المحكمة الجنائية تنظر في تعذيب بعض الأطباء بعد الحكم عليهم.. وتتجاهل تعذيب العكري والدمستاني

2013-01-21 - 9:35 ص


مرآة البحرين (خاص): نظرت المحكمة الجنائية في جلسة يوم أمس (الأحد) 20 يناير/كانون الثاني 2013 في قضية تعذيب الكادر الطبي، لأول مرة. 

وقد استمعت المحكمة يوم أمس لشهادة كل من الطبيب غسان ضيف وأخيه باسم ضيف وعلي عبدالله منصور الشاهد على تعذيبهم، وحضر المحكمة المتهم الأول الضابط "مبارك بن حويل"، أما المتهمة الثانية "نورة آل خليفة" فقد حضرت بعد بدء الجلسة بساعة، كما حضر الحقوقي عبد النبي العكري .

وبدأت الجلسة بشهادة المعتقل الدكتور غسان ضيف، حيث استغرق قرابة الساعتين وهو يسرد للقاضي ما تعرض له من تعذيب، وعلاقة ذلك بالمتهم مبارك بن حويل والمتهمة نورة آل خليفة، وقد أكد غسان أن أخاه قد تعرض أيضا لتعذيب شديد.

وتلا ذلك شهادة الدكتور باسم ضيف الذي أكد للقاضي بأنه تعرض للتعذيب بإشراف الضابط "مبارك بن حويل"، وبالرغم من أنه لم يره إذ كان معصوب العينين طوال فترة التعذيب، لكنه ميز صوته وشاهده أول مرة عندما صورت اعترافاتهم أمام كاميرا تلفزيون البحرين بعد تهديد بن حويل لهم وتعريفه بنفسه قائلا: "هل تعرفوني أنا مبارك بن حويل ستتعرضون  للضرب إن لم تقولوا أمام الكاميرا ما أريد".

أما الشاهد علي عبدالله منصور فقد شهد على تعذيب الدكتور باسم ضيف حيث التقى الدكتور في توقيف الحوض الجاف ورأى آثار التعذيب عليه واحمرار وانتفاخ رجليه بسبب الوقوف المتواصل أثناء فترة التحقيق.

وقد تركزت أسئلة القاضي للشهود الثلاثة على محور واحد وهو: هل شاهدت المتهم بعينك وهو يعذبك؟ وكانت إجابات جميع الشهود بالنفي إذ أن جميعهم كانوا معصوبي الأعين أثناء التعذيب، وكان اعتمادهم في التعرف عليه هو على حاسة السمع فقط، أما وكيل النيابة فقد شارك في الحضور فقط والتزم الصمت طوال الجلسة التي امتدت حتى الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر.

والتمس الشهود من المحكمة أن تنصفهم وتأخذ حقهم ممن عذبهم ومارس شتى أنواع الإهانات ضدهم وضد عائلاتهم.

وتقدم الأطباء بدعوى قضائية ضد من قام بتعذيبهم في شهري مارس وأبريل عام 2011 حيث أحيلت الدعوى للمحكمة في 13 سبتمبر/أيلول 2012، وذلك قبل أيام فقط من الحكم عليهم في القضية التي شلمت ما تبقى من تهم سابقة كالتجمهر وغيرها، وصدر بحق بعضهم حكم نهائي لا يقبل الطعن من محكمة التمييز، وكانت النيابة العامة قد عطلت إحالة هذه القضية للقضاء لضمان أن يصدر الحكم في القضية الأولى دون أن يتأثر قانونيا بالقضية الثانية، باعتبار أن القانون لا يجيز الاستمرار في محاكمة المتهمين في حال رفعهم دعاوى بالتعذيب وتحريكها في القضاء.

وقد وجه رئيس النيابة العامة "وائل بوعلاي" اتهامات بتعذيب الطبيبين غسان وباسم ضيف للضابطين مبارك بن حويل ونورة آل خليفة، وتجاهل شكاوى الدكتور علي العكري والممرض إبراهيم الدمستاني رغم أنهما تعرضا لتعذيب شديد جدا.

وقد لاقت قضية الكادر الطبي صدى واسعا في الأوساط العالمية والمنظمات الحقوقية بعد ما تعرضوا له جميعا من تعذيب وتنكيل ومحاكمات عسكرية ومدنية، ولا زال هناك ثلاثة أطباء منهم يقبعون في السجون وهم الدكتور علي العكري والدكتور سعيد السماهيجي والدكتور غسان ضيف وجميعهم لا زالوا يعانون من المعاملة السيئة بالسجن كما أفاد ضيف، حيث يشكون من عدم توفر الرعاية الطبية اللازمة، والمياه الساخنة خاصة مع برودة الطقس.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus