التعليق السياسي.. حكومة انتقالية وملك لا يسمع

2012-12-23 - 9:45 ص


مرآة البحرين (خاص): طالبت قوى المعارضة الوطنية في البحرين في بيانها الصادر عن مسيرتها الجماهيرية أمس(22 ديسمبر 2012) بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية تتكفل بمسئولية المرحلة الانتقالية التي تشمل تطبيق توصيات تقرير بسيوني والعمل على كتابة دستور يؤسس لدولة ديمقراطية تقوم على أسس الدولة الحديثة القائمة على قاعدة "الشعب مصدر السلطات".

الملك لا يسمع منذ 14 فبراير، وقبل 14 فبراير، والملكية الدستورية تتأسس على سماع صوت الشعب. القوى السياسية بمطالبتها بتشكيل حكومة انتقالية انتقلت لمرحلة جديدة في التعاطي مع الأزمة السياسية التي مازالت بين أغلبية سياسية تريد التغيير وسلطة سياسية تريد توريث كل شيء والثبات في كل شيء.

في المرحلة الجديدة لن تخاطب القوى السياسية الملك الذي لا يسمع. لقد خاطبت بمطلب الحكومة الانتقالية المجتمع الدولي مباشرة، وليس سراً أن نقول إنها أجرت مشاورات سياسية مع مجموعة من الدول الصديقة ذات التأثير الدولي، وأنها وجدت ما يشجعها في الذهاب نحو هذا المطلب.ستكون هذه الحكومة الانتقالية بمثابة المجلس التأسيسي الذي طالبت به المعارضة في 13 مارس 2012.

الحوار طريق للحل لكن المطالبة بالحوار لم تعد حلاً، هذا ما أدركته القوى السياسي بعد أن تضاءلت فرص الحل السياسي بسبب ارتهان مفاصل الدولة لقوى التأزيم من وزير الديوان الملكي ووزير المتابعة في الديوان الملكي أحمد عطية الله، ورئيس الوزراء ووزير العدل...إلخ.وظيفة هذه القوى إفراغ مبادرات الحوار من معناها الجدي وتحويلها للعبة مماحكات استهلاكية. 

المطالبة بحكومة انتقالية، تعني الانتقال من وهم الانجرار وراء الدعوات غير الجادة وغير الصادقة للحوار إلى تدشين مرحلة سياسية جديدة في إدراة الأزمة، وهي مرحلة لا تهدف إلى التطرف في طرح المطالب، بل تهدف إلى طرح بدائل معالجة جديدة لحلحلة الانسداد السياسي، وما زالت قوى المعارضة في حدود المطالب التي تكفلها الشرائع الدولية التي تقرّ لكل دولة حديثة بحكومة منتخبة ودستور عقدي.

حكومة انتقالية لديها برنامج سياسي واضح هو تطبيق توصيات بسيوني للخروج من أزمة 14 فبراير 2011وكتابة دستور جديد للخروج من أزمة 14 فبراير2002.سيكون 14 فبراير 2013 صعباً على حكومة 43 عاماً وسيكون كل 14 فبراير لعنة على السلطة، إذا لم تنجز حلاً سياسيا عبر حكومة انتقالية ودستور جديد، وسيكون صعباً على الملك الذي لا يسمع، وربما تطورت الأمور إلى المطالبة بحكومة انتقالية ودستور جديد وملك جديد يسمع.

لقد عوّلت قوى المعارضة على المجتمع الدولي في إنجاز حوار بينها وبين السلطة السياسية ولم تحقق ما أرادته، وهي تعول عليه اليوم في مطالبتها بتشكيل حكومة انتقالية، فهل تنجح في ذلك؟


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus