الصحف العربية: «قمة المنامة» تنعقد على وقع التظاهرات ... وحقوق المواطن الخليجي خارج اهتماماتها

2012-12-25 - 6:43 م


مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية على التظاهرات التي شهدتها المنامة بالتزامن مع انعقاد القمة الثالثة والثلاثين للمجلس الاعلى لدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك على مواقف وزير الخارجية خالد بن حمد آل خليفة حول ايران ومواضيع مختلفة،كما اشارت بعض الصحف إلى مواقف للمعارضة من القمة والمواضيع المطروحة للنقاش فيها.

وقد تحدثت "السفير" و"الاخبار" اللبنانيتين و"الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية عن تظاهرات تزامنت مع انعقاد القمة الخليجية في المنامة وقالت "الاخبار" أن  آلاف البحرينيين تظاهروا أول من أمس، قرب المنامة للمطالبة بحكومة انتقالية ورحيل رئيس الوزراء الشيخ خليفة بل سلمان آل خليفة الذي يتولى هذا المنصب منذ 1974، عشية قمة لمجلس الأعلى التعاون الخليجي في المنامة".

وسار المتظاهرون في بلدة الدية رافعين هتافات تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة ورافعين أعلام البحرين. وطالبت قوى المعارضة الوطنية في البحرين، "الوفاق" و"وعد" و"التجمع الوطني" و"التجمع القومي" و"الإخاء"، في بيان مشترك صادر عقب المسيرة التي خرجت تحت عنوان «مسيرتنا لن تتوقف حتى تتحقق المطالب» بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية تتكفل بمسؤولية المرحلة الانتقالية التي تشمل تطبيق توصيات تقرير بسيوني والعمل على كتابة دستور يؤسس لدولة ديموقراطية تقوم على أسس الدولة الحديثة القائمة على قاعدة «الشعب مصدر السلطات».

ولفتت قوى المعارضة البحرينية إلى أن الواقع الديكتاتوري القائم في البحرين عصيّ على الاستمرار، ونهايته حتمية وسط الرفض الشعبي العارم للسياسة القائمة، وأن ما حملته وثيقة المنامة يمثّل أدنى ما يمكن الأخذ به للخروج من الأزمة السياسية. وأكدت أن «هذه الحكومة المعينة لم تقدم للبحرين سوى 43 عاماً من الفقر والتهميش، واقتصاد يعتمد اعتماداً شبه كلي على النفط دون تطوير في الموارد، وفوق كل ذلك تستخدم موارد الشعب لقمعه ولمحاصرة مطالبه طوال الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي خرج فيها منذ الاستقلال حتى الآن».

وزير الخارجية: دول "التعاون" كيان لا يتجزأ

كما نقلت كل من "القبس" الكويتية و"الرياض" و"الشرق الاوسط" السعوديتين و"اليوم السابع" المصرية و"السفير" تصريحات وزير الخارجية خالد بن حمد آل خليفة خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون أكد فيها أن الملفين العسكري والوحدة الاقتصادية على رأس الأولويات، مشيراً إلى ان دول مجلس كيان واحد لا يتجزأ، وان ما يمس أمن أي دولة ويهدد استقرارها هو مساس بكل دول المجلس.

وشدد آل خليفة في تصريحات صحفية «على أن استكمال الإجراءات الدفاعية والوقائية لردع أي تهديدات على رأس الأولويات».

وأشار الى ان القمة الخليجية تأتي في مرحلة حساسة ودقيقة، وسوف يرفع وزراء الخارجية لقادة دول التعاون توصيات مهمة أبرزها تفعيل الاتفاقيات العسكرية والإسراع بالوحدة الاقتصادية، لافتاً الى ان التحولات في المنطقة العربية تحسبت لها دول التعاون باهتمامها بمواطنيها وتكريس الديموقراطية.

وأشارت "الرياض" في خبر لها إلى  "أن البحرين رحبت بمقترح سعودي سيسهم إلى حد كبير في التعجيل بعملية إقرار مشروع الاتحاد المتوقع أن تتم مراجعة الدراسات التي تناولته ومناقشة آخر ما تم التوصل إليه بشأنه في قمة".

وأضافت "الرياض" أن فحوى المقترح "يتضمن أن يكون النظام المؤسس لمجلس التعاون نظاما أساسيا لمشروع الاتحاد المنتظر، وذلك بناءً على قرار المجلس الوزاري الخليجي ال 123 الذي طالب باستكمال دراسة المقترح وما ورد في تقرير الهيئة المتخصصة فضلا عن مرئيات الدول الأعضاء بشأن التعديلات المقترحة على هذا النظام الجديد".

من ناحيتها قالت "الشرق الاوسط" أن وزير الخارجية البحريني مازح مراسلها بالقول  إن «ما يقال في (تويتر) يبقى في (تويتر)»، في إشارة منه إلى تغريدته الشهيرة على موقع التواصل الاجتماعي «أما آن الأوان لعقد اجتماع لأصدقاء الشعب الإيراني».

كما أكد لـ«الشرق الأوسط» أن حديث البحرين عن مؤتمر لأصدقاء الشعب الإيراني لم يكن رد فعل غاضب وقال: «من يغلط علينا سنغلط عليه»، وزاد: «نحن تحملنا وتعاملنا مع جيراننا بكل أخوة وبكل حسن جوار، لكن لن نتحمل أن يصفنا أحد بأننا نستخدم أسلحة كيماوية ويطبق علينا المثل، رمتني بدائها وانسلت».

وفي رد على أحد أسئلة «الشرق الأوسط» كشف وزير الخارجية البحريني أن ملفات الاتحاد الخليجي ضخمة وقال: «يجب أن يتم استكمال الملفات التي تم الاتفاق عليها»، وبين أن أحد ملفات الوحدة الخليجية وهو الاتحاد الجمركي سيبدأ العمل به في عام 2015.

المعارضة: القمم الخليجية لم تناقش حقوق المواطن الخليجي

وقد لقيت مواقف وزير الخارجية تعليقات من المعارضة وقال القيادي في «جمعية الوفاق الإسلامية»  خليل المرزوق لصحيفة "السفير" اللبنانية ان «كل القمم الخليجية منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي لم تناقش قضايا حقيقية لحقوق المواطن الخليجي، من حقوق سياسية وحريات ومشاركة في الشأن العام»، مضيفاً «لذلك لا نتوقع كثيراً من قمة المنامة».

وبحسب المرزوق «لا تزال القيادات متقوقعة حول النظام السياسي، وكيفية الحفاظ على هذه الأنظمة السياسية عبر احتكار العائلات الحاكمة إدارة الأوطان وثرواتها من دون شراكة الشعوب الخليجية»، لافتاً أيضاً إلى «غياب طرح مشاريع تنموية وإرساء نظام العدالة الاجتماعية والمشاركة»، فهذه جميعها «قضايا غائبة عن قمم مجلس التعاون الخليجي».

وفي ما يتعلق بأولوية اليمن وسوريا في قمة اليوم، ذكّر المرزوق بالمثل الشعبي البحريني القائل «عين عذاري تسقي البعيد وتنسى القريب». ويشرح «عليهم أن يناقشوا قضايا مشاركة شعوبهم في النظام السياسي قبل أن يتحدثوا عن الشعوب الأخرى»، مضيفاً ان سياسات الدول الخليجية بدعم المعارضة السورية أو اليمنية «لا تتطابق مع ما يجري في المحيط عبر صد الأبواب والنوافذ حتى لا تتسرب الديموقراطية إلى دول مجلس التعاون الخليجي وهي سياسة كارثية».

ورداً على سؤال حول تواجد المعارضة في الشارع في وقت تُعقد القمة الخليجية على بعد عدة كيلومترات، قال مسؤول لجنة الرصد في «الوفاق» هادي الموسوي لـ«السفير»، «قدرُنا أن نعيش مع سلطة ترفض أن تتعاطى مع المعارضة السلمية المتحضرة التي تريد تغيير وجه البلاد بطريقة حضارية، وأن تؤسس لديموقراطية حقيقية وأن تنهي الديكتاتورية المغلّفة التي تريد أن تقرر كل شيء في البلاد من خلال القصر». وتابع «نعم نحن في الساحات ولن نتوقف، وإرادة شعبية لن تتوقف أبداً، بينما الوفود من دول الخليج تتقاطر إلى البحرين لحضور قمة المنامة، والبلد يعيش على كف عفريت».

الشيخ سلمان: الكذب الرسمي ينهار

إلى ذلك قالت صحيفة "الوفاق" الايرانية أن الأمين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان أكد  ان الكذب الرسمي ينهار، وشدد على ان المشكلة تمكن في الحكومة التي تعتقد ان الشعب البحريني لا يستحق العيش بكرامة. وافاد موقع صوت المنامة ان سلمان اوضح ان ورقة الترويج بأن الثوار يعتدون على العمال الأجانب مكذوبة وسقطت كما سقطت ورقة التدخل الخارجي وورقة العنف، وتوضح للجميع الهدف من استخدام هذه الأوراق هو تشويه صورة الثورة ومنع التعاطف معها.

واشار الى ان الأجانب قبل الثورة في البحرين وبعدها يعيشون في القرى والمدن مع البحرينيين، ولم يعتد عليهم أحد ولا يوجد من يعتدي عليهم الآن، فالحراك الثوري والثوار لا يوجد لديهم أي عداء تجاه الأجانب. وقال: نحن ندرك أين المشكلة والخلل، فالمشكلة ليست في الأجانب وإنما في الحكومة، وقناعة الناس بأن المشكلة ليست في وجود أجانب في البحرين وإنما وجودهم ضرورة، والمشكلة متمثلة في الحكومة القائمة والتي لا تعدنا شعب يستحق العيش بكرامة.

«تشاتهام هاوس» الحكومة لم تنفذ توصيات بسيوني

وفي خبر لها قالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية أن «تشاتهام هاوس»، المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الخارجية، اصدر  تقريراً أوضح فيه أنه «رغم مرور عام على صدور تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، لا تزال هناك قضايا سياسية مهمة لم تقم الحكومة البحرينية بمعالجتها، في ظل غياب أي عملية جادة للحوار السياسي». وأكد أن «السكان في البحرين منقسمون، في ظل تزايد العنف»، وأن «بعض القرى في البحرين أصبحت تشهد الاحتجاجات، حيث أصبح ذلك واقعاً يومياً».


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus