قاسم: المعارضة كانت ذكية بوقوفها ضد محاولة النظام طأفنة الخلاف

2013-01-18 - 5:06 م


مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسي قاسم أن "السياسة في البحرين عمدت إلى تأجيج الروح الطائفية خاصةً منذ انطلق الحراك المطلبي الإصلاحي الأخير لنقل الخلاف من صبغته السياسية إلى صبغةٍ طائفية، ومن كونه خلافاً بين الشعب والحكومة في المسألة إلى كونه خلافاً شعبياً بين طائفتين".

وأضاف الشيخ قاسم خلال خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أن "المعارضة كانت هنا ذكية، وما زالت كذلك، حيث وقفت موقفاً عنيداً ضد هذا التوجه ومبدئياً من ناحية الحفاظ على هدف الوحدة الإسلامية والوطنية، ولم تستجب لأيٍ من استفزازات السلطة ولا من جاراها فيما كانوا يستهدفونه من إشعال نار الفتنة"، مشيرا إلى أن "الشارع الذي استهدفت كل تلك المحاولات من السلطة وأتباعها استفزازه ضد المعارضة كان أذكى من كلِ جهدٍ بذل في هذا السبيل، وأورع من الدخول مع أخوة الدين والوطن في معركةٍ يخسر فيه الطرفان لمصلحة طرفٍ ثالث يستهدف الإضرار بهما معاً" 

وشدد على أن "المعارضة لم تأتِ بكلمة واحدة يمكن أن تصب في صالح هدف الفرقة بين المسلمين أو تزج بهذا الوطن في نار فتنة عامة، بل دأبت المعارضة هنا على شجب الانقسام الطائفي في أي بلدٍ من بلدان المسلمين، والمطالبة بسد باب الفتنة".

ودعا قاسم الشعب البحريني بكلِ مكوِناته إلى "أن يأخذ العبرة من أي بلدٍ ابتلِي بالفتنة الطائفية بكيد الجهلة والأعداء والسياسة القذرة فعمه الخوف والوهن والشقاء، ونالت نار الفتنة من كلِ أطرافه ومكوِناته، وألا يستجيب لأصوات الغربان الانتهازية المضحية بمصالح الآخرين، كل الآخرين، وحياتهم وبكل المقدسات والحرمات".

وتطرق قاسم إلى الحراك الإصلاحي والتغييري الثوري الذي شاهدته الساحة العربية في السنتين الأخيرتين، فاعتبر أن "البحرين كانت فريدة من بين كلِ بلدان الحراك العربي، والسلطة هنا موقفها شاذ كل الشذوذ، خارج عن كل السياق الذي سلكته الأنظمة المتعقلة التي شهدت هذا الحراك بمستوياته وسقوفه المختلفة". وأضاف "هنا مطلب إصلاحي ولا شيء يذكر من الإصلاح، هنا مطالبة سلمية تواجه ببطش القوة، هنا شجب للعنف يقابله عنف عملي ودعوة للعنف."

وتوقف الشيخ قاسم عند الواقع القائم في العراق، مؤكدا على أن "المرجعية الدينية الرشيدة بوعيها الديني ورشدها وحكمتها وتقديرها لمصلحة الوطن، طرحت الرأي الإصلاحي الناضج الذي يقوم على رؤيةٍ إسلاميةٍ ووطنية"، موضحا أن "كل ما يستهدف هذا الطرح هو نزع فتيل الفتنة التي تهدِد العراق، ومن أجل أن يتوحد العراق بكلِ مكوِناته في الاتجاه الصحيح وعلى الطريق الذي يعطي لكلِ العراقيين الأمن والاستقرار، والتمتع بالحرية وكامل الحقوق".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus