الحواجز بين السنة والشيعة تقف حائلا أمام الربيع العربي

2013-02-02 - 8:22 ص


ريس إيرلك: بوليتزر سنتر
ترجمة: مرآة البحرين

جيهان كازروني تجلس على كرسي مريح في غرفة الجلوس الكبيرة في حي راق في العاصمة البحرينية المنامة وتشرح كيف دخلت في انتفاضة الربيع العربي الجارية في بلادها. 

تقول: "عندما بدأت الثورة في 14 شباط/فبراير في العام الماضي لم أكن من المشاركين، لقد كنت من المؤيدين للحكومة، لأنني لم أكن أعرف أن هناك فقراء في البحرين". 

كانت كازروني مصرفية استثمارية، وكانت تقود سيارة لكزس وهي من الطبقة الراقية. وهي مسلمة شيعية. معظم الشيعة في البحرين يؤيدون حركة الربيع العربي. خلفية كازروني لعبت دورًا في ردة فعلها الأولى للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية أكثر من انتمائها الديني. 

قالت: "كنت أصدق تلفزيون البحرين بأن المتظاهرين لديهم أسلحة وأنهم أخذوا أكياس الدم من المستشفى وسكبوها على أنفسهم للدعاية"، وأضافت: "وفي يوم من الأيام قررت أن اكتشف ما يحدث بنفسي".

قمت بزيارة دوار اللؤلؤة، مركز الاحتجاج. كان مليئًا بعشرات الآلاف من البحرينيين - شيعة وسنة.

قالت: "عندما وصلت إلى الدوار، رأيت شيئا لا أنساه في حياتي". " لم أستطع النوم لمدة ثلاثة أيام. لقد رأيت الشرطة وهي تهاجم المتظاهرين العزل".

وفي غضون أيام انتقلت كازروني من التمويل المؤسسي إلى تعزيز حقوق الإنسان. أصبحت باحثة في مركز البحرين لحقوق الإنسان، المنظمة الرائدة في مجال حقوق الإنسان في البلاد.

أسلوب فرق تسد؟

تذكر كازروني تضامن السنة والشيعة في تلك المظاهرات. ولكن ومنذ ذلك الحين، تقول، عملت الحكومة بجد لتقسيم البلاد على أسس طائفية من أجل إضعاف المعارضة.
الكثير من السنة يعرفون أن الحكومة هي حكومة ديكتاتورية وفاسدة ولكن يخشون أكثر من سيطرة الشيعة، حسبما قالت فريدة غلام من وعد، وهو حزب معارض من يسار الوسط. لقد أقنعتهم الحكومة بأن الشيعة يصممون على إنشاء دولة دينية على النمط الإيراني.

وقالت غلام إن الحكومة قامت على تعزيز مناخ لا يثق فيه أهل السنة حتى بأصدقائهم القدامى من  الشيعة. "لقد نسوا بأنهم جيران"، كما قالت، "ويتهمونهم بدعم المعارضة. الشيء الذي يشبه المكارثية في الولايات المتحدة".

يعترف علي سلمان، رئيس جمعية الوفاق الإسلامية أكبر جماعة معارضة في البحرين، أن هناك تعصبًا من كِلا الجانبين. وهو يلوم النظام الملكي في أساليب ذكية لفرق تسد.

قال: "الحكومة طلبت منا أن نكره أهل السنة"، وأضاف: "خصوصا جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين،" الذين لديهم آراء محافظة جدًا في السياسة والدين. "وفي الوقت نفسه تقول الحكومة للمعارضة العلمانية إن الوفاق متخلفة جدا".

ومع انعدام الثقة بين الاثنين، قال سلمان: "فإن علاقاتهم ستكون مع العائلة الملكية فقط".

العلاقة مع إيران الشيعية

الحكومة تنكر تأجيج الخلافات الطائفية.

"ليس لدينا مشكلة بتأييد أو معارضة الطوائف المختلفة للحكومة"، قال عبد العزيز آل خليفة، ابن عم الملك  ومتحدث باسم الحكومة. "المشكلة هي في لجوء العناصر التي هي ضمن الجماعة إلى العنف للتعبير عن آرائهم، وللأسف هي آراء سياسية ودينية".

وفي الوقت نفسه أشار إلى أن الشيعة مدينون لزعمائهم الدينيين، الشيء الذي لم يؤكده في الجماعات الدينية الأخرى. "من الصعب للغاية بالنسبة لهم [الشيعة] الفصل بين توجيهات رجل دين وبين توجيهات حركة سياسية".

وتابع: "هناك أعداد كبيرة ممن يرغبون في اتباع نظام الدولة الموجود في إيران اليوم". وأضاف: "كانت هناك دعوات لجمهورية إسلامية في الماضي، وأعتقد أن هناك الكثيرين تحت السطح ممن يؤمنون بذلك الشكل من الحكومة".

تاريخيا، كانت هناك علاقات بين شيعة البحرين وشيعة إيران، التي يفصل بينها الخليج فقط.  فجمعية الوفاق الإسلامية اكتسبت الإلهام من ثورة  1979 الإيرانية ضد الشاه.
لكن زعيم جمعية الوفاق، علي سلمان،  لا يعتبر الحكومة الإيرانية الحالية نموذجا لمملكة البحرين. وقال إن النظام الإيراني بعيد عن الكمال.

وقال: "رأيي هو أن المزيد من الحرية سيكون أفضل في إيران". قادة الوفاق أيضا يدعمون الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري، الشيء الذي يتعارض مع الدعم الإيراني للرئيس السوري بشار الأسد.

وفي حين أن الطائفة الشيعية تعرف الخلافات الموجودة بين الحكومة الإيرانية والحركة المعارضة في البحرين، فإن العديد من السنة لا يعرفون. ومهما كان سبب الانقسام فإن الجانبين يوافقان على أنها تتسع.

الناشطة الحقوقية الثرية والجديدة جيهان كازروني تفعل ما في وسعها من أجل سد الفجوة بين السنة والشيعة. فقد ساعدت في تأسيس برافو وهي المنظمة البحرينية للتأهيل ومناهضة العنف.

وقالت :"علينا أن نركز الآن على إعادة تأهيل ضحايا التعذيب، جسديا  ونفسيا".

منظمة برافو تتعامل مع السنة والشيعة دون تمييز. فالعمل على مساعدة هؤلاء الضحايا هي طريقة كازروني  للتغلب على الانقسامات الدينية وبناء بحرين جديدة غير طائفية.

21 كانون الأول/ديسمبر 2012 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus