عبد الهادي خلف: الحوار في البحرين «حادث لا محالة».. والسلطة همّشت «تجمع الوحدة الوطنية»

2013-01-16 - 11:27 ص


مرآة البحرين: قال المعارض البحريني في الخارج وأستاذ علم الاجتماع في جامعة "لوند" السويدية عبد الهادي خلف إن الحوار بين السلطة والمعارضة في البحرين "حادث لا محالة"، معتبرا أن "الطرفين لا يمتلكان خيارات أخرى سوى أن يضعا على الطاولة ما يجمعهما للنقاش حوله وتحقيق ولو جزء من مطالب الناس".

وأكد خلف في مقابلة مع صحيفة "السفير" اللبنانية نشرت أمس الثلثاء أن "المعارضة والحكومة وصلتا إلى طريق مسدود، حيث أن كلا منهما الآن يتحدث عن أشياء لا يريدها الطرف الآخر، والسلطة تريد بقاء الوضع كما هو، وخطاب الملك في عيد الجلوس في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي أكد على التذكير باستمرار حكم أحمد الفاتح". 

ولفت إلى أن "المعارضة الرسمية ـ المتمثلة في الجمعيات السياسية المرخص لها العمل تحت قانون الجمعيات البحريني، حصرت نفسها بالمطالبة بملكية دستورية وبما طرحه ميثاق العمل الوطني في العام 2001، وهو ما يجعلها غير قادرة على التحرك أكثر من ذلك". 

ورأى خلف أن "كلا من الطرفين يتحدثان بلغة لا يسمعها الآخر وهذا يجعل المجال واسعاً جدا للمعارضات الأخرى التي تنمو ونمت بعد 14 فبراير/شباط العام 2011 وخلال الفترة التي تم التمهيد فيها لـ14 شباط، مثل "حركة الوفاء" و"حق" و"ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير"، وهي مجموعات صغيرة فتح لها مجال واسع لطرح مطالب تستجيب لرؤية جزء من الشارع مما قد تكون مخارج ممكنة منها تحدي السلطة ورفع سقف المطالب، ومن جهة ثانية المعارضات التي تنمو على ضفة الموالاة".

ورداً على سؤال حول دور "تجمع الوحدة الوطنية" الذي يطرح نفسه المتحدث الأول باسم الطائفة السنية، اعتبر خلف أن "التجمع" كان "إنجازاً وطنياً في بدايته كان من الممكن أن يكون خطرا على السلطة، والايجابي فيه أنه حرك مجموعات كانت لا تتحرك في السابق، مجموعات كانت ترى الظلم وتسكت عنه لأن مشايخ الدين تقول لها إن هذا من اختصاص ولاة الأمر وعليكم اتباعهم حتى إذا جلدوا ظهوركم".

وأوضح "قام هذا التنظيم ضد التجمع في "دوار اللؤلؤة" وهي المرة الأولى التي يأتي جمهور كبير ويفزع لنصرة السلطة الخليفية ولكنه ليس دعما غير مشروط، فرفعوا شعار "لنا مطالب"، وبرغم أن المطالب كانت عادية تتلخص في العمل والسكن والحياة الكريمة، ولكن أهميتها تأتي من أن الولاء أصبح ولاء مشروطا، ومن الناحية التاريخية"، فـ"من خلال رؤيتي للوضع الاجتماعي في البحرين فهذا التجمع يعتبر تطورا عاما قد يقود إلى تغييرات ايجابية. إلا أن السلطة الخليفية انتبهت إلى ذلك تماما، ولذلك بدأت عملية تهميش "تجمع الوحدة"، وسعت إلى خلق بدائل له وتفتيته من خلال اختراقات واستقالة بعض الأسماء المهمة فيه، ونجحت في استبداله بـ"تجمع شباب الفاتح"، كما هُمش القائد الشيخ عبد اللطيف آل محمود".

وإذ دعا خلف "الجمعيات المعارضة إلى أن "تحترم نفسها وأن تدخل في حوار مع السلطة نفسها ممثلة في ولي العهد، الملك أو رئيس الوزراء، فهؤلاء الذين في يدهم الحوار والحل والربط"، شدد على أن "السلطة والمعارضة اليوم مضطرتان إلى الدخول في حوار فعدا ذلك الطريق مسدود، وعلى الجميع أن يأتي إلى طاولة الحوار بالموضوعات المشتركة للحديث فيها"، منبهاً إلى أن "القرار اليوم في الشارع غير مركزي ولا يمكن الوصول إلى اتفاق من دون موافقة الأطراف الأخرى داخل العائلة الخليفية، وأيضا الأطراف الأخرى داخل المعارضة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus