم رئيس الرصد في مركز البحرين لحقوق الإنسان السيد يوسف المحافظة إلا أن ذلك لم ينجح أيضا في كسر إرادة المتظاهرين وقد خرجوا في تظاهرات أوسع ليلا.

واستخدمت المرتزقة قنابل الغاز السام والقنابل الصوتية لمواجهة إصرار المتظاهرين، إلا أنها لم تتمكن أيضا من السيطرة على الأوضاع، مما دفعها لاستخدام رصاص الشوزن لأول مرة في المنامة.

تم تسجيل إصابة واحدة بالشوزن في المنامة لشاب في ساقه، إلا أن 4 إصابات أخرى تم تسجيلها في توبلي والمحرق والسنابس معظمها في منطقة الوجه والصدر.

كان النظام مرتبكا أمام عزيمة المتظاهرين، استنفر الحرس الوطني في ميدان الشهداء فيما عزز انتشاره في المناطق المساندة لتظاهرة المنامة، في الحورة والنعيم ورأس الرمان. داهمت القوات النعيم وأغرقت المنطقة بالغازات إلا أن المتظاهرين تصدوا للمرتزقة، والحال كذلك بالسنابس التي أصيب فيها أحد المتظاهرين بقنبلة غازية من مسافة قريبة.

لم يقتصر التظاهر على المنامة وضواحيها في الذكرى التي تأبى إلا أن تجدد الروح الثورية، بل خرجت تظاهرات واسعة في مناطق سترة وبوري وسلماباد والمناطق الغربية.

فيما كانت الساحات تضج بالمتظاهرين، كان الصحافي الأمريكي (نيك كريستوف) عالقاً في مطار البحرين، كان يريد أن يحتفي على طريقته باحتفالات الشهداء. لكن هل كان (كريستوف) سيقضي ليلته في مطار البحرين لو كان قادماً لتهنئة الملك بعيد عرشه المهزوز؟!

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus