كاتب لبناني: السعودية تقوم بثورة مضادة لتقويض الانتقال إلى الديمقراطية في الخليج

2013-01-31 - 11:47 ص


مرآة البحرين: اعتبر الكاتب اللبنانية سعد محيو أن السؤال الأبرز المطروح بعد اندلاع ثورات الربيع العربي هو "كيف ستتأثر منطقة الخليج العربي، أنظمة وشعوباً، بهذا الربيع".

واستعرض محيو في مقال نشر على مدونته دراسة للمدير المساعد لمركز الأمن الدولية وسياسة الدفاع في مؤسسة "راند"، سيث جونز، نشرتها مؤخراً دورية "فورين أفيرز" وجاء فيها أن "السعودية أحكمت قبضتها على السلطة بعد الربيع العربي واستخدمت سطوتها المالية لتعزيز الأنظمة الأوتوقراطية المجاورة، كما فعلت مع البحرين في شباط/فبراير 2011 لقمع انتفاضة شعبية بذريعة أن دوافعها مذهبية".

وبحسب الدراسة، فإن ملكيات الخليج التي لاتبدي قط أي ارتياح للربيع العربي، تماماً كما كانت مع القومية العربية قبل نصف قرن، تقوم مرة أخرى بـ"ثورة مضادة" كانت أزهى تمظهراتها عرض ضم الملكيتين الأردنية والمغربية إلى مجلس التعاون الخليجي"، لافتا إلى أن الملكيات "تنفق الآن بسخاء كبير على أجهزة الأمن لديها، وتقوم في الوقت نفسه بشراء ولاء القواعد الشعبية الرئيس في بلادها".

وعلّق محيو بالقول إن "تعبير "الثورة المضادة" الذي استخدمه سيث جونز يبدو في محله تماما، وكذا الأمر بالنسبة إلى تشبيهه الثورة المضادة الراهنة، بتلك التي شنتها دول الخليج بزعامة السعودية ضد مشروع الحداثة الذي أطلقته حركة القومية العربية الناصرية في الخمسينيات والستينيات، بهدف بناء اقتصاد انتاجي حديث وهوية مواطنية عربية موحدة لاعشائرية ولاطائفية".

وأوضح أن "الثورة المضادة السعودية الجديدة تسعى إلى تقويض عمليات الانتقال إلى الديمقراطية في دول الربيع العربي، على رغم أن من يتزعم هذه العمليات هم حلفاؤها السابقون في الحرب على الحداثة القومية الناصرية: الإخوان المسلمون"، مستدركاً بالقول إن "الإيديولوجيا في الشرق الإسلامي، كما في كل التاريخ الإسلامي برمته، تملك ولاتحكم. من يحكم هو المُتغلّب القبيلي أو العسكري أو السياسي الذي يضع عربة الدين في خدمة جياد السلطة المطلقة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus