عام ثقافي مشبّع برائحة الدم: كريم رضي يفتح النار على مثقفي «الستالينية الجديدة».. ومقاطعة «عاصمة الثقافة» بنداً على أجندة مثقفين عرب وبحرينيين

2013-01-06 - 11:47 ص


مرآة البحرين (خاص): لم تكن عاصمة للثقافة، بل... المكارثية. حتى الأيام الأولى من شهر يناير/ كانون الثاني 2012، كانت «المنامة عاصمة الثقافة العربية» في حيص بيص. طغى الموقف الأمني على ما عداه، ورُدّت بضاعة وزيرة العائلة الحاكمة مي آل خليفة التي جهدت في الجولات التي قامت بها على مدن الشرق والغرب، بمعية رهط من مثقفي «الستالينية الجديدة»، على تسويق وهم أنّ كل شيء بخير، رُدّت لها أشكالاً من التجاهل والمقاطعات. فيما فاحت رائحة القتل والدم، وغطت على برنامجها المؤلف من 12 ثيماً، لكن... بلا جمهور!

ولغاية اليومين الأوّلين، لم تكن حتى وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا»، قد باشرت إلقاء الضوء على «عاصمة الثقافة» بعد، ولا خبر! لتتدارك الوزيرة ذلك، في الأيام التالية، حيث التقت بمحررّي الصحف، ورؤساء التحرير، مستجدية منح «العاصمة» التي تأجل إعلانها إلى منتصف يناير/ كانون الثاني، حيّزاً في التغطيات. 

وقد حاول تلفزيون البحرين الرسمي تدارك الوضع  بعد رواج أنباء عن مقاطعة عدد من المثقفين العرب، فبث برنامجاً ترويجياً عن عاصمة الثقافة، غير أن الحال الأمنية المضطربة ظلت سيدة التغطيات الإعلامية.

غضون ذلك، كان خبر مقاطعة بعض المثقفين لها، يصفُقُ في الأجواء. فقد رفضت الشاعرة فوزية السندي، ترؤس لجنة للشعر في «العاصمة». وقد كان لديها موقف. ليتلقفها زميلها الشاعر قاسم حدّاد، فلتة. 

واعتذرت المخرجة اللبنانية نضال الأشقر عن المشاركة. أما مواطنها الفنان مارسيل خليفة، فقد أطلّ من جنيف بسويسرا (سبتمبر/ أيلول 2012)، ليصف الوزيرة التي نفّذ لها عدة عروض فنية سابقة بـ«المجنونة». 

وفي الموازاة، كان مثقفون بحرينيون وعرب يوقّعون عرائض المقاطعة. وكان نحو 100 مثقف أردني، يضعون في عهدة جامعة الدول العربية، عريضة ممضاة، ضدّ فكرة أن تكون المنامة عاصمة للثقافة. ثم جاء معرض الكتاب الدوليّ (15) في مركز المعارض، الذي فزّزت جمهوره القليل أصلاً، رائحة الغازات المسيلة للدموع، حتى اشتكى الناشرون، وكتبت الصحافة، بما فيها صحافة السلطة.

وشهدت روزنامة العام 2012 أيضاً، أشدّ «المماحكات» من جانب مثقفين، مع الشاعر قاسم حدّاد، الذي اعتاد أن «يقول كلمته ويمشي»، ممرراً نبوءات الرائي «الفهيم»، واعتماداً على سطوة «الأب» على أبنائه. لكن هذه المرّة فقط، وُجد من يقول له: لست أباً، كفى هذا الهراء، لا أنت كذلك ولا نريدك.

 
 الشاعر كريم رضي
هكذا جاءت ردود الشاعر كريم رضي الناريّة، تعقيباً على حوارات لحدّاد مع «الحياة» و«القدس العربي» و«روز اليوسف»، انتقد فيها «ربيع البحرين» وثواره. ليضع بذلك، حدّاً لتكتيكات «المسافة الذهبية» التي اعتاد في حواراته أن يشبعها بالتنظير المضجر في الموقف من السلطة أو الأحزاب. 

وقد ظهر مصطفاً، بل شديد التماهي، بلا مسافة أو يحزنون، مع لون الخطاب السلطوي.

100 مثقف أردني: البحرين ليست عاصمة للثقافة

وتزامناً مع إعلان «عاصمة الثقافة» يناير/ كانون الثاني 2011، أطلق مدوّنون مدوّنة تحت اسم «المنامة عاصمة القتل» (bhmurdercapital.wordpress.com)، جمعوا فيها كل الغسيل «الوسخ» للعاصمة المنكوبة.

وأكد المشرفون على المدونة عزمهم «مخاطبة المثقفين العرب من خلال هذه الحملة بحقيقة ما يجري في البحرين، ومناقشتهم في قبولهم إقامة الفعاليات الثقافية تحت رعاية هذه السلطة».

فيما ارتأت «مرآة البحرين» إعادة تصميم الشعار الرسمي لعاصمة الثقافة، بطريقة تحاكي الشعار الرسمي الذي اعتمدته وزارة الثقافة البحرينية، مع استبدال إحدى كلماته، وهي «الثقافة» بكلمة «المكارثية». كما قامت بتثبيته ضمن ترويستها الرئيسة على مدار العام 2012. 

وضمن أجواء المقاطعات، فقد نفى الشاعر اللبناني عيسى مخلوف في تعقيب أرسله إلى «مرآة البحرين» (5 يناير/ كانون الثاني 2012) أن تكون قد وجهت له دعوة للمشاركة في فعاليات عاصمة الثقافة. 

وساد حال من التبرم في أوساط عدد من المسارح، وبينهم مسرح أوال، أقدم المسارح البحرينية، بشأن أسباب تهميشه في الفعاليات المسرحية أو «أين سيكون موقعه (؟)» في عاصمة الثقافة. وفي سياق ذي صلة، فقد باءت جميع محاولات المسارح الأهلية للقاء وزيرة الثقافة لطلب دعم موازناتها لإقامة مهرجاناتها، باءت جميعها بالفشل. فيما قامت بإيقاف مخصصات مهرجان مسرح الريف السنوية عن العام 2011.

ووقع مثقفون بحرينيون وعرب (نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) عريضة دعوا فيها «جميع المثقفين والمبدعين العرب إلى مقاطعة جميع فعاليات «المنامة عاصمة الثقافة»، معللين ذلك بالقول «إن المشاركة تضفي الشرعية على الممارسات القمعية المناقضة لقيم الحرية والإبداع». 

وبين الموقعين الشاعر العراقي محمد الأمين والشاعر المصري عماد فؤاد، ومن البحرين الشعراء إيمان أسيري ووضحى المسجن وحسين فخر ومهدي سلمان ورسام الكاريكاتير علي البزاز، إضافة إلى أسماء كثيرة أخرى.

وحذى حذوهم نحو 100 مثقفا أردنياً في رسالة أخرى (ديسمبر/ كانون الثاني 2011) وجهوها إلى الجامعة العربية تطالب بـ«إلغاء اختيار المنامة عاصمة للثفافة العربية لعام 2012» لما قالو إن «كبت الحريات وانتهاك الحقوق يتناقضان تماماً مع معايير اختيار العواصم الثقافية». وبين الموقعين اليساري ناهض حتّر وتوجان الفيصل وحياة الحويك عطية وجورج جزراوي وآخرون.

 
ونشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية (11 فبراير/ شباط 2011) ملفاً خاصاً عن «المنامة عاصمة الثقافة العربية» بعنوان «مقبرة الثقافة» الذي أخذ مساحة «المانشيت» الرئيس للصفحة الأولى، استعرض دعوات جمعيات بحرينية حقوقية ومثقفين بحرينيين وعرب إلى مقاطعة هذه التظاهرة. 

وتضمن الملف مقالات لكتّاب وناشطين سياسيين بحرينيين، هم: حسين يوسف، حسين مرهون وعلي الديري وكل باسمة القصاب ونادر المتروك، إضافة إلى الكاتب السعودي بدر الإبراهيم والصحافية السعودية مريم عبدالله.

ووسط كل ذلك، كان هذا التصريح للشاعر قاسم حداد الذي ترأس «لجنة الشعر» في العاصمة، عبر صحيفة «الحياة» (7 فبراير/ شباط 2012) «من حق المنامة أن تكون عاصمة الثقافة العربية بالرغم من كل الظروف التي تمر بها مملكة البحرين الآن». 

معرض الكتاب: ركود غير مسبوق

وأقيم معرض البحرين الدولي للكتاب (15) بين مارس/ آذار وأبريل نيسان 2012 ضمن أجواء التوتر الأمني، ما أثر ذلك على زواره. واعترفت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية بحالة الركود التي شهدها معرض البحرين الدولي (15) للكتاب، معتبرة أنها «غير مسبوقة» في ظل مقاطعة البحرينيين، وكثير من السعوديين.

وقالت في تقرير عن المعرض (29 مارس/ آذار 2012) «حالة من الركود غير المسبوقة تعيشها حاليا ممرات معرض البحرين الدولي للكتاب الخامس عشر»، مشيرة إلى «أن أروقة المعرض بدت شبه خالية في معظم الأوقات».

فيما تحدث الصحافي غسان الشهابي عن «اختناق أحد العارضين العرب في معرض الكتاب بالغازات المسيلة للدموع، فيما كان يخرج من المعرض». وتساءل في مقال بصحيفة «البلاد» (2 أبريل/ نيسان 2012) «من سيخاطر بنفسه من أجل حضور معرض لا يأمن سوابقه ولا عواقبه وخصوصاً بعد أن يحلّ الظلام؟».

ورفع 300 ناشر من المشاركين في معرض الكتاب عريضة إلى وزارة الثقافة طالبوا فيها بخصومات كبيرة على رسوم إيجار الأجنحة بسبب قلة الإقبال على المعرض، وانتفاء الأرباح. فيما قال ناشر «إن هذا يحدث لأول مرة في تاريخ المعرض». ما اضطرّ ذلك الوزارة الإذعان إلى إقرار خصوم قاسية وصلت 50 في المائة على إيجارات الأجنحة.

وقام موظفو إدارة الرقابة بمصادرة جميع نسخ كتاب «البحرين في دليل الخليج» للباحث عباس المرشد، الأخ غير الشقيق لأمين عام «الوفاق» الشيخ علي سلمان التي عرضت في «دار فراديس» الناشرة له. 

ولم يبد المسئولون في الإدارة أية أسباب لمنع تداول الكتاب الذي تصدى لجمع المادة الواردة عن البحرين في كتاب البريطاني جي. جي. لوريمر الموسوعي الذي كتبه في أوليات القرن بتكليف من الحكومة البريطانية «دليل الخليج الفارسي وعمان ووسط الجزيرة العربية».

وامتنعت وزارة الثقافة عن توجيه دعوة إلى مكتبة فخراوي، التي كان يملكها الناشر الشهيد كريم فخراوي، الذي قتل تحت التعذيب، للمشاركة في المعرض. وقال المدير العام للمكتبة محمد فخراوي «مؤسف فعلاً ألا يتم توجيه الدعوة إلى مكتبة للمشاركة في معرض الكتاب»، موضحاً «نعد من أكبر المكتبات البحرينية وعادة ما يكون جناحنا هو من أكبر الأجنحة في المعرض، لكن هذا هو الحال».

لكن هذا الغياب، للمكتبة وصاحبها، لم يمنع وزير العمل السابق مجيد العلوي من أن يترك هذه العبارة على حائطه في «تويتر»: «ذهبتُ لزيارة معرض الكتاب وعند دخولي تخيّلتُ الأخ كريم فخراوي رحمه الله يرحب بي كعادته في كل معرض. ضغطت عليّ المشاعر. وتركت المكان. خسارة».

مي آل خليفة في مرمى السلف الصالح

 
وفي أبريل/ نيسان، كانت وزيرة الثقافة مي آل خليفة في مرمى السلفيين، وجماعات الإسلام الموالي. ولكن هذه المرّة برسم ما يعدونه «ربيع السخافة»، في إشارة إلى الغناء والموسيقي. ونظموا عدداً من الاعتصامات أمام مركز إبراهيم للدراسات والبحوث في المحرق، المملوك  لها، حيث فوجيء الحاضرون، وبعضهم وزراء، بتحذير الشرطة لهم من الخروج خشية على سلامتهم. 

وغصت الممرات الضيقة المؤدية إلى المركز بعدد كبير من السلفيين وأصحاب اللحى، فيما رفع بعضهم لافتات كتب عليها: «الشعب يريد إسقاط الوزيرة». 

وفي 29 يونيو/ حزيران 2012، فازت الروائية فوزية رشيد بعضوية الهيئة المركزية لتجمع الوحدة الوطنية الذي انتقدته لاحقاً، حيث هاجمته في أعمدتها بسبب ما زعمت تأثره بـ«أطروحات الوفاق».

وشهد العام 2012، أقسى السجالات مع الشاعر قاسم حداد الذي صرح غامزاً من قناة «الربيع البحريني» لجريدة «القدس العربي» (14 أغسطس/ آب)، قائلاً «ما يحدث الآن لا نستطيع أن نصفه بأنه تطور تاريخي، فهو ليس أكثر من أحداث سياسية ليست جذرية لانعدام شموليتها وتحقق وعيها الاجتماعي». 

وأضاف «الاجتهاد الديني استطاع، هذه المرة، أن يذهب إلى الشياطين ليحقق مكاسب سياسية وبآلية مذهبية بالغة التخلف والوحشة»، موضحاً «إنهم يصفون ما يحدث بالربيع، ولم أعرف ربيعا دمويا بهذا الشكل». 

ورأى أن هناك «رؤية واحدة محافظة دينية تعمل على فرض نظام لاهوتي في المنطقة». وقد جاءته أولى الردود على ذلك من الشاعر كريم رضي الذي رأى أن حدّاد «يروّج لخطر الإسلاموفوبيا والشيعوفوبيا أكثر من الإعلام الحكومي». 

وقال إن مثقفي البحرين الذين وصفهم أيضاً بـ«الستالينيين الجدد»، من أمثال حداد «يصمتون عن الانتهاكات التي كانت الدولة أكثر إنسانية منهم في تعاملها معها». واعتبر أنه «شيء مخجل أن يصمت المثقفون مثل حداد عن مصادرة الحريات والحقوق بل وأن يستنكفوا لعب حتى دور الوسيط بين الأطراف المختلفة». 

ثم عاد حدّاد لتكرار نفس المواقف من «الربيع العربي» عبر صحيفة «روز اليوسف» (5 ديسمبر/ كانون الثاني 2012) «لا أصدق ثورات الربيع العربي، فالدجالون جاءوا مبكراً». وأضاف رداً على سؤال «لقد طالت البحرين بالفعل، ألا ترى هناك الضحايا والدماء والفوضى والدمار والضياع والكراهيات والمزاعم والفالج الذى لا يعالج؟». 

ومرة أخرى، فقد كان كريم رضي، هو من يتصدّى له، قائلاً «الوصفة السحرية إياها التي أتقنها قاسم حداد وشلة الليبراليات الحكومية العربية الفاشلة، التي تأسف ضمنا أو صراحة على الأنظمة الراحلة أو الموشكة على الرحيل، سهلة جدا. طالما الربيع في غير بلدك امدحه بلا تحفظ وغرد باسمه، وما إن يقترب من بلدك، ولكي تتخلص من أي موقف في الاستحقاق المحلي في وطنك، هاجم ما يسمى بالربيع العربي». 

وأضاف ساخراً «لا بأس في أن تتأسف على ثورات الأيام الخالية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات التي كانت ثورات خالية من الدم والكراهيات والأحقاد، لتبين أن البشر الحقيقيين وجدوا تلك الأيام فقط. إنها فعلا خلطة سحرية. لكي تتأكد من دقة الوصفة وانطباقها على أعضاء الجوقة اقرأ ما يكتبه قاسم حداد» على حد تعبيره. 

وقال رضي «أكد لنا (حداد) قطيعتنا اللامأسوف عليها مع أفكار هذه الجوقة وبياناتها».

وزيرة الثقافة: توجه لتغيير مسمى «باب البحرين»

 
في سياق آخر، فقد كشفت وزيرة الثقافة مي آل خليفة عن وجود توجه إلى استبدال تسمية «باب البحرين» التاريخي، باسم «باب الخليج العربي». وقالت في ندوة بـ«دبي» (10 سبتمبر/ أيلول 2012) إن «البحرين جزء لا يتجزأ من المشروع الوحدوي والتعاوني الخليجي، وباب البحرين الجديد سيتحول إلى باب الخليج لتأكيد عمق الارتباط». 

ويقع «باب البحرين» في قلب العاصمة المنامة، وقد بُني في عام 1945، وهو من من تصميم مستشار حكومة البحرين السابق البريطاني تشارلز بلجريف. واختارت مجلة «الآداب» البيروتية أن تخصص ملفها لعدد صيف 2012، عن «ربيع البحرين». وقد ضمّ مقالات لكل من عباس المرشد وحسين مرهون ونادر المتروك.

وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، وضع مثقفون بحرينيون بياناً مطوّلاً للتوقيع رسموا فيه رؤيتهم للأوضاع. وجاء تحت عنوان «لا لحنجرة العتمة، نعم لثقة الفانوس». وجاء فيه «انطلاقاً من حقنا، ومن مواقفنا، شاركنا في المسيرات التي دعت إليها مؤسسات المجتمع المدني ومنها أسرة الأدباء والكتاب، والمسارح الأهلية، والفرق الفنية، والجمعيات الأهلية والمهنية والنسائية والشبابية والحقوقية، للتعبير عن مواقفنا مع الحرية ومع الثقافة العقلانية المتخلصة من الفساد والاستفراد والطائفية. وعلى أساس هذا الموقف في التعبير عن الرأي تم الانتقام من الأصوات الثقافية ومن الثقافة الحرة». 

ورأى الموقعون أن «أسرة الأدباء والكتاب قد تم القبض عليها واختطافها في لحظة لم يكن بالإمكان السماح للصوت المقموع بالتعبير عن رأيه».

ووقع على البيان: أحمد العجمي، أنس الشيخ، علي القميش، جعفر الجمري، مهدي سلمان، ليلى السيد، عبدالله جناحي، حسين فخر، باسمة القصاب، علي الديري، إبراهيم كمال الدين، حسين عبدعلي، عباس المرشد، أحمد الستراوي، سوسن دهنيم، كريم رضي، جعفر حسن، حسين السماهيجي، أحمد البوسطة،  جاسم الحاجي، إيمان أسيري، منى عباس فضل وآخرون.

وتحت شعار «لا تذهبوا إلى البحرين» دشن مثقفون عرب (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) عريضة أخرى دعت إلى مقاطعة المؤتمر (25) للاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب في البحرين، واصفين إقامة المؤتمر تحت مظلة «المنامة عاصمة الثقافة العربية» بـ«الخطوة الجديدة التي تضاف إلى الرصيد السيئ لهذا الاتحاد في مداهنة الدكتاتوريات العربية والصمت عما يتعرض له الأدباء الأحرار من قمع وتنكيل». 

ووقع على البيان عدد من الكتاب، منهم: الكاتب العراقي شعلان شريف والصحافي العراقي محمد الأمين والشاعر السوري مروان علي والصحافي التونسي إسماعيل دبارة والشاعر العراقي خالد خشان  والإعلامي العراقي قاسم حسن والشاعر العراقي زعيم نصار.  

«بوهندي» يوبخ أديبين عربيين

غير أن المؤتمر أقيم  بين 21 إلى 25 ديسمبر/ ديسمبر كانون الثاني 2012 وسط حضور زهيد، وفائدة أزهد. عدا أن إبراهيم بوهندي، أحد أبرز الوجوه التي تصدت للتنكيل بالمثقفين المعارضين، صار نائبا أول للأمين العام للاتحاد الهرم.

وتفاوت اهتمام الصحف بإقامة المؤتمر، إلا أن اللافت اجتزاءها جميعاً كلمة أمين عام الاتحاد، المصري محمد سلماوي، الذي فاجأ الحضور بمديحه للربيع العربي، حيث لم تنشر كلمته كاملة، خصوصاً ما دار منها حول «الربيع». فيما جاءت كلمة إبراهيم بوهندي، الذي صار نائبه الأول، على العكس تماماً، وخصصها لشن هجوم على الداعين لمقاطعة المؤتمر، متهماً إياهم بـ«العبث الطائفي». 

وتطوّر الأمر إلى تهديده اثنين من ضيوف المؤتمر، وهما الروائي اليمني غربي عمران والشاعر المصري سمير درويش بسبب طلبهما توقيع مجموعتيهما «ظلمة إيل» للأول و«سأكون ليوناردو دافينشي» للثاني، في إطار أنشطة مجموعة «مجاز» الأهلية المستقلة بمسرح الريف وغاليري نقش. وعلم في هذا الإطار عن قيام بوهندي بتوبيخ عمران ومنعه بحدة بالغة أمام الوفود.

وكان ختام السنة الثقافية 2012 شعراً، أمسية شعرية في ظلال الربيع العربي أقيمت في قاعة فلسطين بجمعية «وعد» (25 ديسمبر/ كانون الثاني 2012. وقد جاءت تحت عنوان «عربة الربيع»، فيما شارك فيها كل من الشعراء: حسين السماهيجي، كريم رضي، سوسن دهنيم  ومهدي سلمان.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus