بلدة

2013-01-18 - 1:26 م


بلدة: تسمية للقرى والمناطق المعارضة، راج استخدامها عقب ثورة 14 فبراير/ شباط، بديلاً عن التسميات التي راجت مع التقسيم الحديث للدولة. حيث صار يقال «بلدة عالي، بلدة بوري، بلدة كرزكان... إلخ» عند الإشارة إلى الاحتجتجات التي تقع في القرى والمدن. ولم تكن التسمية رائجة قبل ذلك. 

ويحتجّ موالون للسلطة على التسمية، حيث يعدّونها محاكاة لتسميات حزب الله اللبناني على مناطق الجنوب الخاضعة له، حيث تُدعى «بلدات». كما يعتبرون ذلك، دليلاً على تأثير حزب الله، الذي تتهمه السلطة بالتدخل في أحداث البحرين.

فيما يردّ معارضون على ذلك، بالقول إن التسمية قديمة، تعود إلى بدايات القرن الماضي.

ويجادلون بما ورد في كتاب المؤرخ البحريني ناصر الخيري (1876 - 1925)، حيث استخدم في كتابه «قلائد النحرين في تاريخ البحرين» الذي وضعه في العقد الأول من القرن العشرين، لفظ «البلدات» في وصفه لتقسيمات بلاد البحرين. ما يدلّ على أنه كان شائعاً في وقت سابق، قبل أن يُصار إلى استخدام تسميات أخرى مثل «المدن» و«القرى». 
فيقول في ذكره لمناطق البحرين «البلدة الثانية هي البديع، وموقعها على الطرف، شمالي غربي البحرين، وهي بلدة جميلة الظاهر» (ص 425). كما يقول عن بلدة الحنينية «اشتهرت هذه البلدة بسمومها المحرق في أيام الصيف، فلذلك يتخذ أهلها المساكن الواطئة» (ص 434).

ويعبّر تفضيل المعارضين استخدام هذه التسمية عن لون من الصراع مع الحكم، خفيّ، يدور على أرض اللغة. وربما عكس جانباً من إرادة «المقاومة» فيما يعدونه استهدافاً لهم على أساس «الهويّة»، إضافة إلى بناء سرديّة خاصة بعيداً عن إكراهات الدّولة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus