العناد المصحوب بالمرح: فتح اللآلىء، هدية الثورة 2013

2013-01-02 - 12:31 م


مرآة البحرين (خاص): الاحتفال بدخول العام الميلادي الجديد 2013، جاء هذا العام بنكهة خاصة، نكهة تجمع بين الثورة والسلمية والمرح أيضاً. ميدان اللؤلؤ المحاصر منذ عامين والممنوع بأي شكل من الأشكال الاقتراب من محيطه، تكاثر ليصير "ميادين لؤلؤ". تدحرجت اللآلئ إلى معظم مناطق البحرين ونفذت اعتصامات لقرابة 5 ساعات في الفضاء الحر رأى فيها البعض أنها أعادتهم لأجواء (الدوار).

فرشات وبسطات غطت أرصفة البيوت والشوارع في معظم مناطق البحرين ومضائف (وجبات طعام ومشروبات وشاي) أعدت لجعل الجلوس أكثر مرحاً وإمتاعاً. ربما لأن هذا هو الأكثر توافقاً مع طبيعة البحرينيين: العناد المصحوب بالمرح. العناد المصرّ على تحقيق المطالب العادلة، والمرح في التعاطي معها، هذا المرح يمد الثورة بالمزيد من القدرة على الاستمرار في ظل القمع المتزايد، وهو ما يثير استنفار السلطة بذات القدر كذلك.

منذ أسبوع كامل، والتحشيد متواصل لفعالية "ميادين اللؤلؤ" التي دعا إليها ائتلاف شباب 14 فبراير. لا يزال الائتلاف يُربك السلطة العاجزة عن الوصول إلى محركيه الرئيسيين حتى الآن، رغم الاستهداف المستمر والمتواصل للشباب في جميع المناطق عبر المداهمات الليلة ومحاصرة العديد من المناطق "ما دمتم أزلتم عنا ميدان لؤلؤتنا وحريتنا، ما دمتم حرمتمونا من الاعتصام في المكان الواحد لإعلان مطالبنا المشروعة، فاستعدوا لهذا، سنجعل كل مناطقنا ميادين لؤلؤ. هل ستزيلون مناطقنا وشوارعنا أيضاً؟" هذا ما قالته إحدى الناشطات من الشباب وهي تحشّد للفعالية بين مجموعة من الصديقات. 

ليلة رأس السنة، عند الساعة 12 تماماً، وفي الوقت الذي كانت بعض دول العالم الديمقراطي، تفتتح عامها بفرقعات الألعاب النارية، اختار المحتجون في البحرين افتتاح عامهم الجديد بفرقعة من نوع آخر، أرادوها فرقعة احتجاجية ضد الاستبداد، لكنها فرقعة سلمية أيضاً. عند ذلك التوقيت من منتصف الليل تماماً، سمعت بعض المناطق تفجيراً لأسطوانات الغاز (توضع في فضاء واسع ممتد بعيداً عن الناس)، كان الصوت المدّوي كافياً ليوصل رسالته: لا تراجع أيها النظام، سننهي عامنا 2012 بالثورة وسنفتح عامنا 2013 بالثورة.

مجسمات لدوار اللؤلؤة، أعدت بأشكال مختلفة في عدد كبير من المناطق. هذه المرة أُعدّت وإلى جانبها لآلئ صغيرة، تعبيراً عن اسم الفعالية "ميادين اللؤلؤ". الفعالية تضمنت جولتين، الأولى تبدأ الثالثة والنصف مساء الثلاثاء 1 يناير 2013، وهي اعتصام مفتوح للأهالي عند البيوت وعلى أرصفة الشوارع الداخلية، والثانية بعد صلاة المغرب والعشاء وهي مسيرة سلمية تنتهي بإلقاء بيان ائتلاف 14 فبراير. 

أكثر من 30 منطقة شهدت الفعالية، بينها المنامة والبلاد القديم والسنابس وجدحفص والديه وسماهيج والدير والدراز وتوبلي وجرداب وجدعلي وعالي (6) وبوري(7) والكورة وسترة ومهزة والمعامير والنويدرات وبني جمرة وجرداب وسار والقدم وسند وغيرها، بعض المناطق مثل البلاد القديم والدراز آثرتا أن تجعل اعتصامها العام في الحديقة العامة الموجودة في المنطقة، بدا التجمهر احتفائياً واحتفالياً، وكانت الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف عن بهجة مصحوبة باستنشاق أنفاس حرية تلف الناس.

المناطق سرعان ما تم تطويقها بأعداد كبيرة من أجياب المرتزقة والكوسترات والمدرعات، فيما تم تطويق جميع مداخل المنامة منذ الصباح لمنع أي تجمهر متوقع فيها، وكذلك منطقة الدراز التي تم تطويقها لمنع أي حراك ممكن. طائرات الهوليكبتر بقت تحلّق على ارتفاع منخفض كعادتها قبل أن يبدأ   مسلسل قمع جميع المناطق دون استثناء، كان ذلك قبل حلول وقت المغرب الذي شهد هدوءاً نسبياً في وقت الصلاة، وقبل أن يعاود المحتجون الخروج في مسيرات حاشدة في المناطق ذاتها ضمن الجولة الثانية، لتنتهي الفعالية بإلقاء الكلمة الختامية للائتلاف في جميع المسيرات.


 
 
 
 
 
 
 




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus