في البحرين : الكاميرا سلاح...

2013-01-07 - 4:33 م


أولغا الخزان: واشنطن بوست
ترجمة: مرآة البحرين

في 29 كانون الأول/ديسمبر، اخْتُطِف مصورٌ يدعى أحمد حميدان من قبل خمسة ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية في موقف سيارات تابع لسوق تجاري في البحرين.

وفقا لتقارير مركز البحرين لحقوق الإنسان، أحاط خمسة رجال بملابس مدنية، يُعتقد أنهم ينتمون لقوات الأمن، بحميدان وخطفوه. وبعد 19 ساعة، سمح له بالاتصال بعائلته لمدة 20 ثانية لإعلامهم أنه على قيد الحياة، وأنه في إدارة التحقيقات الجنائبة ويتم استجوابه دون حضور محامٍ.

ومنذ ذلك الحين، تم اقتحام منزله خمس مرات على الأقل، ومنازل أقربائه أربع مرات، وفقا لتقرير آخر من صحيفة "إي أي ورلد فيو".

وقبل ذلك بيوم، ألقت الشرطة القبض على مصور وكالة الأنباء الألمانية مازن مهدي أثناء تغطيته لمظاهرة. وغرّد مازن:

"السبب في توقيفي لم يكن بسبب مشاركتي في أي شيء بل بسبب التقاط الصور. وفي الظاهر إن وزارة الداخلية تعتقد ان الكاميرا سلاح!"

ويعتقد أن حميدان، الذي فاز بعدة جوائز دولية في التصوير الصحفي، قد استهدف بسبب أخذه الصور للمحتجين البحرينيين. ولكنه أيضا الحالة الأحدث فيما أصبح صراعًا لا هوادة فيه على السلطة  بين النظام والمعارضة في البلاد.

على مدى العامين الماضيين، واجهت الحكومة السنية في البحرين سلسلة من المظاهرات من قبل الأغلبية الشيعية، وكانت هناك اشتباكات مستمرة بين الشرطة والمتظاهرين نتيجة لذلك. فالدولة الجزيرة في الـ 2013 دقت جرس المزيد من الاضطرابات. وهنا نظرة على ما حدث في كانون الأول/ديسمبر وحده:

- شريط فيديو انتشر بشكل واسع جدًا يظهر ضابط شرطة وهو يصفع رجلًا مرتين ويحمل طفله عندما فشل في تقديم الأوراق الرسمية التي طلبها الضابط منه:

وتم اعتقال ناشط حقوقي آخر لتوثيقه الاحتجاجات في العاصمة - على تويتر -  بتهم تزعم أنه  كان ينشر"معلومات كاذبة".

- الحكومة جرَّدت 31 من أعضاء المعارضة من جنسيتهم قالت إنه لأسباب أمنية، وفقا لصحيفة روسيا اليوم.

- وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أنه تم مداهمة قرية واحدة من قبل الشرطة لأكثر من 300 مرة، وبعض المنازل دوهمت عدة مرات بالليلة.

- الشرطة البحرينية أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية لتفريق احتجاجات للسكان الشيعة في القرى المحيطة بالعاصمة، المنامة.

يبدو أن المحاكم في البحرين تعاقب أولئك المسؤولين عن بعض الحالات البارزة الأكثر وحشية، ولكن نشطاء حقوق الإنسان يقولون إن العقوبات ليست قاسية بما فيه الكفاية.

 فبعد الفضيحة التي سببها هذا الفيديو، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أنها ألقت القبض على ضابط شرطة وحاكمته في محكمة عسكرية. وحكمت على اثنين من ضباط الشرطة أيضا في 31  كانون الأول/ديسمبر لمدة سبع سنوات في السجن لضرب ناشط شيعي معارض حتى الموت خلال حملة العام الماضي على المحتجين.

ومع ذلك، هناك شعور في أوساط الشرطة بأن الذين يوثقون الاحتجاجات هم جزء من مؤامرة. وعندما أشار محمد حسن في مقال له في صحيفة غلوبل فويزس، أخذ قائد شرطة البحرين، طارق الحسن، بالتغريد ليشير إلى أن أدلة الفيديو على وحشية الشرطة كانت مزورة بطريقة ما:

 محاولات تشويه سمعة وزارة الداخلية والعاملين فيها هو جزء من حرب شرسة من قبل أشخاص ومنظمات معروفين ومكشوفين بعد خططهم السابقة التي باءت بالفشل.

 لقد أعدوا الكمائن لرجال الشرطة على أساس سيناريوهات أعدها إعلاميون في وسائل إعلام معروفة في دول أخرى ومن ثم يتم تصويرها وبثها عند الحاجة هؤلاء الملفقون الخونة ينشرون هذه المشاهد ويبالغون فيها كما أنهم يتلقون التعليمات والطرق التي تناسب أهدافهم وتلك البلدان.

انخرط البحرينيون في احتجاجات الربيع العربي 2011، ولكن القوات الحكومية هناك قمعتهم قبل أن يتمكنوا من إسقاط النظام، بمساعدة من السعودية المجاورة والإمارات العربية المتحدة. ومنذ ذلك الحين والاحتجاجات مستمرة، تشتعل بشكل دوري وتسيطر على العناوين كلما تحصل حادثة ما فظيعة للغاية (أو كلما، كما تعلمون، تبرز كيم كارداشيان).

حوادث مثل اعتقال المصورين خلال الأسابيع القليلة الماضية تُظهر مدى توتر المناخ هناك، وحتى الذين يغطون المظاهرات غير آمنين.

3 كانون الثاني/يناير 2013 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus