الحرائر

2013-01-18 - 4:16 م


الحرائر: مصطلح يشار به إلى النساء، وهو جمع حرّة، في مقابل الأحرار للرجال. راج استخدامه مع اندلاع ثورة 14 فبراير/ شباط، لوصف النساء المعارضات، وللإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته المرأة ونفوذها في الحراك السياسي. وهو دور يشكّل ظاهرة استثنائية، حيث لم تشهد البحرين مثيلاً له باعتراف معارضين ليبراليين، بما في ذلك، تلك الفترة التي تميّزت بالانفتاح ونشاط الحركة اليسارية.
 
بل إن باحثاً، وهو عبدالهادي خلف، الذي يشغل كرسيّ أستاذ في جامعة «لوند» بالسويد، ربط بين إسراع الحكومة «في تخريج فرق نسائية ضمن قوات مكافحة الشغب التي تتولى مواجهة المسيرات والأعمال الاحتجاجية»، وهي ظاهرة تحصل لأول مرة وصار مألوفاً رؤيتها في الشوارع ولدى التصدي للمسيرات الاحتجاجية منذ 14 فبراير/ شباط، بالنشاط السياسي المتزايد في صفوف النساء، بعد أن كان في السابق محتكراً بيد الرجل. 

وتنأى المعارضة الليبرالية واليسارية عن استخدام التسمية، وترى فيها مدلولاً ذا بعد ديني. ويقول معارض يساري «تذكرني بكلمة الماجدات التي أشاعها صدام حسين. فهذه وتلك تبدوان وكأنهما تكرمان النساء ولكنهما تعزلانهن». وعلى العكس، يشيع استخدام «الحرائر» في خطاب الحركات المعارضة الأخرى، ذات الجذر الديني، ويعدّ ذلك تكريماً. 

ففي خطبة له (30 سبتمبر/ أيلول 2011)، علق الزعيم الروحي الشيخ عيسى أحمد قاسم على الصورة التي وزعت لنساء معارضات، وهنّ مكدسات فوق بعضهن، بعد أن ألقت عليهن قوّات الشرطة إثر مظاهرة في مجمع «سيتي سنتر» (23 سبتمبر/ أيلول 2011)، قائلاً «الصورة المعروضة في حق الحرائر الكريمات، من بنات هذا الوطن جارحة جرحاً لا ينسى». وأضاف «مشهد الحرائر مرميات على بعضن في الأرض، ومكبلات الأيدي إلى الخلف، صارخات بلا مغيث، دون هذا المنظر بشاعة وقسوة، كمنظر الأغنام ساعة ذبحها». 

وتمّ اعتماد التسمية، لدى الإشارة إلى جميع عمليّات التعدّي على النساء التي تتم من قبل الشرطة، التي يُنظر لها على أنها إهانة بالغة. كما اعتمدت كتسمية لعدد من الفعاليات المعارضة. 

ففي يونيو/ حزيران أعلن ائتلاف 14 فبراير/ شباط، عن طقم من الفعاليات تحت اسم «أسبوع حرائر الثورة».  وفي 29 يوليو/ تموز 2011 نفذ أهالي الديه وجدحفص عملية «فخر الحرائر» تضامناً مع أسيرات الثورة فخرية أحمد وليلى عيسى رضي وهبة عبدالرضا.  وشهدت منطقة سترة - مهزة بتاريخ 28 سبتمبر/ أيلول 2012 مسيرة دعا لها تيار «الوفاء» الإسلامي تحت اسم «حرائر الصمود لاترهبُ القِيود». وفي 29 سبتمبر/ أيلول 2011، نظمت جمعية «الوفاق» الوطني الإسلامية اعتصاماً نسائياً في منطقة المقشع تحت اسم «الحرية إلى حرائر البحرين». وفي باربار 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 نظم الأهالي سلسلة بشرية حملت اسم «السلسلة المتضامنة مع الحرائر». وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، نفذ «الائتلاف» عملية تحت اسم «زلزال الحرائر» للضغط على النظام من أجل إطلاق سراح المعتقلات. 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus