في عشية نهائي كأس الخليج: المعارضة تكرم الرياضيين المعتقلين وتلمّح لقبول إضراب 14 فبراير

2013-01-18 - 8:22 ص


مرآة البحرين (خاص): أقامت الجمعيات السياسية المعارضة اعتصاما جماهيرياً عشية نهائي بطولة كأس الخليج التي تقام في البحرين، كرمت خلاله الرياضيين الذين استهدفتهم السلطة وسجنتهم وعذبتهم ونكلت بهم، واختتم الاعتصام بكلمة للأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان، وجه خلالها الجماهير للمشاركة يوم غد الجمعة في فعالية: وجهتنا المنامة. ولمّح سلمان إلى قبول فكرة الإضراب العام عن العمل في أي لحظة ثورية. وهي الفعالية التي أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير/ شباط عن تنظيمها، كما أعلن عريف الحفل مهدي سهوان أن نهاية الأسبوع المقبل ستشهد العاصمة المنامة فعالية جماهيرية كبرى تنظمها الجمعيات المعارضة.

وخلال الحفل ألقت عوائل بعض الرياضيين الذين لا زالوا في السجون، كما تم تكريم عدد من الرياضيين الذين تم سجنهم وتعذيبهم قبل الإفراج عنهم، مثل طارق الفرساني، علاء حبيل وآخرين.

وفي كلمته  تطرق الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، عن الفساد الذي يسود البلاد وضمنه الفساد والتخبط في الحقل الرياضي.

وقال سلمان :”من الطبيعي جدا أن يكون هناك احتمال لهزيمة أي فريق رياضي في اي نوع من أنواع الألعاب الرياضية، لا يوجد فريق ينتصر دائما، الحالة الطبيعية هو فوز وخسارة، الأمر الغير الطبيعي أن تبقى الحركة الرياضية لدينا متخلفة خلال عقود قياسا الى محيط البحرين، ما نجده مشكلة بالنسبة للرياضة في المسابقات المختلفة هي أن نتائجها متواضعة جدا، ولم تستطع أن ترتقي بمستوى الإمكانيات الموجودة لدى أبناء البحرين للتنافس على مستوى الاقليم”.

وأضاف “ما استطعنا إنجازه كان يعبر عن جهود فردية أكثر مما كان يعبر عن سياق عام يحقق إنجازات، هذا الأمر راجع لغياب السياسة الصحيحة، الجانب الرياضي مثله مثل بقية الجوانب يحتاج لإدارة يومية وأيضاً لتخطيط بعيد المدى، ما يحصل الآن هو ارتجال وليس تخطيطا يصنع فريقاً قويّاً منافساً يستطيع الفوز، بقية الالعاب نفس الموضوع لا يمكن أن تتحقق إنجازات دون وجود خطط بعيدة المدى، الخطط غائبة عن البلد كله، عن الاقتصاد والسياسة، الرياضة جزء من هذا الغياب، من الممكن الفوز ببطولة ما، لكن ذلك لا يعبر عن تخطيط سليم، منذ بداية بطولة كأس الخليج حتى الآن لم نفز به”.

وأردف سلمان “ إن العقلية السلطوية التي تولي اهتماما رئيسيا إلى الأمن وتهمل بقية المحاور مهما عظم شأنها، انظروا لميزانية البحرين سترون هذه الحقيقة، البلد كلها منذ تأسيسها من قبل وبعد الاستقلال، يتم تخصيص ما معدله 30 ٪  من موازنة البلد للجيش ولوزارة الداخلية ولجهاز الاستخبارات، لا يوجد بلد يصرف هذه النسبة على العسكر، هذه النسبة تصرفها بلدان لديها حروب، هذا الواقع خنق كل الجوانب الرياضية وغيرها في البحرين”.

كما أشار سلمان إلى أن “المحور الرياضي متأثر بالصراع المريض وحب النفوذ والتسلط والظهور حتى في المواقع الرياضية، أي اتحاد رياضي تجد على رأسه فرد من أفراد العائلة المالكة او الحاكمة، بينما في أي بلد يحترم نفسه لا تجد مَلِك أو رئيس وزراء له علاقة برئاسة الاتحاد، إلا نحن، اتحاد للخيل على رأسه فرد من آل خليفة، اتحاد سباحة على رأسه فرد من آل خليفة، اتحاد لسباق السيارات على رأسه شيخ من آل خليفة، لماذا لا يكون هناك رياضي قديم ومواطن عادي هو رئيس اتحاد رياضي؟”.

 
وأكد سلمان “انعكاس سياسة التمييز على الرياضة في بلدنا، الرياضة ليست فريقا يدخل في مسابقة، هذا آخر جزء، هناك دعم لأندية معينة وإهمال لأندية معينة، حتى الفرق الرياضية التي يقوم عليها ناس ليس لديهم ميل سياسي تجاه النظام فيتم إهمال هذه الفرق إذا ما سافرت لتمثيل البحرين في الخارج”.

بعد ذلك تطرق أمين عام الوفاق في حديثه إلى “النموذج الثوري الذي نحتاجه في البحرين، الثوري الذي أقدره وأحبه، بعض مواصفات هذا النموذج الثوري، ضع أي اسم من أسماء هذا الوطن أي شاب أو شابة وعمره في العقد الثاني أو الثالث انتماؤه السياسي، هو بحريني قد يكون منتمياً لحركة حق، أو الوفاء، أو وعد، أو الائتلاف، أو أي فصيل سياسي، عقديته السياسية هو ثائر ضد الاستبداد والفساد قد يتفق مع وثيقة المنامة وقد يختلف معها، قد يتفق مع مطلب حق تقرير المصير وقد يختلف، لكنه يطالب بالديموقراطية والمساواة وبالمُثل الإنسانية العالية. نشاطه الثوري اليوم هذا الثائر في هذه اللحظة هو هنا وغدا في يكون في المنامة”.

وتابع سلمان شرحه للنموذج الثوري المطلوب “هذا الثائر ينتقد يناقش لديه وجهة نظر، لكنه يتواجد في الميدان وفي أي مكان به مسيرة سلمية تجده هناك، لديه الاستعداد التام، هو مُعلّم، طبيب، عاطل، صحفي، طالب جامعي، يذهب لعمله في كل يوم وإلى دراسته، لكنه في استعداد في اللحظة الثورية أن يتوقف عن العمل أو الدراسة إذا كان هناك إضراب، لديه الاستعداد أن يفصل أو يسجن من أجل قضيته، وأن يستشهد من أجل قضيته، ربما كان قبل الثورة في سلوكه يكتفي بالحصول على الثانوية أو البكالوريوس لكنه الآن يطمح في إكمال الدراسات العليا”.

وتابع سلمان وصفه للنموذج الثوري المطلوب “يذهب للعمل والدراسة صباحًا، لكنه يشارك عصرًا ومساءًا في الانشطة والفعاليات، يحمل هم الثورة، يصبح صباحًا ليقرأ أخبار الثورة، ويكشف للعالم انتهاكات النظام، وقد يستيقظ أنصاف الليالي ليناصر أهالي سترة اذا ما تم استباحوها، يصبح وينام على همّ الثورة، يمتلك النَفَس الذي يقول اختلف معكم أيتها الجمعيات لكني لن أتوقف عن التظاهر اذا ما دخلتم او قاطعتم حوارًا، لكم مساحاتكم التي تتحركون فيها ياجمعيات، لكني لست غافلًا عن حريتي وأريد حقي في انتخاب حكومتي والعيش كإنسان سويّ، سأستمر في هدفي”.

وفي ختام كلمته خاطب سلمان الرياضيين الحاضرين قائلاً “قبل قليل كرمنا شخصيات رياضية لكنها كانت ولا زالت تحمل الهم الوطني، أيها الرياضيون اجتمعنا لتكريمكم رغم نكران السلطة لجميلكم بل انها نكلت بكم، لم تحفظ لكم جميل مساهمتكم في إعلاء اسم الوطن، بعضكم تم حرمانه من النشاط الرياضي، السلطة عذبتكم وفصلتكم من أعمالكم، حاولت حتى محوكم من الذاكرة، حتى الأهداف التي سجلتموها يحذفونها إذا ما عرضوا أفلاماً وثائقية عن البطولات، هذا النظام يوغل في الكره والحقد ويتفنن بأساليب سوداء، لكني أعرف كيف تفكرون، إنكم حينما يناديكم الوطن ستنسون كل هذا الظلم وتلبون نداء الوطن، فألف تحية لكم، لا تحزنوا إذا تنكرت لكم هذه السلطة، فهذا الشعب الكريم لن ينساكم”.

وبعدها قام اللاعب الدولي هداف بطولة آسيا علاء حبيل بالتوقيع على بعض الكرات وأهداها لأطفال من عوائل الشهداء. 
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus